تقرير خاص | تغيير المناهج .. سياسة حوثية للسيطرة على مستقبل المجتمع

عدن24 | تقرير خاص

في كتاب التربية الوطنية للصف الثامن، الذي يدرس فيه الطلاب في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، يظهر على غلافة القيادي الحوثي، حسن الملصي، ويحمل على ظهره صواريخ موجهة، وقد قتل الملصي على الحدود السعودية اليمنية في العام 2016م.

وتظهر هذه الصورة كيف تعمل مليشيا الحوثي وبدعم إيراني على تغيير تركيبة ومفاهيم المجتمع من خلال المناهج الدراسية.

ويحذر مراقبون من هذه السياسية الخطرة على النسيج الاجتماعي، ومايمكن أن تحدثه على مستقبل البلاد من خلال تغذية الطائفية وغرس عقول الشباب بأفكار خطيرة ومدمرة.

ويقول المراقبون إن إيران هي من تمول وتقف خلف هذه السياسية، وأنها تحاول نسخ التجربة من العراق إلى اليمن.

وتعاني العراق من انقسام كبير بسبب تغذية الطائفية والتعصب لها، حيث تعمل جهات خارجية على رأسها إيران على تغذية الصراع الطائفي بما يسهل لها من السيطرة على الثروات العراقية واشغال المجتمع بالصراعات الطائفية والعرقية.

وقال وزير الثقافة والإعلام في حكومة المناصفة معمر الإيراني، في تغريدة سابقة إن استمرار ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في العبث بالمناهج التعليمية لمختلف المراحل الدراسية، ومساعيها في تزييف وعي الأجيال القادمة، وتعبئتهم بالأفكار الطائفية الدخيلة على بلادنا ومجتمعنا، تهديد خطير للسلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، ونسف لفرص الحوار وإحلال السلام والتعايش بين اليمنيين”.

من جانبه قال المحامي والناشط الجنوبي يحيى غالب الشعيبي أن تغيير الحوثي للمناهج يتطلب ثورة شعبية وليس تغريدات بتويتر من فنادق الخارج.

وقال الشعيبي في تغريدة له على تويتر:”تم تغيير مناهج الدراسة بعد احتلال الجنوب عام94وتضمينها مفاهيم الاحتلال 7يوليو كيوم وطني ولكن طلاب الجنوب لم يتأثر وعيهم الوطني بل شكل الطلاب 50%في مظاهرات الحراك الجنوبي رفضا للاحتلال”.

وأضاف:” الحوثي يغير المناهج بالشمال ويحتاج قيادات تقود الطلاب للرفض وثورة شعبيه ليس بتويتر وفنادق الخارج”.

ولم تقتصر مليشيا الحوثي على تغيير مادة بعينها، بل شمل التغيير أغلب المناهج الدراسية بما يساعد من تحقيقها أهدافها الطائفية والسيطرة على وعي وعقول الشباب.

وبحسب تقرير سابق لمنصة “صدق” وهي منصة مختصة بتصحيح الأخبار الكاذبة والمعلومات المزيفة، فقد رصدت أبرز معالمم التغير الذي قامت به مليشيا الحوثي في المناهج الدراسية.

ففي مادة القرآن في الصف الأول الأساسي يظهر إمام المسجد “مسربلاً” وهي الظريقة التي يؤدي فيها معتنقو المذهب الزيدي الصلاة، وفي مادة التربية الإسلامية واللغة العربية للصف الأول فقد ركزت على شعارات المولد على المساجد وقصيدة الحروف: باءٌ بدرٌ بثّ النورا، في إشارة لزعيم المليشيا عبدالملك الحوثي.

وفي كتاب الصف الثالث أساسي فقد حذفت  سير الرسول والصحابة، وكذلك الأعياد الاسلامية والمناسبات الوطنية كـثورتي سبتمبر وأكتوبر.

وفي كتب الصفوف الأخرى حذفت سير الشخصيات الإسلامية والعربية واستبدالها بشخصيات شيعية وحوثية، كما تم أخذت ماتسمها المليشيات “ثورة21 سبتمبر” مساحة واسعة في الكتب، باعتبارها ثورة الحق والتمكين الإلهي وانتصارا للمستضعفين، كما لم تسلم دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من الهجوم، حيث ركزت كتب اللغة العربية والتاريخ على الدور السعودي في اليمن ووصفته بالدور التخريبي، وحملت المبادرة الخليجية مسؤولية مايعانيه اليمنيين.

ويقول مراقبون أن السياسة التي تنتهجها مليشيا الحوثي من خلال تغيير المناهج وتفخيخ عقول الشباب بأفكار هدامة وخطيرة وعقائدية ستعمل على تفخيخ مستقبل البلاد، بما ينذر بكوارث وصراع طائفي لن يسلم منه الجميع.

وطالب المراقبون المجتمع الدولي بالضغط على مليشيا الحوثي بوقف سياستها بتغيير المناهج والنأي بالمنظومة التعليمية عن الصراع، كما اتهم المراقبون الشرعية المعترف بها دولية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، بالضعف وأنهم السبب الذي مكن مليشيا الحوثي من السيطرة على كل شيء في الشمال.

وأكد المراقبون أنه لا يوجد امام التحالف العربي وقبله الشرعية، سوى الحل العسكري، كحل أوحد لوقف الممارسات العقائدية والطائفية الذي تمارسها مليشيا الحوثي بحق الشعب اليمني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى