صحيفة دولية: الاحتجاجات والضغوط الدولية ترغمان الحكومة على العودة إلى العاصمة عدن

عدن24|العرب اللندنية


أرغمت الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في المدن اليمنية رئيس الحكومة معين عبدالملك على العودة إلى العاصمة عدن من مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض.

وفي الوقت الذي لم تتراجع فيه رقعة الاحتجاجات التي اجتاحت المدن اليمنية الخاضعة لسلطة الحكومة، إثر الانهيار المتواصل للعملة الوطنية وتردي الخدمات العامة، وصل عبدالملك إلى العاصمة عدن، قادما من محافظة حضرموت، ضمن جولة شملت أيضا محافظة شبوة واستمرت لعدة ساعات.

ولم يعرف ما إذا كان عبدالملك سيستقر في عدن التي غادرها مع حكومته في شهر مارس الماضي.

واجتمع عبدالملك بقيادة السلطة المحلية في شبوة وعدد من القيادات العسكرية والأمنية قبل أن يغادر المحافظة نحو مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت.

وفي حضرموت التقى بالمحافظ فرج البحسني واستمع منه إلى إيضاحات حول طبيعة الأوضاع في المحافظة وناقش الأوضاع الأمنية والخدمية فيها، وفقا لما أوردته وكالة سبأ الرسمية.

وشدد عبدالملك على أهمية مضاعفة الجهود خلال هذه المرحلة الحرجة لتجاوز التحديات القائمة خاصة في الجوانب المرتبطة بمعيشة وحياة المواطنين، لافتاً إلى ضرورة تكثيف الجهود الحكومية لمعالجة التحديات العسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية، ومؤكدا دعم الحكومة لقيادة المحافظة لاسيما في ظل هذه الظروف.

وقال المتحدث باسم المجلس علي الكثيري “نرحب بعودة رئيس الحكومة إلى عدن، ولقد بات لزاماً أن تقوم هذه الحكومة بمهامها وتتحمل مسؤولياتها التي شُكلت من أجلها وفي طليعة ذلك معالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية ودفع الرواتب بشكل فوري”.

وأضاف أن هذه المطالب التي ظلّ المجلس يعبر عنها خلال الأشهر الماضية ناتجة عن “غياب الحكومة غير المبرر”.

وتأتي عودة رئيس الحكومة إلى عدن بعد أيام من بيانات صادرة عن الرباعية الدولية وسفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن المعتمدين لدى اليمن، أكدت على أهمية تمكين الحكومة اليمنية من العودة إلى العاصمة عدن، وشددت على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض بما يمكّن الحكومة من القيام بمهامها في معالجة الوضع الاقتصادي والخدمي.

ولم يتراجع منسوب الاحتجاجات مع أخبار عودة رئيس الحكومة واستمرت التظاهرات في حضرموت وتعز مطالبة باستقرار الحكومة في الداخل اليمني لمعالجة أزمة اقتصادية طاحنة وانهيار مريع للعملة المحلية.
حيث واصل الآلاف من اليمنيين في تعز تظاهراتهم مطالبين بإقالة المسؤولين الفاسدين ومحتجين على انهيار قيمة العملة الوطنية.

وقالت مصادر محلية إن الآلاف من المواطنين شاركوا في تظاهرة سلمية حاشدة صباح الثلاثاء جابت شوارع مدينة تعز.

وطالب المشاركون في التظاهرة بإقالة ومحاسبة جميع المسؤولين المحليين المتورطين في قضايا الفساد، وجددوا مطالباتهم بإقالة رئيس الحكومة.

كما عبر المتظاهرون عن تنديدهم بتردي الوضع الاقتصادي وانهيار قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، وتردي الأوضاع المعيشية في المحافظة.

وأكد المحتجون استمرار تظاهراتهم السلمية في مدينة تعز حتى تنفيذ الجهات المختصة مطالبهم ذات الأبعاد المحلية والوطنية.

وتصاعدت حدة احتجاجات شعبية في اليمن تنديدا بتردي الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية، جراء الانهيار غير المسبوق في سعر صرف الريال اليمني داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وتدهور سعر الريال إلى مستوى غير مسبوق، إذ بلغ سعر صرف الدولار الواحد 1200 ريال في تداولات الثلاثاء، بمناطق سيطرة الحكومة، مقارنة مع 215 ريالا السعر الرسمي سابقا.

وعلى مدار الأشهر الماضية أطلقت الحكومة اليمنية عدة دعوات إلى المجتمع الدولي لدعم جهودها في مواجهة أزمة اقتصادية متفاقمة تعاني منها البلاد.

لكن هذه الدعوات لم تلق الاستجابة المطلوبة حتى الآن، وسط استمرار حالة التدهور واندلاع احتجاجات غاضبة ضدها في عدة مناطق بالبلاد.

وسبق أن دعا وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك دول الخليج إلى عقد مؤتمر طارئ لدعم اقتصاد بلاده ومساعدة الحكومة على مواجهة التحديات الاقتصادية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى