مجلة أمريكية: التغير المناخي يهدد مستقبل الحياة في الشرق الأوسط


قالت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، إن الشرق الأوسط سيتحول إلى منطقة لا يمكن العيش فيها، كونها أحد أكثر الأقاليم تأثراً بالارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وأكثرها تضرراً والأقل في الإمكانات للتعامل مع تلك الظاهرة.

وذكرت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: ”تحولت العديد من الدول الساحرة في الشرق الأوسط إلى مناطق مشتعلة، حيث ضربت درجات الحرارة المرتفعة والجفاف الشديد المنطقة، واحترقت الغابات، وأصبحت المدن في المنطقة جزراً للحرارة التي لا يمكن تحملها“.

وأضافت المجلة: ”سجلت الكويت درجات حرارة قياسية وصلت في يونيو الماضي إلى 53.2 درجة مئوية، في الوقت الذي فاقت فيه درجات الحرارة في سلطنة عمان والإمارات والسعودية حاجز الـ 50 درجة. وبعد ذلك بشهر وصلت درجات الحرارة في العراق إلى 51.5 درجة مئوية، في حين وصلت في إيران إلى ما يقرب من 51 درجة“.

عشرات القتلى والمفقودين في فيضانات اجتاحت تينيسي الأمريكية
موجة حرائق جديدة في الجزائر
وتابعت: ”الأسوأ من ذلك أن هذه مجرد بداية، حيث ترتفع درجات الحرارة في الشرق الأوسط بضعف المعدل العالمي، وبحلول عام 2050، ستكون درجات الحرارة في المنطقة أعلى بـ4 درجات، مقارنة بالمعدل الذي وضعه العلماء لإنقاذ البشرية، وهو 1.5 درجة“.

ونقلت عن البنك الدولي قوله إن ”الظروف الجوية القاسية في المنطقة ستصبح روتينية، وإن الشرق الأوسط يمكن أن يشهد 4 أشهر من الحرارة الشديدة سنوياً. وبحسب معهد ”ماكس بلانك“ الألماني، فإن العديد من المدن في الشرق الأوسط، ربما لا تصبح قابلة للحياة فيها مع نهاية القرن الحالي.

كما أن المنطقة التي تمزقها الحروب والغارقة في مستنقع الطائفية، ربما تكون غير مستعدة على الإطلاق لمواجهة التحديات التي تواجه وجودها بشكل جماعي.

وأوضحت المجلة أنه ”مع انقسام المنطقة إلى أغنياء وفقراء، فإن الفقراء هم أول من سيواجهون الاضطراب الاجتماعي، بسبب النقص الشديد في المرافق الأساسية، مثل المياه والكهرباء، وهو ما يحتاجه الناس بشدة“.

وبينت المجلة أن ”هذه الدول تحكمها حكومات فاشلة، أو مستبدون أو رجال دين، ولديها بنية تحتية متهالكة، في ما يتعلق بالطاقة، إضافة إلى معاناتها من أوجه قصور هيكلية عميقة الجذور، تمنع التطوير والابتكار التكنولوجي في مجال الطاقة المتجددة“.
ونقلت عن خبراء قولهم إن الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تعزز المؤسسات وتشجع الشركات على التفكير بحرية، أصبحت ضرورية للغاية من أجل الحد من انبعاثات الكربون، وضمان التحول إلى الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط.

وأشارت إلى أن أجهزة التكييف أصبحت رفاهية حتى للأثرياء نسبياً، في دول مثل إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن. فهذه الدول التي تعاني من الحروب والعقوبات الغربية، أو النخبة الحاكمة التي تخدم مصالحها، شهدت احتجاجات كبيرة ضد نقص الخدمات الأساسية، مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الذي يجتاح الحقول، حيث كانت مشاهد الاضطرابات الاجتماعية بمثابة لمحة عن مستقبل المنطقة، التي تشعر بشدة بتأثير تغير المناخ.

واختتمت المجلة تقريرها بالقول إنه بدلاً من التعاون في استخدام الموارد المتاحة، فإن الصراعات أصبحت هي السائدة في المنطقة، وبدأت الاستثمارات الإقليمية في التقليل من انبعاثات الاحتباس الحراري أكثر من كونها هامشية، حيث يؤدي عدم الاستقرار إلى تقليص الموارد والمساحة السياسية للتخطيط الطويل الأجل، والاستثمارات اللازمة للتكيف مع الوضع الجديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى