المقاومة والعمالقة تطوقان مليشيا الحوثي في البيضاء


أفشلت المقاومة في مدينة البيضاء اليمنية وقوات العمالقة هجوما حوثيا شاركت فيه وحدات من قوات النخبة التي يطلق عليها “كتائب الحسين” معززة بأسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة، فجر الخميس.

وقالت مصادر ميدانية إن الحوثيين تمكنوا في بداية الهجوم من استعادة عدد من المواقع والعودة إلى مركز مديرية الزاهر، قبل أن تمتص فصائل المقاومة الهجوم بإسناد من طيران التحالف العربي الذي دمر تعزيزات حوثية ودبابات وعتادا عسكريا.

واعتبر مستشار الرئيس اليمني محمد موسى العامري أن معارك البيضاء تأتي في سياق التصعيد العسكري الذي تقوده ميليشيات الحوثي بعد أن رفضت كل مبادرات السلام التي كان آخرها المبادرة السعودية.

وقال العامري في تصريح لـ”العرب” إن المواجهات العسكرية مع هذه الميليشيات تصاعدت في جبهة البيضاء والزاهر آل حميقان وجبهة الحازمية الصومعة، مشيرا إلى أن الوحدات العسكرية من قوات العمالقة والمقاومة الشعبية من آل حميقان – الزاهر – والحازمية حققت انتصارات كبيرة أفضت إلى هزيمة الحوثيين وطردهم من مديرية الزاهر والتقدم صوب بقية المديريات.

وأضاف العامري، وهو أحد أبناء البيضاء، “نظرا إلى أن الحرب كر وفر فالمعركة ما زالت سجالا في بعض المناطق والحوثي يدفع بأرتال بشرية من أبناء القبائل ويسوقهم نحو الموت مستخدما قطع الاتصالات والسلاح الثقيل والمسير على القرى والمنازل، وهي سياسة متبعة لديه في هجماته ضد المدن اليمنية أو السعودية”.

وحذر مستشار الرئيس اليمني مما وصفه بسياسة الدعاية والتضليل التي تمارسها الميليشيات الحوثية على الرأي العام الدولي، و”محاولة تصوير حربها الظالمة بأنها تستهدف محاربة التطرف، فيما تؤكد كل الشواهد وجود تخادم تام بين تيارات التطرف والغلو مثل القاعدة وداعش مع الحوثيين، في الوقت الذي يخوض فيه أبناء البيضاء معركة من أجل الكرامة والحرية واستعادة مؤسسات الدولة ولحماية أنفسهم وأعراضهم من عدوان هذه الميليشيات”.

وأوضح “يأتي استمرار الحرب بهذه الصورة التي تقودها الميليشيات الحوثية في كل مناطق اليمن سواء في البيضاء أو مأرب أو الجوف أو تعز أو الضالع أو الحديدة خدمة لمصالح إيران وتهديدا لطرق الملاحة الدولية وفرضا لمشروعها العنصري السلالي على الشعب اليمني بقوة السلاح بينما يدافع أبناء القبائل وعموم الشعب اليمني عن منازلهم وممتلكاتهم وشرعيتهم الدستورية بإسناد من أشقائهم في المملكة العربية السعودية”.

ناصر الشليلي: المقاومة الشعبية وقوات العمالقة استعادتا المبادرة
ناصر الشليلي: المقاومة الشعبية وقوات العمالقة استعادتا المبادرة
وتمكنت المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء (وسط اليمن) وقوات العمالقة الجنوبية من كسر هجوم حوثي هو الأعنف منذ اندلاع المواجهات في بعض جبهات المحافظة والتي أسفرت عن تحرير عشرات المواقع الاستراتيجية التي كانت في قبضة الميليشيات الحوثية والتقدم نحو مركز محافظة البيضاء من محورين.

وقال الصحافي اليمني ناصر الشليلي في اتصال هاتفي مع “العرب” من مناطق المواجهات في جبهة الزاهر إن “المقاومة الشعبية وقوات العمالقة استعادتا المبادرة وخاضتا حرب شوارع مع الميليشيات الحوثية داخل مركز مديرية الزاهر، وأجبرتا تلك القوات على الانسحاب بعد أن أوقعتا بها خسائر هائلة في الأرواح والمعدات”.

وأشار الشليلي إلى أن المقاومة والعمالقة تمكنتا الأربعاء من تحقيق سلسلة من الانتصارات السريعة حتى وصلت إلى مشارف مدينة البيضاء، عاصمة المحافظة، قبل أن تتعرضا لهجوم معاكس من قبل الحوثيين الذين وصلتهم التعزيزات من محافظات أخرى.

وأضاف “في جبهة الحازمية لم تتمكن الميليشيات الحوثية من تحقيق أي تقدم، على الرغم من زجها بمئات المقاتلين مما يسمى كتائب الحسين، حيث ما زالت المقاومة تبسط سيطرتها على منطقة الضحاكي التي تبعد حوالي ستة كيلومترات عن مركز المحافظة، فيما يشبه الكماشة التي تطبق على مركز المحافظة من جهتين”.

وتسببت مواجهات البيضاء المفاجئة في حالة إرباك بدت على التصريحات الحوثية التي دأبت على تحميل واشنطن والتحالف العربي مسؤولية ما اعتبرته تصعيدا يتعارض مع دعوات السلام.

وعلق الناطق باسم الحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي، محمد عبدالسلام، على مواجهات محافظة البيضاء في تغريدة على تويتر قائلا “لا شيء يحرزه تحالف العدوان كالهزيمة في كل جبهة وعلى كل صعيد، وقد تلقى في البيضاء بفضل الله ضربات منكلة، وفي غيرها يواجه واقعًا يستحيل عليه تجاوزه مهما حاول”.

واعتبر الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر أن معركة البيضاء أثبتت هشاشة الميليشيات الحوثية، وأن توحيد كافة المكونات السياسية اليمنية سيكون سببا في إسقاط الحوثي سريعا وإنهاء الحرب في اليمن.

ولفت الطاهر في تصريح لـ”العرب” إلى أن “معركة البيضاء تمثل اختبارا حقيقيا لجدية إنهاء الحرب، وفي الوقت نفسه تسلّط الضوء على حقائق كثيرة تتعلق بتخاذل بعض الأطراف المحسوبة على الشرعية، وعدم تحريك جبهات قانية وناطع وتعز، وكذلك إسناد قبائل البيضاء، وهذا الأمر يحتاج إلى إعادة قراءة كاملة لخطط واستراتيجية التحرك العسكري”.
وفضل الطاهر عدم ربط ما يجري في البيضاء بالعملية السياسية، مشيرا إلى أن ما يحصل في البيضاء هو “انتفاضة شعبية مسلحة طبيعية، بعد سنوات من الظلم والقهر والتسلط الحوثي بحق أبناء محافظة البيضاء، ومن يقاتلون اليوم لا علاقة لهم بالسياسة، وهم مجموعة يمنيين شردهم الحوثي من منازلهم وقراهم لمدة سبع سنوات، وسكنوا الجبال والوديان، واستعادوا قراهم ومنازلهم برفقة قبائلهم المجاورة”.

ومن جهته اعتبر الصحافي والباحث السياسي اليمني عبدالوهاب بحيبح أن محافظة البيضاء لا تقل أهمية عن محافظتي الحديدة وصنعاء من الناحية الجيوستراتيجية في اليمن.

وتقع محافظة البيضاء وسط اليمن وتتصل بثماني محافظات (صنعاء ومأرب وذمار وإب والضالع ولحج وأبين وشبوة) ومن شأن تحقيق الانتصار والتقدم فيها وصولا إلى استعادتها أن يمهد الطريق للتقدم صوب عدد من المحافظات أهمها ذمار وإب، وهذا يعني وصول طلائع الجيش الوطني إلى مخزون الميليشيا البشري.

وأكد بحيبح في تصريح لـ”العرب” أن تحقيق التقدم في هذه المحافظة يعد تطورا استراتيجيا بكل المقاييس، فمعركة البيضاء هي من “ستحدد خارطة الحرب مستقبلا لما تتمتع به المحافظة من موقع استراتيجي يتوسط البلاد، وهذا الموقع هو ما يجعلها تلعب دورا حاسما في تطورات الحرب في اليمن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى