تقرير خاص | العام الدراسي الجديد.. بين معاناة أولياء الأمور ومتاعب المدرسين

عدن24 | تقرير خاص

عبدالسلام، مواطن في العقد الثالث من عمرة، أب لأربعة أطفال يستعدون للعام الدراسي الجديد.
يشكو والدهم من الارتفاع الجنوني لأسعار الزي المدرسي ومستلزمات المدرسة، يقول أنه لايستطيع توفير احتياجاتهم المدرسية في ظل هذا الغلاء الفاحش، كما أنه ليس لديه راتب وضيفي، وراتب عمله الخاص المؤقت بالكاد يفي بإيجار البيت ومصرفات العيش اليومية.
مواطن آخر يقول انه ترك ابنه الذي يدرس في الثانوية العامة أن يتجه إلى السلك العسكري بعد أن وجد نفسه عاجزا عن توفير متطلباته.
ويشكو المواطن من الارتفاع الجنوني لأسعار الزي المدرسي، متهما التجار بالجشع والطمع، وحمل الجهات المعنية مسؤولية ذلك، مؤكدا أن غياب الرقابة والمحاسبة شجع التجار على استغلال حاجة الناس وطمعهم بالثراء السريع.
كما تقف الحرب أيضا عائقا آخر امام الكثير من الأطفال الحالمين بالدراسة.

فقد  ألقت الحرب بظلالها على كل شيء في البلاد، فبسببها هناك أكثر من ثلاثة ملايين طفل غير قادرين على الالتحاق بالمدرسة.
ووفقا لم اعلنته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يوم الجمعة، فأن ملايين الأطفال في اليمن غير قادرين على الالتحاق بالمدارس خلال العام الجاري جراء استمرار الصراع الدائر منذ سنوات.

وذكرت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، “كاترينا ريتز”، أنه “مع بداية العام الدراسي في البلاد، دعونا لا ننسى أن الصراع دمر مئات المدارس، وجعل حوالي 3 ملايين طفل غير قادرين على الالتحاق بالتعليم هذا العام”.
وأضافت في تغريدة على حسابها في “تويتر، “يحتاج الأطفال اليمنيون مثلهم مثل جميع الأطفال إلى العودة إلى المدرسة”.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، في 8 اغسطس الجاري، إن “8.1 ملايين طفل يمني بحاجة إلى مساعدة تعليمية طارئة.. بزيادة ضخمة مقارنة بـ1.1 مليون طفل قبل الحرب”.

معاناة المدرسين
ومن جانب آخر يعاني المدرسين الكثير من المشاكل والصعوبات، منها تدني الرواتب في ظل الأرتفاع الجنوني للاسعار الذي شمل كل متطلبات الحياة.

ويقول المدرسون أن الدولة لاتوفر مطالبهم أو تستمع لهم، وكل وعودها بحل مشاكلهم مجرد خداع وترحيل لمعاناتهم.
وامام معاناة المدرسين، اتجهت نقابة المعلمين الجنوبيين إلى اعلان الإضراب كوسيلة ضغط ضد الحكومة.

ودعت النقابة إلى إضراب شامل لمعلمي ومعلمات المدارس الحكومية في مختلف المراحل.
.
وقال بيان النقابة، إن “الإضراب جاء عطفا على عدم إيجاد الحكومة أية حلول لمطالب المعلمين، وصرف مستحقاتهم التي يطالبون بها”.
ولوح البيان، بتنفيذ النقابة، خطوات تصعيدية ما لم توجد الحكومة حلولاً مرضية للمعلمين.
وأوضح، أن الإضراب لن يرفع إلا ببيان رسمي مختوم من النقابة.
كما حذر البيان، من اتخاذ أية إجراءات عقابية أو تعسفات بحق المعلمين والمعلمات المضربين، كون الإضراب “حق قانوني مشروع”، وفقا للبيان.

وكانت النقابة قد عقدت  تفاهمات مع الحكومة لصرف طبيعة العمل لموظفي 2011، والعلاوات السنوية لكافة القطاع التربوي والتعليمي. على أن يكون أقصى حد للتسليم نهاية شهر مارس 2021، وتنفذ بقية المطالب على ثلاث مراحل متوافق عليها. وبعد انقضاء المدة المتفق عليها، قالت النقابة في بيان لها، إن وزارة المالية أخلت بالاتفاق.

وفي رسالة وجهتها للتحالف العربي أكدت على المطالبة بحقوق المعلمين والتربويين بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقرة ورفاهية تعوضهم عن فترة المعاناة والحرمان التي تعاملت بها معهم الحكومات اليمنية السابقة.
 كما أكدت على التمسك بالاستحقاقات القانونية من العلاوات والتسويات وبدل طبيعة العمل الخاصة بموظفي 2008 _2009_2010_2011 م والمتقاعدين وكل المحرومين منها والدعوة الى تنفيذ ماتم الاتفاق عليه مع الحكومة السابقة بشأنها بحسب الاتفاقية الموقعة بمحضر الاتفاق بين نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين والحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم وبالاثر الرجعي المتراكم من تاريخ الاستحقاق حتى اخر شهر وعكسها بالراتب، والعمل على تثبيت المتعاقدين بوظائف رسمية.
وامام كثير من الصعوبات التي تواجه أطراف العملية التعليمية، طلاب، أولياء أمور، مدرسين، فأن المنظومة التعليمية تعتبر من اسوأ المنظومات  في البلاد، حيث تغيب الرؤية والاستراتيجية لدى الدولة التي من خلالها يمكن العمل على تطوير المنظومة التعليمية والاهتمام بها بما ينعكس إيجابا على المجتمع والبلاد برمتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى