الشرعية .. موت ضمير


كتب/ فضل مبارك

مش معقول أن معاناة الناس والحد الذي وصلت إليه لم يصل صداها إلى آذان الشرعية ، ام أن الشرعية لا تعنيها معاناة الناس وعذاباتهم من انخفاض سعر صرف العملة وتصاعد الأسعار ووقوف المرتبات في محلها منذ أكثر من عشر سنوات أو عدم صرف الرواتب لكثير من الموظفين . وكذا انهيار خدمات الكهرباء والماء والصحة والتعليم وكل شيء في حياتنا.
هل وصل جمود الضمير وتبلد الإحساس والانبطاح والارتهان إلى درجة التجمد القصوى التي ما عاد بمقدورها حتى حك أنفها أمام المضيفين لهم والحماة لهم وأن لدى تلك الدول من المتمسكات على الشرعية ما يلجم أفواههم ولا يجعلهم ينطقون مع أنه اشرف لأصحاب الشرعية ان يُقتلوا في سبيل موقفهم المنحاز للوطن وناسه ولو بقول كلمة لا لما يحدث . بدلا من هذا الموقف المخزي ‌الذي سوف تلاحقهم بسببه كل طرفة عين لعنات البسطاء والمساكين والأطفال والمرضى والعجائز.
قد يقول قائل إن تلك أوامر وتوجيهات وخطة المخرج وان ما فيش بيد الشرعية حيلة في هذا الأمر وأنها مجرد ديكور تحافظ عليه الدول الإقليمية والدولية لتمرير مخططاتها وأهدافها في بلادنا .. وان يكن هناك من هذا الأمر شيء من فرضية الحقيقة لكن أين هي نخوة واستشعار مسؤولية الشرعية ووطنية الشرعية تجاه ما يحدث من عبث في البلاد .. ودعونا من الوطن وكرامته المستباحة وثرواته المنهوبة وقدراته المعطلة إذا يد الشرعية ما تقدر على حمايتها أو وقف العبث فيها .
أليس بمقدور الشرعية ان تضغط وتقايض تلك القوى والدول الطامحة والعابثة بأن تلزمها في تحقيق قدر من الاستقرار الاقتصادي والخدمي للناس مقابل ما تقوم به تلك الدول أو تسعى إلى تحقيقه على الأرض .
لكن السكوت وصمت القبور المخيم على الشرعية إلّا من الظهور في الفضائيات عند استقبال السفراء والمبعوثين فإنه ليس خيانة فقط بل أنكى وأمر من كل التهم ، لاسيما وأن في ايدي الشرعية كثير من أوراق الضغط التي تحتاجها تلك الدول الإقليمية والدولية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى