شبوة ليست للإيجار

كتب / الشيخ لحمر علي لسود

منذ احداث أغسطس من العام 2019م، وشبوة وأهلها يعيشون في حالة حرب، والدماء تسفك بشكل يومي، امام مرأى ومسمع العالم والاقليم، ودول التحالف العربي بقيادة السعودية.

الحاكم الإخواني المسنود من اطراف إقليمية معادية للجنوب وقضيته، عمد وبشكل ممنهج على إزاحة كل أبناء شبوة من وظائفهم وشرد كل من لا يؤيد التنظيم المصنف على قوائم الإرهاب، كل أبناء شبوة باتوا غرباء في أرضهم، وحرموا من كل مقومات الحياة “الكهرباء والمياه والمرتبات”، وهناك من يتحدث بشكل فج وقبيح عن “تنمية لا وجود لها الا في غرفة (4×6)، هي إدارة محمد صالح بن عديو الإخوانية.

قد يسأل البعض عن هذه الغرفة الصغيرة، نقول له ان “كل إدارات ومكاتب الوزارات والاشغال العامة والطرقات والكهرباء والمشتقات النفطية”، كل شيء يعتمل في شبوة “داخل غرفة صغيرة”.

عطل بن عديو المسنود من قوى نفوذ إخوانية وحوثية، كل مؤسسات الدولة في شبوة، وحصر العمل كله في غرفة صغيرة بمنزله.
إذا ما تحدثنا عن المشاريع، فلا مشاريع على الأرض، سوى مشاريع وهمية في الأوراق والاعلام، والأموال تذهب الى خزينة الدولة.
ما هي المشاريع التنموية “قد يتحدث البعض عن جسر صغير”، لو نظرنا الى الميزانية التي صرفت على إعادة تأهيل الجسر، لتبين انها ميزانية تكفي لبناء جسور معلقة وبمعايير دولية، ولكن انت في دولة الإخوان، لكل مشروع ميزانية، جزء منها يذهب لتمويل الحرب، واي حرب ليست ضد الحوثيين ولكن ضد الجنوبيين في أبين.
قرأت تعقيب لمحمد صالح بن عديو، على تحليل لمركز أبحاث يمني ممول، حول شبوة، والطريف في الأمر انه تحدث ان شبوة كانت محرومة في العقود الماضية، طيب هل تجرؤ تتحدث عن من حرم شبوة خلال كل هذه العقود، هل تجرؤ ان تقول ان من حرم شبوة هو نظام صنعاء بقيادة علي عبدالله صالح ونائبه عبدربه منصور هادي، وجنرال الحرب علي محسن الأحمر؟، مع ان الأخير هو “صاحب اليد الطولى في العبث والإرهاب، ومن جعل شبوة “وكرا للتنظيم الإرهابية”، وهذا بشهادة مراكز أبحاث أمريكية وليست يمنية.

زعم بن عديو ان شبوة تكافح بأبنائها “يا للسخرية”، هل كل هذه القوات التي تنتشر في شبوة وتقمع أهلها وتقتل فيهم بإساليب القاعدة وداعش، هم من أهل شبوة، منذ متى يا سيادة المحافظ “أصبح أبناء ذمار وعمران وصعدة ومأرب والجوف”، من أبناء شبوة؟.
من يحرس آبار النفط في شبوة، هل هم أبناء شبوة يا سيادة المحافظ؟ ام قوات يمنية شمالية، جلبها المحتل اليمني، حين نصبك “أداة”، لا تجرؤ ان تفرض أحد من أبناء شبوة في هذه المواقع، حتى وان “كان إخوانيا مثلك”.

تحدث محافظ شبوة الإخواني ان المحافظة تشق طريقها نحو الدولة، فأي دولة تحكمها عناصر إرهابية متطرفة تقتل وتختطف المدنيين لمجرد انهم ليسوا من الإخوان ويرفضون تواجد الاحتلال اليمني بشتى الوانه في بلادهم.
هل قمع التظاهرات بالدبابات ومضاد الطيران “يمثل طريقا نحو الدولة والأمن والاستقرار”، ندرك انكم تمارسون الكذب، وانه من اساسيات مناهج “البنا وقطب”، ولكن لا يمكن ان تنطلي هذه الأساليب على أبناء شبوة، الذين يعرفون “أساليب التنظيم الخبيثة ومن يقف خلفه من دول الإقليم”.

اعترفت إدارة محمد صالح بن عديو انها تمثل الدولة اليمنية بما في ذلك دولة الحوثيين في صنعاء، ولكن اين أبناء شبوة من هذه الدولة؟ أين هي الكوادر التي تم عزله من مناصبها لمجرد ان المحافظة أصبحت “حكرا على التنظيم الإخواني”.
في الفقرة الرابعة، وصف بن عديو السلطة في شبوة بانها نسيج متعدد ومتنوع سياسيا وقبليا، بربك قل لي “اين هو التنوع وكل الإدارات والمرافق وحتى القتلة من الاخوان، باستثناء قلة قليلة مأجورة، تبيع ضمائرها في كل سوق وحارة، دون اعتبار لأي شيء، وقد تبيع مستقبلا لمن يأتي بعد الإخوان.

شبوة إخوانية وتحت احتلال إخواني يمني شمالي، بأدوات (رخيصة)، لكن من يحرك أدوات القتل والتنكيل والإرهاب في شبوة “هي قوى نفوذ يمنية”، تعمل في الخفاء وفي العلن هناك أدوات تبرر لها كل جرائمها الإرهابية، بدعوى ان قتل المدنيين واختطافهم في شبوة، يخدم الدولة اليمنية التي لم تعد موجودة الا في “ترويسة التوجيهات الرسمية”، اما على الواقع فالدولة اليمنية ضاعت بعد ان سيطر الحوثيون على كل جغرافيا اليمن الشمالي، وتحول اسم اليمن “إلى دولة الحوثيين”، وبشعار وعلم خاص بهم وبتمويل إيراني ومن اطراف أخرى ترى ان ي الجماعة “مصلحة”، لا تقل عن مصلحتها مع جماعة الإخوان في شبوة، لكن حين تفتش عن الدولة اليمنية لن تجدها لأنها في الشمال “أصبحت حوثية، وفي شبوة ووادي حضرموت وأجزاء من أبين، أصبحت إخوانية.

وصف المحافظ في رده على مركز الدراسات اليمنية عن العلاقة مع مأرب، وان شبوة ومعقل الإخوان تتشاركان في الولاء للدولة، والصحيح ان بن عديو جعل من شبوة “حارة تابعة لمأرب”، فكل موارد المحافظة التي قال انها تمثل دولة عبدربه منصور هادي، لا تذهب الى البنك المركزي في عدن، بل تذهب لبنك مأرب، وهو الأخر لا يعترف لا بهادي كرئيس ولا بشرعيته، وهذا وحده ينسف كل دعوات بن عديو بانه يمثل دولة هادي، التي لم تعد موجودة بفعل هيمنة الاخوان على الرئاسة.

بالنسبة للعمالة بالخارج، فشبوة منذ سقوطها في العام 2019م، أصبحت ساحة للمخابرات التركية والإقليمية وكل ذلك حدث ويحدث امام مرأى ومسمع الإقليم والتحالف العربي، الذي لم يعد يفهم دوره وهو من يتواجد بقواته في مطار عتق، بعد ان أصبحت شبوة ساحة للمخابرات التركية، بل ان محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو دأب منذ سنوات على وصف رجيب طيب اردوغان بخليفة المسلمين، وهو رئيس دولة علمانية تريد ان تتوسع في البلدان العربية باسم الإسلام والخلافة الإسلامية، وهذا أمر مضحك، فاذا أراد بن عديو نفي علاقته “غير السوية بالخارج”، عليه أولا ان يتوقف عن مدح اردوغان كخليفة للمسلمين.

بالنسبة للخلاف الإخواني مع دولة الإمارات العربية المتحدة، فليس على ميناء بلحاف ولا غيره، وهو يدرك ان هذه الأساليب لا يمكن ان تنطلي على جاهل، خلاف الاخوان مع الامارات هو ذاته الخلاف مع مصر والبحرين وغيرها من الدول العربية التي تدعم الحرب على الإرهاب، فلو لم تقم الامارات بمحاربة الإرهاب في شبوة وابين ومدن الجنوب الأخرى، لما أصبح الإخوان يحيكون التهم الكيدية ويحاولون تضليل الناس بالحديث على ان الخلاف الإخواني مع ابوظبي بفعل ما اوردوه من تهم كيدية لا أساس لها من الصحة.

شبوة لم تعد خاضعة لا لهادي كرئيس ولا لمعين عبدالملك كرئيس لحكومة المناصفة، بل أصبحت ساحة نفوذ لتدخلات إقليمية مناهضة ليس للجنوبيين وحدهم ولكن لدول التحالف العربي بقيادة السعودية، والا هل يجرؤ ان يقول بن عديو لماذا “أصبحت عتق المركز الآمن للتواجد التركي”، وما سر الهدايا التركية والتي هي في الغالب طيران مسير واسلحة نوعية، استخدم جزء منها في معركة أبين ضد القوات الجنوبية.
أخيرا، أود ان أقول ان شبوة محافظة جنوبية محتلة من قبل قوى نفوذ يمنية “اخوانية وحوثية”، وما هذه الشخوص الجنوبية الا أدوات لتبرير قوى الإرهاب والتطرف التي لا تقتل سوى أبناء شبوة، الذين خرجوا للتعبير عن حقهم في الدفاع عن قضيتهم العادلة.
ولكل ظالم نهاية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى