سلطنة عمان توظف قيادات قبلية وضباطا سابقين لتأجيج الاحتجاجات بالمهرة لإرباك #السعـودية

ذكرت أنباء صحفية مفادها أن السعودية تسعى لاحتواء التوتر المتصاعد بينها وبين قوى محلية في محافظة المهرة مدعومة من سلطنة عمان وقطر.
ونقلت صحيفة العرب مصادر سياسية مطلعة قولها إن الدولتين عملتا على إرباك التحالف العربي وخلق حالة من الصراع مع السلطة المحلية في المحافظة تحت لافتات عدة من بينها المطالبة بمغادرة قوات التحالف العربي، التي دخلت المنطقة في إطار خطة لمنع تدفق السلاح إلى الميليشيات الحوثية عبر شواطئ المهرة المترامية وحدودها البرية مع سلطنة عمان.
وكشفت هذه المصادر للـ”العرب” عن زيارة خاصة للشخصية الاجتماعية والقبلية النافذة ورئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى عبدالله بن عيسى آل عفرار لمدينة جدة، التقى خلالها الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي.

فيما نقلت مصادر مقربة من بن عيسى آل عفرار أنه ناقش مع قيادة التحالف العربي ممثلة بالسعودية تطورات الأحداث في محافظتي المهرة وسقطرى، إضافة إلى أوضاع أبناء قبائل المهرة في الربع الخالي من حملة الجوازات السعودية المنتهية والعقبات المفروضة على زيارة السعوديين من أصول مهرية إلى محافظة المهرة التي تعاني من اضطرابات أمنية خلال الفترة الأخيرة.
مصادر “العرب” رجحت أن تكون الزيارة جزءا من تحرك سعودي واسع لوضع حد للتوترات المدعومة من مسقط والدوحة والتوافق على حلول مع الشخصيات النافذة والمؤثرة في المهرة، تلبي مطالب أبناء المحافظة مع الحفاظ على المتطلبات الأساسية للأمن القومي لدول التحالف.

فيما اعتبر مراقبون الزيارة نقطة تحول هامة قد تسهم في تجفيف منابع التوتر الممول من الخارج، واستكمال البرنامج السعودي لإعادة الإعمار وتنمية المحافظات المحررة وفي مقدمتها محافظة المهرة التي تربطها علاقات تاريخية واجتماعية بالسعودية.
هذا وقد تصاعدت حالة التوتر في المهرة مع وصول قوات سعودية لتأمين المنافذ البحرية والبرية والحد من تهريب السلاح إلى الميليشيات الحوثية، كما ترافق التصعيد السياسي والميداني مع حملة إعلامية منظمة اشتركت فيها الدوحة ومسقط ووكلائهما المحليون لتأجيج الاحتجاجات والإيحاء بوجود مطامع سعودية في المحافظة التي تشترك في حدود مع عمان والسعودية.

ووفقا لتقارير سابقة كشفت العرب عن تنامي صراع إقليمي في محافظة المهرة التي تعتبرها كل من مسقط والرياض عمقا استراتيجيا لهما، واستخدمت الدولتان نفوذهما المحلي وعلاقاتهما القديمة برجال القبائل في خلق ما يعدّه البعض حالة توازن هشة، نظرا للتقارير التي تتحدث عن عمليات تسليح لرجال القبائل واستخدام آخرين من مناطق أخرى في اليمن للتصعيد بوجه السلطة المحلية التي تربطها علاقات جيدة بالسعودية والتحالف العربي.
إلى ذلك وصفت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية ما يحدث في محافظة المهرة بأنه “حرب الخليج الجديدة بالوكالة”.
وقالت الصحيفة في مقال لمراسلتها لشؤون الشرق الأوسط بيل ترو إن محافظة المهرة، التي كانت تفخر باستقلالها الذاتي وثقافتها ولغتها المهرية الفريدة، “غدت الآن خط مواجهة رئيسيا في حرب بالوكالة بين إيران والسعودية”.

غير أن مراقبين أكدوا على أن ما يحدث في “المهرة” لا يرقى لمستوى حرب بالوكالة بين إيران والسعودية، حيث لا توجد أي مصالح أو نفوذ مباشر لطهران في المحافظة، فضلا عن دعم الرياض للسلطة المحلية والعمل من خلالها على تنمية البنية التحتية للمهرة ومنع تحويلها إلى ممر للسلاح القادم إلى الحوثيين، فيما تمول مسقط والدوحة في المقابل، حركات احتجاج قبلية لا تعبر عن مطالب أبناء المحافظة بقدر ما تحاول إرباك التحالف العربي.

وكانت مسقط قد موّلت احتجاجات منتظمة في المهرة ضد ما يعتبره القائمون على هذه الاحتجاجات “احتلالا” لأراضيهم من قبل الرياض، التي تقود تحالفا عسكريا يقاتل متمردي الحوثيين المدعومين من إيران على الجانب الآخر من البلاد.
وبحسب مصادر خاصة بـ”العرب” تتحاشى السعودية التورط في أي صدام مباشر مع حركات الاحتجاج الممولة، غير أنها تواصل دعمها للسلطة المحلية بقيادة راجح باكريت الذي يرفض أن تتحول محافظته إلى بؤرة توتر لاستهداف السعودية والإضرار بالتحالف العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى