بتحدي صارخ للقوانين والأعراف.. جرائم الإخوان تتزايد في شبوة

عدن24| خاص

منذ اجتياح المليشيات الإخوانية لمحافظة شبوة في اغسطس 2019 تولدت سلسلة من الجرائم الوحشية، وعادت التنظيمات الإرهابية الى المحافظة مجددا.

كما تشهد المحافظة انفلاتاً امنياً غير مسبوق مع تزايد معدل الجرائم والإنتهاكات التي وصلت الى أرقام مفزعة.

وتطال تلك الجرائم خصوم الإخوان ومعارضيهم ، كما يتعرض جنود النخبة الشبوانية لتصفيات جسدية ممنهجة ومنظمة ، تضاف الى سلسلة الإغتيالات التي تطال الجنوبيين من العام 1990.

وفي الأونة الأخيرة اخذت ممارسات الإخوان تنحو منحنى أخر وتضرب المنشئات النفطية والغازية ومصالح المواطنين العامة ، وأخرها ما حدث في منشأة بلحاف الغازية.

تعرضت منشأة بلحاف الغازية أمس الأحد لإعتداء إرهابي بثلاث قذائف هاون سقطت في مكان تواجد القوات الإماراتية.

بلحاف تحت القصف

ورغم ان القصف لم يسفر عن أي ضحايا او إصابات في حراسة المنشأة او بين جنود النخبة الشبوانية الذين يحمون المكان.

لكن تلك الحادثة قوبلت باستنكار وردود فعل غاضبة واعتبرها مراقبون انها استهداف لمصالح شبوة قبل كل شيء.

وعلى الرغم ان العملية نسبت ضد جهات مجهولة ، لكنها اتت بعد تحريض اخواني صريح ، وهو ما يثبت ضلوعهم وراء ذلك الإنتهاك السافر.

وكان القيادي الإخواني عادل الحسني قد نشر تغريدة عقب الهجوم يقول فيها ، ان تلك هي الطريقة الأنسب لإخراج القوات الإماراتية من المنشأة.

وذلك ما لم يدع مجالا للشك حول ضلوع التنظيم وتورطه بشكل مباشر في العملية.

وقال عضو الهيئة الرئاسية في المجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي أنه لا احد يتصور حجم الدمار الذي سيلحق بالمنطقة ومواطنيها لو أصابت هذه القذائف خزانات الغاز.

وأشار العولقي الى أن التحريض الإعلامي، والاعتداءات المتكررة على المنشأة، تكشف عن ضيق أفق جماعة الإخوان، وتغييب مصلحة الناس والمحافظة.

كما استنكر المجلس الإنتقالي عبر متحدثه الرسمي لمحور ابين محمد النقيب العملية ، واصفا إياها بالحرب الحقيقية على التحالف والجنوب.
وأكد النقيب أن ذلك الهجوم يبين حقيقة المعركة مع المليشيات الحوثية.

وأضاف النقيب على حسابه في تويتر ان الهجوم الارهابي الذي استهدف منشأة بلحاف يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن الحوثي ليست معركته مع الاخوان بل مع الجنوب وقوات التحالف العربي.

مؤكدا أن تلك هي الحقيقة التي لم تعد بحاجة إلى تحليل وبحث يفسر شواهدها وبراهينها فهي واضحة للعيان منذ وقت مبكر.

وقال ان ذلك ليس الاستهداف الوحيد للمنشأة فقد تم استهدافها في اوقات سابقة بقذائف هاون ، ونسبت ضد مجهول!!

وحشية الإخوان في شبوة

تصب مليشيا الإخوان جام غضبها على ابناء محافظة شبوة بشكل انتقامي وإجرامي.

إذ تقوم بتصفية المعارضين وقمع التظاهرات وفرض الجبايات القهرية على مالكي المحلات والأسواق.

ولا يمضي يوم دون حادثة اغتيال في شبوة خصوصا لجنود النخبة الشبوانية الذين يتعرضون لعملية تصفية ممنهجة على غرار ما كان يحدث في عدن في عهد نظام صنعاء القمعي.

وكانت ابرز تلك العمليات إجراما ، حادثة اغتيال الجندي في النخبة الشبوانية زكريا العاقل التي تمت في منتصف يناير الماضي والتي هزت الرأي العام الجنوبي حينها.

وكانت تلك الجريمة قد وقعت في وضح النهار وبتنسيق مسبق مع قوات الأمن التابعة للإخوان.

وحينها علق عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي بالقول إن إقدام تنظيم القاعدة باغتيال الجندي في النخبة الشبوانية زكريا باعوضه العاقل، جريمة جديدة تشترك فيها السلطة الإخوانية وقيادات الميليشيات الأمنية والعسكرية.

كما أكد المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان له، أن أبناء شبوة ومنتسبي النخبة الشبوانية على وجه الخصوص، يتعرضون لأعمال “القمع والتنكيل والإرهاب التي تمارسها سلطة الإخوان بمحافظة شبوة”.

وقال الإنتقالي إن جماعة الإخوان تصر على تعطيل تنفيذ هذه الالتزامات، وفي صدارة ذلك عرقلة عودة قوات النخبة الشبوانية وانتشارها في المحافظة.

إذ لوحظ تزايد أعمال القتل والقمع والإرهاب والاعتقالات والمطاردة التي تستهدف قوات النخبة دون مبرر سوى الانتقام من دورها في تطهير شبوة من الإرهاب وأعمال التقطع والحرابة”.

وطالب الانتقالي في بيانه بوقف كل الأعمال القمعية التي تستهدف منتسبي قوات النخبة والتهيئة لعودتهم وانتشارهم في مواقعهم المحددة تجنباً لسيناريوهات لا تخدم الهدف الذي جاء من أجله الاتفاق.

وأكد الإنتقالي أنه لن يقف مكتوف الأيدي أمام استمرار مسلسل الاستهداف لجنود النخبة.

          تفاصيل مرعبة 

روى الجندي في النخبة الشبوانية محسن القُميشي تفاصيل مرعبة حول عملية اعتقاله وتعذيبة في إحدى سجون الإخوان في شبوة.

وقال القميشي أنه قضى في معتقل تابعٍ لحزب الإصلاح في شبوة، 3 أشهر تعرض فيها للتعذيب الشديد، بسبب انتماءه لقوات النخبة، ولم يُفرج عنه إلا بعد التزامات تعسفية وقد طال أذى التعذيب كل أنحاء جسده.

وذكر القميشي أن مسؤولين أمنيين تابعين للإخوان، اعتقلوه في سجن معسكر الشهداء، وهنالك تناوبوا على ضربه والاعتداء عليه وتعذيبه، لانتزاع اعترافات منه بالقوة.

مشيرا إلى أنه اضطر لتقديم اعترافات كاذبة، منها تنفيذ كمائن وتفجير أنابيب النفط ومسايرة قائد النخبة الشبوانية محمد البوحر، ليُسلم جسده من التعذيب.

وقال أن سلطات الإخوان خلال فترة احتجازه منعت عنه الزيارات ، فيما كانت تتيح في الوقت ذاته لعناصر أخرين ينتمون للقاعدة ، ويسمحون لهم بزيارة أسرهم والخروج إلى الأسواق بكل أريحية.

واعتبر الناشط السياسي والحقوقي المختص بشؤون محافظة شبوة أحمد الحر، أن جرائم الإخوان في شبوة فاقت كل التصورات، وان هنالك المئات من جنود النخبة الشبوانية وأبناء شبوة، يتعرضون لانتهاكات اخوانية مستمرة.

وقال الحر أن ما يحصل في شبوة “هي عمليات تصفية واغتيالات متكررة لكل من ينتمي لقوات النخبة الشبوانية وإن اختلفت الطرق، فتارة من خلال الأطقم العسكرية التابعة لمليشيات الإخوان، وتارة بسيارات تنظيم القاعدة، وتارة من خلال التعذيب داخل السجون في تنسيق واضح وعلني بين قوى الإرهاب سواء التي تتغطى برداء الجيش والأمن التابع للإصلاح، أو تلك التابعة لتنظيم داعش والقاعدة الإرهابيين.”

ونبه الناشط ألى عدم تمرير تلك الجرائم وغيرها من جرائم الاعتقالات والاختطافات والتعذيب وترويع الآمنين التي تحدث بشكل يومي في شبوة.

وهذه إنتهاكات منظمة وممنهجة -بحسب مراقبون حقوقيون – الذين أكدوا انها لن تسقط بالتقادم وان يوم حسابهم قادم لا محال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى