جريمة مروعة.. قيادي حوثي يقتل شاباً في محافظة إب اليمنية لرفضه الذهاب للقتال في صفوف المليشيا


لم يكن 25 يونيو (حزيران) الحالي يوماً اعتيادياً في بلدة يريم التابعة لمحافظة إب (170 كيلومتراً جنوب صنعاء)، بل كان فارقاً لسكانها الذين كانوا شهوداً على كيفية تعامل ميليشيات الحوثي مع الرافضين للذهاب للقتال؛ خصوصاً في محافظة مأرب التي ابتلعت آلافاً من عناصر الميليشيات. ودفع أحد المجندين الحوثيين حياته ثمناً لرفضه الذهاب إلى الجبهة.
قبل منتصف ذلك اليوم، كان فضل صالح علي ناصر الهمام، واحداً من المقاتلين في صفوف الميليشيات عن مركز بني عمر، وادي خيران، التابع لمديرية يريم، ولهذا تعامل بندية مع المشرف الحوثي على المديرية، ويدعى أبو تراب غلاب، عندما أمره بالذهاب للقتال في مأرب ضمن المجموعة التي أمر قيادة الميليشيات بإحضارها، فردّ بالرفض بعد أن رأى 15 من زملائه يعودون أشلاء من تلك الجبهات.
ووفق أهالي في البلدة، فإن المشرف الحوثي والمعين مديراً لأمن مديرية يريم ردّ على رفض أوامره وأطلق عليه النار في الشارع العام، فأصيب إصابات بالغة قبل أن يفارق الحياة بعد 3 أيام من نقله إلى أحد مستشفيات مدينة ذمار القريبة، في مشهد للإجرام الذي تنتهجه ميليشيات الحوثي حتى مع من تورطوا في القتال معها.
وقال شهود إن «المشرف الحوثي كان يستقل سيارته ونادى على الشاب في الطريق الدائري ووجّه له الأمر بالالتحاق بالمجموعة التي ستغادر إلى مأرب وعندما رفض باشره بإطلاق النار عليه نهاراً، وهو في سيارته، وغادر المكان نحو مقر إدارة المديرية وكأنه لم يفعل شيئاً».
رواية الشهود تقول إن المشرف الحوثي كان يستقل سيارة دفع رباعي تستخدم في نقل المقاتلين، وصادف وجود الشاب في الشارع الذي كان يمر منه فأطلق عليه النار، لأنه مطالب من قيادة الميليشيات بإحضار 5 مقاتلين من المديرية إذا ما أراد البقاء في منصبه، أو سيتم عزله إذا فشل في ذلك.
وأوضح الشهود أن القيادي الحوثي مطلق النار ترك مع مرافقيه الشاب ينزف قبل أن يقوم بعض الموجودين في مكان الحادث بإسعافه إلى مستشفى طيبة في مدينة ذمار؛ حيث حاول الأطباء إنقاذ حياته، لكنه توفي بعد 3 أيام.
وكان رئيس قطاع الإعلام العسكري في الجيش الوطني اليمني ذكر أن ميليشيا الحوثي فقدت أكثر من 25 ألفاً من عناصرها وقياداتها و4 آلاف آلية عسكرية في جبهات مأرب خلال الأشهر الستة الماضية، فيما أكدت وزارة الدفاع أنه بعد الضربات الموجعة والخسائر المتتالية التي تُمنى بها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً في مختلف جبهات وميادين القتال، توجهت إلى الزجّ بعدد كبير من الأطفال في معاركها، تارةً بالتجنيد الإجباري إثر اختطافهم، وتارةً باستخدام أساليب التغرير في مراكزها الطائفية وأوكارها المسماة «المراكز الصيفية». وبعد هذه الضربات التي تلقتها الميليشيات في محافظتي مأرب والجوف، لجأت – بحسب وزارة الدفاع اليمنية – إلى التغرير بالأطفال من خلال ترويج صور ومقاطع فيديو لطفل يدعى «أبو فاضل طومر» ادعت أنه «استطاع تحرير سلسلة جبلية بأكملها» في محافظة الجوف، بهدف جذب مزيد من المقاتلين من الأطفال والشبان صغار السن، كونهم أكثر تأثراً بما ينشر من «فبركات». وتسعى الميليشيات الحوثية إلى التأثير على هؤلاء الأطفال الذين استقطبتهم إلى ما تسميه «المراكز الصيفية» التي تنشر من خلالها أفكارها الطائفية والدموية وتقيمها في هذه الأيام، تزامناً مع إعادة إدراجها في اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، من قبل الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى