“يونيسف”: أكثر من ستة ملايين طفل في اليمن يواجهون خطر الحرمان من التعليم


تلقي الحرب المستمّرة في اليمن منذ قرابة السبع سنوات بتبعاتها الثقيلة على أطفال البلاد التي تتجاوز حاضرهم الصعب إلى مستقبلهم الغامض بسبب اضطرار الملايين منهم إلى الانصراف عن مقاعد الدراسة نحو ميادين العمل المبكّر بحثا عن تأمين لقمة العيش، بل حتى إلى ساحات القتال حيث تحوّل تجنيد الأطفال إلى ظاهرة في البلاد موثّقة في تقارير المنظّمات الدولية.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” الإثنين إن أكثر من ستة ملايين طفل في اليمن يواجهون خطر الحرمان من التعليم مع طول أمد النزاع المسلّح في البلاد.

وذكرت المنظمة في بيان أنّ ما يزيد عن مليوني طفل يمني من الذكور والإناث توقفوا عن التعليم بسبب الفقر والنزاع وانعدام الفرص.

وأوضح البيان أن أكثر من مئة وسبعين ألف معلم يمثلون ثلثي العدد الجملي للمعلمين باليمن لم يتقاضوا رواتبهم بصفة منتظمة منذ أكثر من أربع سنوات جرّاء النزاع والانقسامات الجغرافية والسياسية ما دفعهم إلى البحث عن طرق أخرى لإعالة أسرهم. ورأى أن ذلك يعرض أربعة ملايين طفل آخرين لخطر تعطل العملية التعليمية والتوقف عن الدراسة.

وقال فيليب دواميل ممثل اليونيسف في اليمن “يخلّف النزاع آثارا بالغة على كل جوانب حياة الأطفال، غير أن الحصول على التعليم يوفر لهم إحساسا بالحياة الطبيعية حتى في ظل أقسى الظروف كما يحميهم من شتى أصناف الاستغلال”، مضيفا “لذلك يعد استمرار الأطفال في المدارس أمرا بالغ الأهمية لمستقبلهم ومستقبل اليمن”.

فيليب دواميل: التعليم يشعر الأطفال بالحياة الطبيعية حتى في أقسى الظروف
فيليب دواميل: التعليم يشعر الأطفال بالحياة الطبيعية حتى في أقسى الظروف
وحذر البيان من أن الآثار الناجمة على استمرار النزاع بالإضافة إلى الكارثة الأخيرة على التعليم المتمثلة في جائحة كورونا ستكون لهما آثار مدمرة وطويلة الأمد على العملية التعليمية والسلامة النفسية والبدنية للأطفال والمراهقين في اليمن.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو سبع سنوات أودت بحياة أكثر من 233 ألفا وبات 80 في المئة من السكان البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة يعتمدون على الدعم والمساعدات في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وما يزيد من معاناة الأطفال اليمنيين تفشي ظاهرة تجنيدهم للقتال في إطار الحرب الدائرة بالبلد بحسب تقارير حقوقية متواترة، حيث يظهر تقرير سابق للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة سام الحقوقية تجنيد المتمرّدين الحوثيين لأكثر من عشرة آلاف طفل بشكل إجباري على مدى السنوات الستّ الماضية.

وذكر التقرير أنّ الحوثيين يستخدمون أنماطا معقّدة لتجنيد الأطفال قسريا والزجّ بهم في الأعمال الحربية في مختلف المناطق ما يتسبب في مقتل أعداد منهم وإصابة آخرين إصابات تصل حدّ الإعاقات الجسدية الدائمة.

وأشار التقرير إلى أن جماعة الحوثي بدأت في السنوات الأخيرة حملة مفتوحة وإجبارية لتجنيد الأطفال، إذ افتتحت اثنين وخمسين معسكر تدريب لآلاف من المراهقين والأطفال، وانتشرت حملات التجنيد الإجباري في مناطق صعدة وصنعاء والمحويت والحديدة وتهامة وحجة وذمار واستهدفت الأطفال بدءا من سنّ العاشرة بمن فيهم طلبة المدارس.

وبحسب التقرير ذاته تلجأ جماعة الحوثي إلى تهديد العائلات اليمنية في القرى والمناطق التي تسيطر عليها من أجل تجنيد أطفالها، بالإضافة إلى تجنيد الأطفال في مخيمات النازحين ودور الأيتام وفي بعض الحالات جنّدت الجماعة أطفالا من عائلات فقيرة مقابل مكافآت مالية.

ويفرض مسلّحو جماعة الحوثي، حسب التقرير، عقوبات مختلفة على الأطفال المجندين في حال عدم تنفيذ الأوامر أو التقاعس عن أداء المهمات، وتشمل تلك العقوبات الحرمان من الأكل والسجن والتهديد بالقتل.

ويقول المدير الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنس جرجاوي “المقلق ليس فقط الزج بالأطفال في العمليات العسكرية، بل تغذية عقولهم البسيطة بالأفكار المتطرفة وتعبئتهم بخطاب الكراهية والعنف وبالتالي خلق مشاريع تطرف مستقبلية قد لا يمكن السيطرة عليها بالنظر إلى العدد الضخم الذي تجنّده الجماعة أو تستهدف تجنيده في المستقبل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى