لماذا سارع حزب الإصلاح إلى إدانة جريمة الحرق في تعز ؟

خلال الأيام الماضية تصاعدت الاحتجاجات الشعبية في محافظة تعز للتنديد بالجريمة البشعة التي ارتكبتها مليشيات إخوانية ضد إحدى العائلات بالمدينة.

جريمة بشعة ارتكبتها عصابة مسلحة تتبع قيادات عسكرية وأمنية إخوانية بحق أسرة الحرق ، حيث تعرض 5 من أبنائها للاختطاف والتنكيل والقتل الجماعي، الأمر الذي خلف حالة من السخط الشعبي ضد الانفلات والفوضى الأمنية التي يقودها مسلحو الإخوان.

المتظاهرون طالبو السلطة المحلية وقيادة محور تعز الإخواني بتسليم كل من ثبت تورطهم في مهاجمة منزل آل الحرق واختطاف وتصفية بعض أفراد الأسرة.

وكانت قيادات وعناصر مسلحة تنتمي لتنظيم الإخوان قاموا قبل أيام بقتل عدد من أفراد أسرة “آل الحَرِق”، على خلفية نزاع نشب بين الأسرة ومسلحي الإخوان على أراضي وعقارات في منطقة بير باشا، غرب تعز.

وقال يمنيون إن المليشيات المسلحة قامت بمحاصرة حي بير باشا بأكمله للبحث عن أفراد من الأسرة واختطافهم، ثم تم العثور على جثثهم في مناطق متفرقة من الحي.

ولاقت فيديوهات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، لنساء من أسرة الحرق وهن يناشدن السلطة المحلية والمجتمع من أجل انصافهم، تعاطفا واسعا.

وطالب ناشطون بالقبض على بقية الأفراد الذين شاركوا في الاعتداء على منازل أسرة الحرق وقتل واختطاف أفرادها.

المشاركون أكدوا أيضاً استمرارهم في التظاهر حتى تتحرك قيادات المحافظة لوضع معالجات لما يحدث في تعز، محملين هذه القيادات مسؤولية الفوضى الأمنية.

والخميس الماضي، وجه رئيس الحكومة اليمنية، الدكتور معين عبدالملك، وزارة الداخلية والسلطة المحلية بمحافظة تعز، بوضع حد للأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة مؤخراً.

كما وجّه الأجهزة العسكرية والأمنية بالعمل على ضبط الفوضى والانفلات وملاحقة المجرمين أيا كانوا، ووقف أعمال التعدي على الممتلكات العامة والخاصة ونهب حقوق المواطنين اليمنيين.

كما دعا 32 برلمانيا من أعضاء مجلس النواب، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلى تشكيل لجنة عليا محايدة للوقوف على الاختلالات الأمنية في مدينة تعز.

وقال أعضاء البرلمان في مذكرة للرئيس هادي، إن “مجموعات معروفة ومطلوبة للعدالة بتهم جسيمة منها القتل والحرابة وقطع الطرق والاستيلاء على ممتلكات المواطنين والبسط على منازلهم وأراضيهم، قد عكست نفسها وبشكل كارثي ومدمر على حياة كل أبناء مدينة تعز”.

وأضافوا أن “بعض هذه المجموعات والأفراد هم من المحسوبين على الجيش الوطني ويلقون كل الدعم والحماية من بعض القيادات العسكرية والأمنية في المحافظة”.

وطالب البرلمانيون بـ “سرعة تشكيل لجنة رئاسية عسكرية وأمنية محايدة وتكليفها بالنزول العاجل لمدينة تعز للوقوف على مجمل الاختلالات الأمنية وتحديد من يقف وراءها”.

كل السخط الشعبي وفضح جرائم الإخوان والتشكيلات العسكرية والأمنية الموالي لها دفع بحزب التجمع اليمني للإصلاح ـ جناح تنظيم الإخوان في اليمن ـ إلى المسارعة لإدانة هذه الجريمة وإخلاء مسؤوليته عنها..

مراقبون وسياسيون أوضحو أن حزب الإصلاح يحاول الفرار وإخلاء مسؤوليته عن الجرائم التي ترتكبها ميليشياته العسكرية والأمنية بحق أهالي تعز منذ سيطرتهم على المدينة، موضحة أن مسارعتهم لإدانة الجريمة جاءت عقب فشل تمييع القضية ومحاولة حرف مسارها من خلال التصريحات المتواصلة التي يتم إطلاقها عبر قيادات عسكرية في محور تعز أو عبر الزيارات المتواصلة التي تجريها قيادات إخوانية عسكرية في محور تعز لأسرة الحرق ناهيك عن العروض المالية والإغراءات للتنازل عن القضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى