تقرير خاص | ألغام الحوثي.. ضحايا دون خط النار

عدن24 | تقرير خاص

تمثل الألغام التي زرعتها وتزرعها مليشيا الحوثي، واحدة من أكبر المشاكل المعقدة في الأزمة اليمنية والتي ستستمر نتائجها السلبية لسنوان طويلة.
واعتمدت المليشات في حربها على تفخيخ حياة المواطنين بالألغام كجزء من استراتيجتها الحربية.
في العاصمة عدن والجنوب وكذلك مناطق التي تحررت من المناطق الحوثي، شكلت الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي واحدة من أكبر المشاكل وأسوأها فقد اصبحت حياة الكل مهددة بالخطر، كما راح المئات ضحايا لتلك الألغام الغير متفجرة.
وأكثر ضحايا هذه الألغام هم الأبرياء من المواطنين بجميع فئاتهم السنية.
في محافظة الحديدة، عثرت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة، قبل أيام على حقل ألغام زرعته الميليشيات الحوثية الإرهابية، على مساحة واسعة في المدخل الشرقي لمدينة الحديدة، بداية من قوس النصر.
ولفت المصادر إلى أن الفريق الهندسي يحتاج وقتاً لتطهير منطقة قوس النصر، موضحاً أن مساحة الحقل واسعة فضلاً عن أن قناصة الميليشيات الحوثية المتمركزة في مواقعها شرق وشمال شرق كيلو 16 تحاول إعاقة جهوده.
وكان فريق هندسي قد عثر على شبكة ألغام مطلع الأسبوع زرعتها ميليشيات الحوثي في محيط أنبوب مياه الشرب الرئيسي لمدينة الحديدة، وتحديداً أمام شركة مطاحن البحر الأحمر الكائنة في شارع صنعاء، الأمر الذي يكشف مدى إجرامها.
.

خلال السته الأشهر الماضية وبحسب المركز اليمني للألغام، فإنه وثق سقوط 101 ضحية من المدنين، بسبب ⁧‫الألغام‬⁩ التي زرعها ميليشيا الحوثي، والذخائر غير المتفجرة التي خلفتها في المناطق التي تم طردهم منها، في عدد من المحافظات اليمنية، خلال النصف الأول من العام الجاري.
وقال المركز إن 44 مدنياً، بينهم 11 طفلاً و7 نساء وخبير في نزع الألغام، قتلوا، فيما جُرح 57 مدنياً آخرون، بينهم 17 طفلاً و4 نساء وعامل في نزع الألغام، فيما تسببت الألغام في نفوق 110 من الماشية، كما تعرضت 19 سيارة ودراجة نارية للتدمير أو الضرر.
وكان معظم الضحايا والخسائر في المديريات الساحلية جنوبي محافظة ⁧‫الحديدة‬⁩، وغربي محافظة ⁧‫تعز‬⁩، وفي مديرية «خب والشعف» بمحافظة الجوف.

كما كشف التحالغ اليمني لرصد انتهاك حقوق الإنسان، في تقرير سابق، إن أكثر من 4 آلاف و600 قتيل وجريح سقطوا على مدى الـ6 أعوام الماضية جراء الألغام.
ووفق التحالف، فإن أكثر من 1929 مدنيا قتلوا، بينهم 357 طفلاً‬⁩، و146 امرأة‬⁩، و83 مسنا، وذلك جراء الألغام الأرضية والمضادة للمركبات فقط.
كما أصيب 2752 مدنيا، بينهم 560 طفلا و177 امرأة و99 مسنا جراء انفجار الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة المتنوعة.
وذكر الائتلاف الحقوقي المؤلف من عدد من المنظمات الحقوقية اليمنية أن ⁧‫مليشيا الحوثي عمدت إلى زرع‬⁩ الألغام في مختلف المناطق المأهولة بالسكان والأراضي الزراعية وغيرها من المناطق المدنية في 17 محافظة.
ولفت التقرير إلى أن الألغام والعبوات خلفت خسائر مادية ثقيلة، حيث تضررت 939 منشأة سكنية جزئيا وكليا، و56 منشأة تجارية، و33 منشأة تعليمية، و4 منشآت صحية، و50 مسجداً، و6 مقرات حكومية، و3 مقرات خاصة، و6 معالم أثرية، و18 صهريج مياه، و14 جسراً، و344 مركبة وتم إتلاف 185 مزرعة ونفوق آلاف المواشي.

 مشروع “مسام” التابع لبرنامج الملك سلمان و البرنامج الوطني لنزع الألغام باليمن، قال أنه تم انتزاع أكثر من 228 ألف و315 لغما وعبوة ناسفة زرعتها المليشيات في مناطق مدنية والطرقات العامة الآبار خلال الـ3 أعوام الأخيرة فقط.

وبحسب مختصين فأن مخاطر هذه الألغام لا تقتصر على وقت والفترة الزمنية للحرب التي تشهدها البلاد، بل ستكون مخاطرها قائمة ولسنوات طويلة.
وطالب المختصون المجتمع الدولي بالضغط على مليشيات الحوثي، وقبلهما إيران لنزع هذه الألغام وتقديم خارطة بأماكن تواجدها في البلاد، ليسهل من عملية نزعها وتطهير البلاد منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى