تقرير خاص | لماذا ترك التحالف “الجنوب” أرض مفتوحة لصواريخ الحوثي؟

عدن24 | تقرير خاص

سقط صباح اليوم، الأحد، اكثر من ستين جنديا بين قتيل وجريح في قاعدة العند، شمال محافظة لحج.
وأشارت بوصلة الاتهام لمليشيا الحوثي المتمركزة في محافظة تعز اليمنية، التي تعد اقرب منطقة شمالية لقاعدة العند الجوية.
وأوضحت مصادر عسكرية، من داخل القاعدة، أن القصف الصاروخي استهدف جنودًا من أحد ألوية العمالقة في الساحل الغربي من اليمن، مشيرة إلى أن أفراد اللواء كانوا يتلقون تدريبات عسكرية مكثفة في دورة تدريبية داخل القاعدة.
وأفادت المصادر بأن طائرات حوثية قامت منذ صباح الأحد بالتحليق على قاعدة العند قبل أن تسقط صواريخ في محيط طابور صباحي للمجندين المنتمين للواء.
وهرعت سيارات الإسعاف والأطقم العسكرية إلى قاعدة العند؛ لنقل قتلى وجرحى القصف الحوثي إلى مستشفيات عدن ولحج، في الوقت الذي استقبلت المراكز الصحية في مدينة العند الكثير من الجرحى والضحايا.
وأكدت مصادر إعلامية إعلان مستشفى ابن خلدون بلحج حالة الاستنفار والطوارئ للفرق الطبية، واستدعاء كافة الطواقم الطبية والتمريضية لإسعاف المصابين جراء الهجوم.
فيما وصلت سيارات إسعاف وأطقم أمنية كثيرة إلى مستشفى الجمهورية العام بعدن، بعد أن عجز مستشفى ابن خلدون في لحج عن مواكبة واستقبال الحالات الكثيرة.

وعاد هذا الهجوم بالتذكير بالهجوم المماثل للقاعدة عام 2019م وبنفس الطريقة والذي استشهد على اثرة عددا من الجنود والقيادات العسكرية، بينهم قائد الشرطة العسكرية، اللواء محمد صالح طماح.
وكذلك الهجوم الذي استهدف القيادي البارز في القوات الجنوبية، العميد منير اليافعي ” أبو اليمامة” ورفاقه، في مقر الشرطة العسكرية بالبريقة في العاصمة عدن، ومثله الهجوم الذي استهدف حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب لحظة وصولها مطار عدن الدولي.
الاستهداف المتكرر للجنوب بالصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة، يطرح تساؤل كبير مفادة: لماذا ترك التحالف “الجنوب” أرض مفتوحة لصواريخ مليشيا الحوثي..؟
وتساءل مراقبون، مالذي يمنع التحالف من تحصين العاصمة عدن والجنوب بالدفاعات الجوية؟
مصدر عسكري، رفض الافصاح عن أسمه، رد على تساؤلنا بشأن غياب التأمين الجوي للعاصمة عدن والجنوب، بأن هناك جهات اقليمية ودولية فاعلة في الشأن اليمني تعمل على ترك الجنوب ساحة صراع دائم وأرض مفتوحة للفوضى والاعتداءات، خشية من أن يستقل بذاته ويشكل دولة مهابة في المنطقة.
وأوضح المصدر أن الإرث السابق لدولة الجنوب مع دول المنطقة، مازال يشكل أمرا عائقا وهاجسا لهذه الدول.
وأشار المصدر أن هذه القوى ترى من مصلحتها بقاء الجنوب، وكذلك اليمن بشكل عام في حالة غير مستقرة، بما يضمن بقاء نفوذها ومصالحها في المنطقة.

 نائب الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي  فضل الجعدي وصف ما حدث بالعملية الإرهابية الغادرة، مؤكدا أنها لن تمر مرور الكرام.
وقال الجعدي في تغريدة له على تويتر: عملية غادرة وجبانة استهدفت معسكر العند وسقوط شهداء وجرحى ، في حرب مفتوحة على الجنوب لم يخب أوارها.
وأضاف: وهي جريمة إرهابية لن تمر مرور الكرام ولن تذهب الدماء هدرا، رحم الله الشهداء وشفا الجرحى.

القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، أحمد عمر بن فريد، قال في تغريدة له على تويتر، عن قصف قاعدة العند، ” كارثة كبرى تتجدد اليوم تسفر عن خسارة جسيمة في الأرواح تتجاوز ال ٣٠ شهيد وعشرات الجرحى في هجوم بطائرة حوثية مسيرة على قاعدة العند الجنوبية.
وأضاف:  أطراف كثيرة تتحمل مسؤولية الحدث وتصويب القصور والأخطاء أصبح امر حتمي ينبغي إنجازه والبت فيه حتى لا تبقى دماء أبناء الجنوب مهدرة.
وأوضح بن فريد: ‏نعم نحن في حالة حرب ، وفي الحروب تكون الخسائر العسكرية محتملة،  لكن الجنوب اليوم يواجه حربا تتفق في شنها عليه أطراف يمنية( اخوانية وحوثية وغيرها ).
وختم تغريدته:  حرب تتعلق بتوافقهم جميعا على أن يبقى الجنوب تحت وصاية صنعاء ، الأمر الذي لا ترغب أطراف جنوبية حتى الآن في فهمه واستيعابه مع الأسف.

ومن جانبه قال الصحفي الجنوبي، ياسر اليافعي في منشور له على صفحته بالفيسبوك: اللي يقولكم الحوثي محاصر يكذب عليكم!
وأضاف : الحوثي تدخل له طائرات مسيرة وصواريخ مجنحة، وكل ما يحتاج من مستلزمات وأدوات متفجرات لتغيير الواقع على الأرض.
وتابع: في الجنوب ممنوع تملك طائرة مسيرة، ممنوع تجهز مطار العند  الجوي وطائراته، ممنوع تفكر مجرد تفكير في ايجاد سلاح ردع يعمل فارق على الأرض .
وأوضح اليافعي أن الدبابات التي بحوزتك في “الجنوب” اما تم تدميرها او تم تحييدها وممنوع تستخدمها .
وقال اليافعي إن الجنوب بحاجة إلى قرار حقيقي يكون نابع من المعاناة التي يعانيها شعبنا، وهدفه الدفاع عن الأرض والعرض، والانتقام للشهداء، استمرار الأمر بهذا الشكل لن يخدم غير الحوثي فقط .. واليوم في العند وغداً في التواهي .
وبدوره قال الصحفي، نشوان العثماني في منشور له، “يستطيع الحوثيون، وفق دأبهم منذ سنوات، ضرب أي هدف في أي منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي؛ لتفوقهم العسكري بامتلاك هذه الترسانة من الصواريخ والطائرات المسيرة، فيما لا توجد أي بطاريات دفاع لا في عدن ولا مأرب ولا غيرها.”
وأشار العثماني إلى انه لا يوجد جيش حكومي بالمعنى الواضح، توجد قوات مهلهلة هنا وهناك، منزوعة السلاح الثقيل كالصواريخ، معتقدا أن التحالف الحكومي لو امتلك هذه الصواريخ قد يسعون لاستخدامها ضد بعضهم البعض.
وأوضح أن معادلة الحرب في اليمن: المزيد من عدم الفهم والمزيد من المآسي والمزيد من الحديث عن السلام!.

فيما يرى  رئيس المركز البريطاني للدراسات أمجد طه أن استهداف الحوثي لقاعدة العند الجوية جاء بتنسيق مع مليشيات الإخوان الإرهابية.
وقال طه في تغريدة له على تويتر:” استهداف الحوثي للعند في لحج الجنوب العربي جاء بتنسيق مع مليشيات الإخوان التي تحاصر ميناء #بالحاف في شبوة”.
وأضاف:” يبدو تجربة طالبان حفزت اخوان #اليمن على التعاون مع الحوثي بشكل أكبر لإحتلال مناطق الجنوب”.
ويبقى التساؤل: هل يستجيب التحالف العربي لمطالبات الجميع ويؤمن العاصمة عدن من الاستهداف المستمر، أم سيضل الجنوب، منطقة مفتوحة لاستهدافه من قبل خصومه..؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى