محللون غربيون: تهاون إدارة بايدن مع مليشيا الحوثي تهديد مباشر للمصالح الأميركية

يثير بدء الولايات المتحدة خفض أنظمة الدفاع الجوي في منطقة الشرق الأوسط، قلقاً متزايداً لدى المحللين الإقليميين والغربيين، في ضوء تزامن هذه الخطوة مع مواصلة ميليشيات «الحوثي» الانقلابية في اليمن، ممارساتها العدوانية براً وبحراً وجواً.
وحذر المحللون من أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد «تندم» على تقليصها هذه الأنظمة الدفاعية، والتي تتضمن 8 بطاريات مضادة للصواريخ من طراز باتريوت وأنظمة ثاد المُستخدمة للغرض نفسه، كان قد تم نشرها خلال العامين الماضييْن في المنطقة، معتبرين أن تهاون واشنطن مع الميليشيات يشكل تهديداً مباشراً على المصالح الأميركية في المنطقة.
وجرى نشر هذه المعدات الدفاعية الأميركية في الشرق الأوسط، على خلفية تصاعد التوترات خلال عاميْ 2019 و2020 مع إيران، ووقوع هجمات بطائرات مُسيّرة وصواريخ، استهدفت مواقع نفطية حساسة.
واستغرب المحللون الغربيون أن يتم اتخاذ هذا الإجراء المفاجئ، في وقت يكثف فيه «الحوثيون» وتيرة هجماتهم على الأهداف المدنية سواء في اليمن أو السعودية، إلى حد إطلاقهم 17 طائرة مُسيّرة على الأقل صوب المملكة مطلع الأسبوع الماضي، وهو العدد الأكبر من نوعه الذي تطلقه الميليشيات «الحوثية» نحو الأراضي السعودية في يوم واحد، منذ انقلابها على السلطة في صنعاء في خريف 2014، وما أعقب ذلك من اندلاع للحرب في مارس من العام التالي لذلك.
وفي تصريحات نشرتها مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية، حذرت المحللة مايا كارلين من سحب المعدات الدفاعية الأميركية، لاسيما أنه يتزامن مع استمرار «الحوثيين» في تحدي الضغوط الدولية الرامية لإنهاء الصراع في اليمن، وتبنيهم موقفاً متعنتاً حيال مبادرة السلام التي اقترحتها السعودية في أواخر مارس الماضي.

وأشارت المحللة الغربية إلى أن خطورة تقليص واشنطن قدراتها الدفاعية في منطقة الشرق الأوسط، تتزايد في ضوء وجود مخاطر أخرى تهدد واشنطن على الساحة الإقليمية، من قبيل تصعيد الميليشيات في العراق، والتي تعمل على غرار «الحوثيين» لمصلحة إيران بالوكالة، من هجماتها على الأهداف الأميركية في العراق. وتفيد التقديرات بأن عدد هذه الهجمات، التي نُفِذَت بالصواريخ والطائرات المُسيّرة، قارب 45 هجوماً منذ يناير الماضي.
وأبرزت في تصريحاتها لـ«ناشيونال إنترست»، الجرائم التي يرتكبها «الحوثيون» ضد المدنيين في هذه المحافظة، الواقعة على بعد يقارب 170 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء، خصوصاً المذبحة التي وقعت مطلع الشهر الجاري، جراء إطلاق صاروخ باليستي على محطة وقود في منطقة مكتظة بالسكان، ما أودى بحياة ما لا يقل عن 17 مدنياً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى