تجاهل المجتمع الدولي للتصعيد الحوثي يُصعّب من إجبارها على الرضوخ لـ السلام


مع بدء مجلس الأمن الدولي، مشاورات اختيار مبعوث أممي جديد إلى اليمن، خلفاً لمارتن غريفيث، يستشعر المجتمع الدولي، الحاجة إلى لغة مختلفة للتعاطي مع ميليشيا الحوثي، وإجبارها على العودة لطاولة الحوار، بعد فشل كل الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن.

وعلى الرغم من استمرار المبعوث الأمريكي، بتحركاته واتصالاته لضمان ممارسة المزيد من الضغوط على الميليشيا، وإقناعها بالقبول بخطة السلام الأممية، إلّا أنّ تجاهل المجتمع الدولي للتصعيد العسكري في مأرب، والانتهاكات اليومية بحق المدنيين، واستهداف أراضي المملكة العربية السعودية، وتهديد خطوط الملاحة، سيزيد من تعنتها، ويصعّب من إجبارها على الرضوخ لإرادة السلام.

وبعد ست سنوات من المحاولات الأممية إحلال السلام، واستمرار تنصل ميليشيا الحوثي من الاتفاقات، وإفشال جهود التهدئة، ترى الحكومة الشرعية، أنّ المقاربة الدولية للملف اليمني، تشجع السلوك العدواني، وتمثّل ضوءاً أخضر لاستمرار تصعيدها العسكري، وقتل اليمنيين، ومواصلة جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، ومضاعفة أنشطتها الإرهابية المهددة للأمن والسلم الإقليمي والدولي، ونسف جهود التهدئة، وتوسيع رقعة الحرب والمعاناة الإنسانية.

أداة

ويرى مراقبون، أنّه، ومثلما اعتبرت الميليشيا قرار واشنطن إلغاء تصنيفها منظمة إرهابية، ضوءاً أخضر لمزيد من العنف والتصعيد، فإنّ الخطاب الناعم، وتقديم محفزات لحض قيادة الميليشيا على التقدم نحو السلام، تعكس عدم إدراك المجتمع الدولي لحقيقة ميليشيا الحوثي، وارتباطها الوثيق بالحرس الثوري الإيراني.

ويلفت المراقبون، إلى أنّ الميليشيا أداة مرتهنة لتنفيذ أجندة خارجية، وأنّ ممارساتها لا تختلف عن التنظيمات الإرهابية، وأن الطريق الوحيد لإجبارها على إنهاء الحرب والرضوخ للسلام، هو تكثيف الضغوط السياسية والعسكرية‏.

ممارسة ضغوط

لا تبدو الميليشيا، كما يرى الكثيرون، مؤهلة للعب أي دور في بناء السلام، باعتبار أنّها لا تفهم سوى لغة القوة، بعد استخدامها كل الاتفاقات وجهود التهدئة، للاستعداد لجولات أخرى من الصراع.

طالما حذرت الشرعية من مخاطر الإقرار بالعنف والقوة المسلحة، طريقاً يوصل إلى السلطة، ويحقق مكاسب سياسية، باعتبار أنّ من شأن ذلك تحفيز التنظيمات الإرهابية لمحاولة فرض أمر واقع على الأرض. كما لم تنسَ الشرعية، التأكيد على ضرورة تبني المجتمع الدولي الضغط السياسي والعسكري، لإجبار الميليشيا على الانخراط بجدية في عملية السلام، ووضع حد للمعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى