#تقرير_خاص | #الحوثيون حجرة عثرة في طريق #السلام

عدن24 | خاص

عندما تتحدث الأوساط السياسية عن أهمية وضرورة انجاح المرحلة الثانية من إعادة الانتشار في الحديدة تتبادر الى الأذهان أمور عدة تتصل بالتعنت الحوثي الذي يشكل حجرة عثرة في طريق السلام الذي ينشده الجميع الا الحوثيين الذين أبوا الا عنادا ولقد جبلوا على نكث العهود والمواثيق .

لقد بات الأمر جليا وواضحا وضوح الشمس حول اتفاق استوكهولم الذي ولد ميتا بعدما لمسنا وتلمسنا عن قرب المراوغات الحوثية منذ الوهلة الأولى لهذا الاتفاق ، واليوم أي نتائج نتوقعها في المرحلة الثانية أن كانت المرحلة الأولى لم نرى لها أية نجاحات تذكر بسبب التعنت والمراوغات الحوثية

المفاوضات الحالية ما الذي أفضت اليه ؟ لاشيء ..فلم تجن الا الفشل .. إذ أخفق مارثن غريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن في انتزاع موافقه صريحة من الحوثي بشأن تنفيذ إعادة الانتشار في الحديدة.

وخلال لقائه بها وضعت قيادة الميليشيات الحوثية شروطا وعراقيل جديدة وتمسكت بالإفراج الجزئي عن الأسرى على دفعات، عكس مطالبة الحكومة بالإفراج عنهم على قاعدة الكل مقابل الكل.

وفي سياق التهرب من التزاماته، طالب الحوثي، المبعوث الأممي بأن تعمل الأمم المتحدة على إلزام الحكومة الشرعية بدفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.

فلا أمل ولا سلام مع من لاعهد له ولاذمة فجاء هذا الفشل الأخير والتصدع في مسار الاتفاق الميت إذ عادت مشاورات لجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة، بين الوفدين الحكومي وجماعة الحوثي برعاية الأمم المتحدة.

ووصل الوفد الحكومي إلى سفينة أممية في عرض البحر الأحمر واستقبلهم مايكل لوليسغارد رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة حيث عُقدت الاجتماعات بمشاركة الحوثيين.

وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية الحكومية (سبأ) ففي الاجتماع شدد الفريق الحكومي على ضرورة إيجاد آلية فعالة لوقف إطلاق النار، وتصحيح مسار المرحلة الأولى وفقاً للاتفاق ومفهوم العمليات المتفق عليه وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين نائب رئيس الجمهورية والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.

فلعل حديث الوفد الحكومي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك مقدمات الفشل الذريع للمرحلة الثانية منت اعادة الانتشار الذي يعد امتدادا لفشل المرحلة الأولى والتي كان من المنطق أن لا يتم الدخول لأية مشاورات جديدة الا بعد حسم كل الأمور المتعلقة بالمرحلة الأولى لكنه بات واضحا أنهم يضعون العربة قبل الحصان .

فالوكالة الرسمية كانت قد قالت إن الفريق الحكومي استعرض خروقات المليشيا الحوثية الانقلابية المستمرة لوقف إطلاق النار من خلال الأعمال العسكرية وعدم وقف إطلاق النار وإطلاق الصورايخ والمقذوفات العسكرية على مواقع الجيش اليمني والمدنيين في عدد من مديريات محافظة الحديدة والتي أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال.

وأشار الفريق الحكومي إلى أن التصعيد العسكري الحوثي يؤكد عدم جدية المليشيا في السلام ووقف إطلاق النار وتنفيذ استفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة.

وأكد الفريق الحكومي على ضرورة فتح المعابر وعقد اللقاءات المشتركة بمدينة الحديدة وفق نصوص اتفاق استكهولم.

وكان رئيس اللجنة، كبير المراقبين الدوليين لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، لجأ إلى السفينة بعد رفض جماعة الحوثيين استئناف المفاوضات في الحديدة الخاضعة لسيطرتهم.

وأضاف أن الوفد الحكومي وصل إلى السفينة عبر قوارب انطلقت من مناطق سيطرة القوات الحكومية، وأنه من المتوقع وصول ممثلي الحوثيين خلال الساعات القادمة.

وفي السياق ذاته، قال رئيس الفريق الحكومي في لجنة الانتشار اللواء صغير عزيز، إن سبب نقل اجتماعات اللجنة المشتركة إلى المياه الدولية في الحديدة، يعود “لتعنت الحوثيين، وتقييدها لحركة رئيس اللجنة مايكل لوليسغارد”.

وأجمع عدد من المحللين والمراقبين السياسيين على تعثر المحاولات التي يبذلها كبير المراقبين الدوليين الجنرال باترك كاميرت في إحراز أي تقدم في طريق تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الانسحاب وإعادة الانتشار من موانئ ومدينة الحديدة، بسبب تعنت ميليشيا الحوثي الإيرانية، مما وضع اتفاق ستوكهولم على حافة الانهيار بحسب مصادر تحدثت لـ«البيان»، في وقت واصلت الميليشيا خروقاتها للهدنة على الأرض، بقصف عدد من المناطق الخاضعة للشرعية بالمدافع وقذائف الدبابات.

المرحلة الثانية من إعادة الانتشار في الحديدة وحسم الخلافات المتعلقة بالسلطة المحلية وقوات الأمن المحلية التي ستحل محل الميليشيات بعد إعادة الانتشار من مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة .

ومن الواضح ووفقا لما تفصح به حقائق الأمور التي تطفو على سطح الأحداث أن هناك تساهلا أمميا ساعد الى حد كبير في مراوغة الحوثيين ومماطلتهم وسهلت لهم طريق النكث بالعهود والممارسات المستهترة الذي يعبر عنه ذلك التعنت الحوثي المشين ،إذ أن تساهل المجتمع الدولي جعل من أي اتفاق أو قرار جديد فرصة للميليشيا الإيرانية للتصعيد في انتهاكاتها وحربها ضد اليمنيين، لتتجاوز ذلك مؤخراً إلى إطلاق النار على فرق الرقابة الأممية ومنع تحركاتها في تحدٍ سافر وغير مقبول للمجتمع الدولي.

ويقول مراقبون سيتسيون ومحللون ان لعبة المراوغة والمماطلة التي تعتمدها الميليشيا تتجسد حالياً في محاولاتها لإعادة التفاوض من جديد على اتفاق السويد وتفسيره بحسب ما يروق لها ويخدم ويشرعن لانقلابها.

ونعيد الى الأذهان بعضا من الممارسات التعنتية وعبث الميليشيات الحوثية التي رفضت استلام القوات التي كانت موجودة في الحديدة قبل الانقلاب للموانئ والمدينة وأصرت على أن ما تقول إنها قوات خفر السواحل وقوات الأمن التي جرى التلاعب ببياناتها وإدخال عناصر الميليشيا في قوامها هي التي ستتولى استلام الموانئ والمدينة .

غير أنه ووفقا لحقائق الأمور التي أفصح عنها عدد من المصادر أن  خطة اعادة الانتشار كانت قد نصت أيضاً على أن تكون هناك عملية انسحاب متزامنة لقوات الشرعية ومسلحي الميليشيا من مدينة الحديدة على أن تتمركز هذه الوحدات في مواقع خارج المدينة بمسافة يتفق عليها الا ان الميليشيا أصرت على ضرورة أن تنقل القوات إلى مسافة 60 كيلو متراً وبهدف إبعاد قوات الشرعية عن مدينة وموانئ الحديدة التي تريد أن تبقى تحت سيطرة مسلحيها الذين ارتدوا اللباس الرسمي لقوات خفر السواحل وقوات الأمن والشرطة.

ويقول المراقبون والمحللون السياسيون  أنه اذ افترض جدلا احتمال لانسحاب الحوثيين من الحديدة سيستمرون في نهج المراوغة السياسية وكسب المزيد من الوقت لتكريس وجودهم العسكري والأمني في المدينة وخوض معركة جديدة إن تطلب الأمر.

بالعودة الى مفاوضات مايسمى المرحلة الثانية لاعادة الانتشار نلاحظ مؤشرات الفشل الذريع لإخفاقها والذي تمثل باستهداف الحوثيين  للاراضي السعودية بطائرات مسيرة غداة زيارة المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صنعاء ولقائه قادة الانقلاب هناك،

هذا الاستهداف بالطبع قد حمل إعلان الميليشيات الحوثية رسالة سلبية إلى المجتمع الدولي تظهر عدم استجابتهم لجهود السلام، وتؤكّد تنفيذهم لأجندة خارجية مرتبطة بمصالح إيران والصراع الذي تخوضه ضدّ خصومها الدوليين والإقليميين ومن بينهم المملكة العربية السعودية.

وبكل بجاحة ووقاحة تعترف جماعة الحوثي الإيرانية بأنها شنت هجوما بطائرات مسيرة على مطار جازان في جنوب غرب السعودية في وقت مبكر من يوم الأربعاء الماضي، بينما أكّد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا اعتراضه طائرة مسيرة للحوثيين كانت متجهة إلى أهداف مدنية في جازان وإسقاطها قبل بلوغ وجهتها.

مراقبون سياسيون وصفوا تحركات غريفيث الأخيرة ولقائه بالرئيس هادي في الرياض وزعيم الحوثيين في صنعاء بأنها تكرار لجولاته السابقة التي كانت تسبق كل إحاطة يقدمها لمجلس الأمن الدولي.

عزت مصطفى رئيس مركز فنار لبحوث السياسات شدّد في تصريح  لـ”العرب” على أن تحركات المبعوث الأممي لن تكون كافية لدفع العملية السياسية في اليمن إلى الأمام، وهذا الأمر سيتطلب منه أيضا تعديل طريقته في إدارة الملف بشكل ملحوظ وملموس على الطاولة وعلى الأرض.

وعلى كل حال رسالةً مليشيا الحوثي لم تكن في حاجة إلى تأكيدها، كاشفةً عن وجهٍ إرهابي لم يكن هو الآخر في حاجة لما يكشفه، فهي لازالت تخترق كل اتفاق يتم بمزيد من التعنت والمراوغة والمماطلة فديدنها النكث بالعهود وكل المواثيق لتحقيق أهدافها الخبيثة المشبوهة التي تشترك معها في التخطيط والتدبير ايران الارهابية .

التحالف العربي مطالبٌ اليوم أكثر من أي وقت مضى بتغيير استراتيجيته على نحو عاجلٍ بما يُحقِّق حسماً عسكرياً في مواجهة الحوثيين، وتضييق الخناق على المليشيات الحوثية الإرهابية والعمل بشتى الوسائل والسبل من أجل  قطع وسيلةإمداد عنها.

وهنا على الجميع أن بدرك أن لا توجد أية فرصة للسلام مع جماعة ارهابية مارقة لا تحفظ عهودا وخاصة بعد أن تبين الأمر جليا مع الأيام أنه كل الآمال قد تبخرت في تنفيذ اتفاق لاجدوى منه لأنه ولد ميتا في السويد .

لذلك ينبغي على العقلاء أن يدركوا يقينا أن لا سلام سيتحقق ببقاء الميليشيات الحوثية الإيرانية، ميليشيات أثبتت الأيام بل وأثبت التاريخ عبر العصور والأجيال على تعاقبها بأنها سلالية لاعهد لها ولا ذمة فهي لاتقبل التعايش مع الآخر فكيف ستقبل بالسلام معه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى