صحيفة دولية: الانتقالي يستبق حراك المبعوث الأممي بالتأكيد على حق استعادة دولة الجنوب

عدن24|العرب اللندنية


استبق المجلس الانتقالي الجنوبي المتبنّي لقضية استعادة دولة جنوب اليمن استئناف الحراك الدولي والأممي الهادف لإعادة تنشيط جهود السلام في البلد ليعيد طرح قضيّته كجزء أساسي من أي جهود هادفة لحلحلة الصراع سلميا.

وقال هاني بن بريك نائب رئيس هيئة رئاسة المجلس إن “استقلال جنوب البلاد وحصوله على عضوية كاملة في المنظمات الدولية أمر لا عدول عنه”.

وجاء ذلك في وقت تتّجه فيه أنظار الأطراف المعنية بالملف اليمني نحو الدبلوماسي السويدي هانز غروندبرغ الذي عيّن حديثا مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتّحدة إلى اليمن ليخلف في تلك المهمّة الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث الذي كان قد تلقّى بدوره مطالبات المجلس الانتقالي بترسيم قضية استقلال الجنوب على خارطة تحرّكاته على مسار السلام في اليمن.

وأضاف بن بريك عبر موقعه على تويتر أنّ “قضية استقلال الجنوب وقيام دولته الفدرالية الجديدة وعودته للمجتمع الدولي عضوا في كل المنظمات الدولية قضية مصيرية للشعب الجنوبي”.

وتابع “لا رجوع عن ذلك ولا حل نهائيا لمشاكل اليمن إلا بذلك”، مؤكّدا أنّ المجلس “الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي يحمل هذا المشروع ويحمل السلام للشمال ولكل دول المنطقة”.

وسبق للزبيدي أن التقى في أفريل الماضي بغريفيث في العاصمة الإماراتية أبوظبي وعبّر له عن جاهزية المجلس للانخراط بشكل جاد في العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة، مشدّدا على أنّ حلول الصراع تتوقف على معالجة أسبابه المتجذّرة منذ العام 1994، ومعتبرا أن الواقع على الأرض يتطلب صياغة مبادرة أممية لمفاوضات واقعية وجادة لمعالجة الصراع الجنوبي – الشمالي.
وفي تأكيد للمنحى المعبّر عنه من قبل قيادة المجلس قال منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية للانتقالي الجنوبي إن ما جاء في تصريحات بن بريك يصب في اتجاه “تأكيد تمسك الانتقالي ومن خلفه شعب الجنوب بهدف الاستقلال وبناء الدولة الفدرالية المنشودة وهو هدف قدم لأجله شعبنا الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين”.

وأضاف متحدّثا لوكالة سبوتنيك الروسية “أن نائب الرئيس أرسل من خلال هذه التصريحات رسائل مهمة طالما حرص المجلس على إيصالها للعالم، وهي رغبة الجنوبيين في عودة دولتهم للمجتمع الدولي كعضو في كل المنظمات الدولية وكدولة شريك مع العالم في النضال من أجل السلام، والحرية ومكافحة الإرهاب والتطرف بكل صوره وأشكاله”.

ويتوقّع المجلس الانتقالي أن تكون المرحلة القادمة مرحلة تسوية سياسية للصراع في اليمن مدعومة بإرادة دولية وقد تكتسب صفة الإلزام عبر تمريرها عن طريق مجلس الأمن الدولي. واستباقا لأي حلول لا تأخذ في الاعتبار قضية الجنوب وتهمّش دور المجلس شرعت قيادة الأخير في محاولة الترويج للقضية دوليا وشرحها لقوى فاعلة في الهيئات والمنظمات الأممية.

ولهذا الغرض قام رئيس المجلس مطلع السنة الجارية بزيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو حيث أجرى مباحثات حول الشأن اليمني مع عدد من المسؤولين في الدولة الروسية.

وأكّد صالح أنّ “تصريحات وتحركات المجلس الانتقالي وقيادته ليست موجهة ضد أحد بقدر ما هي تأكيد على حتمية انتصار قضية شعبنا وإنهاء الاحتلال”، معربا عن أمله في أن “تلتقط كل القوى المؤثرة في الساحة اليمنية وكذا الأشقاء في الإقليم وكل مكونات المجتمع الدولي تلك الإشارات والرسائل وتدرك أهمية اختصار الوقت والتقليل من تكلفة استعادة الجنوبيين لدولتهم فهي آتية بلا ريب، ولا تراجع عن هذا الهدف ونأمل ألا نكون مضطرين لتقديم المزيد من التضحيات في سبيل ذلك بسبب إصرار وتعنت القوى اليمنية المصرة على إبقاء احتلالها للجنوب تحت مسمى الوحدة التي لم تعد موجودة إلا في الإعلام”.

وتظهر صرامة خطاب المجلس وكذلك المصطلحات المستخدمة فيه من قبيل الحديث عن “احتلال” شمالي لجنوب اليمن أنّ انتماء المجلس الانتقالي لمعسكر الشرعية اليمنية التي يقودها عبدربه منصور هادي كرئيس للجمهورية اليمنية بمختلف مناطقها وعلى امتداد جغرافيتها مسألة تكتيكية ظرفية، الأمر الذي يفسّر شدة الخلافات بين المجلس والشرعية والتي استعصت عن الحلّ رغم الجهود السعودية التي بذلت على مدى السنتين الماضيتين لتقريب الهوّة بين الطرفين من دون جدوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى