تقرير خاص| المبعوث الأممي الجديد .. رحلة في حقل ألغام من اجل السلام في اليمن

عدن24 | تقرير خاص

اعلنت الأمم المحتدة عبر أمينها العام السيد أنطونيو غوتيريش في التاسع من هذ الشهر تعيين السيد هانس غروندبرغ من السويد مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، خلفاً لمارتن غريفيثس، الذي تم تعيينه وكيلاً للأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة لشؤون الطوارئ.
تعيين السيد هانس غروندبرغ جاء بعد فشل المبعوث السابق غريفيت، الذي لم يستطع التوصل مع أطراف الأزمة اليمنية إلى حل.

ترحيب ورفض ودعم

قرار تعيين السويدي مبعوثا أمميا للأزمة اليمنية لقي ترحيبا ودعما عربيا ودوليا واسعا.
في الداخل رحب المجلس الانتقالي الجنوبي على لسان ناطقة علي الكثيري بتعيين سعادة هانس غروندبيرغ مبعوثاً خاصاً جديداً للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن.
وقال الكثيري أن المجلس الانتقالي يتطلع للعمل مع المبعوث الأممي الجديد نحو انجاح جهود تحقيق عملية سلام شاملة وعادلة، تمكّن شعبنا الجنوبي من تحقيق تطلعاته واهدافه الوطنية وإنفاذ إرادته المشروعة.

كما رحب وزير الخارجية في حكومة المناصفة أحمد عوض بن مبارك بتعيين هانس مبعوثا أمميا للأزمة اليمنية وأكد أن الشرعية ستعمل معه من أجل السلام.
وعلى عكس دعوات الترحيب من قبل الانتقالي والشرعية، ذهب الحوثيون وهم طرف أساسي ومحوري في الأزمة اليمنية إلى النقيض، حيث أكدت مليشيا الحوثي وعبر متحدثها الرسمي، محمد عبدالسلام عدم جدوى الحوار مع المبعوث الأممي الجديد، وفقا لما صرح به لوكالة رويترز.

عربيا أكد وزير الخارجية  السعودي فيصل بن فرحان، بتعيين السويدي هانس غروندبرغ مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة لليمن.
وأكد الوزير أن “المملكة ستستمر في دعمها لكل الجهود الهادفة للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية ينهي معاناة الشعب اليمني الشقيق ويضمن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لليمن والمنطقة”.

من جانبها رحبت دولة الإمارات بتعيين هانس جروندبرج مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مؤكدة دعمها كافة الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة اليمنية.
وأكدت، حسب وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، دعمها كافة الجهود التي تبذلها المملكة لتعزيز آفاق السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.
كما أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف عن تطلعه أيضا للعمل مع المبعوث الأممي الجديد، لإيجاد حل شامل للأزمة اليمنية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
دوليا أعربت الخارجية الأمريكية عن تطلعها للعمل عن كثب مع المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، للوصول إلى حل دائم للصراع في البلاد.

من جانبه أكد السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا، أن تعيين المبعوث الأممي الجديد لليمن السويدي هانس غرونبدبيرغ، يمثل إشارة إيجابية وفرصة للسلام وإعادة انطلاق العملية السياسية وإيقاف الحرب المستمرة منذ نحو سبع سنوات.
وأوضح صفا في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» السعودية، أن المبعوث الجديد يحظى بدعم فرنسا والمجتمع الدولي، لمساعدته في إيجاد تسوية حقيقية تنهي الصراع وتحقق السلام لكل اليمنيين.

السيد غروندبرغ

مايميز المبعوث الجديد غروندبرغ عن سابقيه هو أن لديه خلفية واسعة عن الأزمة اليمنية، حيث شغل غروندبرغ منذ أيلول/سبتمبر 2019، منصب سفير الاتحاد الأوروبي إلى اليمن.

كما أن لديه خبرة أكثر من 20 عاماً في الشؤون الدولية، بما فيه أكثر من 15 عاماً من العمل في مجال حلّ النزاعات والتفاوض والوساطة، مع تركيز خاص على الشرق الأوسط.
كما رأس قبل ذلك، قسم الشؤون الخليجية في وزارة الشؤون الخارجية السويدية في ستوكهولم خلال الفترة التي استضافت فيها السويد المفاوضات التي يسّرتها الأمم المتحدة والتي أدت إلى اتفاقية ستوكهولم في كانون الأول/ديسمبر 2018.
كما عمل غروندبرغ في بعثات سويدية وأخرى تابعة للاتحاد الأوروبي حول العالم، وشغل مناصب في القاهرة والقدس وكذلك بروكسل، حيث ترأس مجموعة العمل على الشرق الأوسط/الخليج في المجلس الأوروبي أثناء الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي في العام 2009.
وهو حاصل على ماجستير العلوم في إدارة الأعمال والاقتصاد من كلية ستوكهولم للاقتصاد.

رحلة في حقل ألغام
وعلى الرغم من الدعم الذي يحضى السيد غروندبرغ، إلا أنه وفيما يتعلق باليمن، فهو يمشي في حقل مليء بالألغام، وخاصة مع تباين أهداف ومشاريع أطراف الصراع.
في الجنوب يبحث الجنوبيون عن استعادة دولتهم ماقبل عام 90 “جمهورية اليمن الديقمراطية الشعبية” وفي الشمال يبحث الحوثيون عن استعادة دولة الأمامة، وفي الوسط تقف الشرعية مقسمة الولاءات والنزاعات بين أطراف عدة، حيث يمثل الإخوان الطرف الأبرز فيها والذين بدورهم يركزون كل جهودهم نحو الجنوب.
ووفق مراقبون فان هذا التباينات والمشاريع المختلفة ووفقا للمعطيات السابقة والمتغيرات على أرض الواقع تجعل مهمة السويدي صعبة جداً، بحيث يحتاج إلى معجزة للوصول إلى نقاط مشتركة تجمع أطراف الصراع للوصول إلى السلام المنشود.
ويؤكد المراقبون أن مهمة السيد غروندبيرغ لن تكون سهله وقد ينتهي به المطاف في نهاية رحلته المليئة بالالغام إلى الفشل.

الأكاديمي السعودي واستاذ العلوم السياسية والكاتب في صحيفة مكه، الدكتور عبدالله العساف توقع فشل مهمة المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، في ظل التعنت الحوثي المستمر بشأن السلام.

وقال العساف، أن المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن لن ينجح في إحلال السلام وإنهاء الحرب لسببين.

وأوضح العساف، أن السبب الأول لفشل المبعوث الأممي هانس، يتمثل في أن مبعوثي الأمم المتحدة لا يأتون بالحلول بحسب خبراتهم، ولكنهم يأتون بأجندات دولهم .

وأشار إلى أن السبب الآخر لفشل مهمة المبعوث الدولي، هو أن تعنت مليشيا الحوثي معروف لدى الجميع ومن المستحيل إقناعهم بالسلام.

مبعوثو الأمم المتحدة إلى اليمن.. فشل دائم

الشارع اليمني المحبط غير متفائلا بالمبعوث، وخاصة انه قد عاش فشل المبعوثين السابقين، فلم يعد يفرق معه مبعوث سابق أو حالي.
وربما الفشل قد اصبح صفة ملازمة لمبعوثي الأمم المتحدة إلى اليمن، ويعد الأخضر الابراهيمي مبعوث الأمم المتحدة لحرب احتلال الجنوب التجربة الأولى في فشل الأمم المتحدة باليمن.
ثم اعقبه عقب اندلاع الربيع العربي، السيد جمال بن عمر، الذي فشل في مهمته الأممية، ثم اعقب ذلك السيد ولد الشيخ أحمد الذي لم يحقق أي نجاح يذكر خلال فترت مهمته الأممية باليمن، ثم تبعهم في الفشل السيد غريفيت والذي كان يحضى بدعم بلاد، بريطانيا، ولكنه مع ذلك كان الفشل في انتظاره.
الان يترقب الجميع هل يواصل السيد هانس غروندبيرغ سلسلة الفشل لمبعوثي الأمم المتحدة في اليمن، أم يكسر القاعدة وينجح فيما فشل فيه سابقيه..؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى