معهد API الأميركي: إقناع السعودية بدعم دولة “جنوب مستقل” ستفتح الباب لتعاون عسكري بين “سينتكوم” و “القوات المسلحة الجنوبية”

أقام معهد Arabian Peninsula Institute الأميركي ندوة بعنوان “جنوب اليمن: تحديات وفرص” شارك فيها كل من الدبلوماسي الأميركي السابق “ديفيد اوتاوي” ورايان ماورو، الباحث الأمني في معهد دراسات شبه الجزيرة العربية، وأنثوني شيمينتي، الباحث في شؤون منطقة الخليج والسياسات الأميركية، وعمر البيض، عضو هيئة الرئاسة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وقام الباحثين في الندوة باستعراض التحديات والفرص التي تواجه الجنوب في هذه المرحلة حيث قال الدبلوماسي ديفيد أوتاواي أن الولايات المتحدة لن تأخذ دوراً قيادياً في دعم استقلال الجنوب إلا أنه لن تلعب كذلك دور المعرقل لمسار الاستقلال اذا وافقت عليه الدول الإقليمية.

وأشار أوتاوي إلى مبادئ السعودية بالنسبة للصراع في اليمن والتي تتلخص في الرغبة والابتعاد عن الصراع للتركيز على تنفيذ رؤية ٢٠٣٠ والتمسك بنفوذها ودورها القيادي والمؤثر في منطقة الخليج وهذا يتطلب منها عدم الانخراط في صراعات مسلحة جديدة في الجنوب إلا أنه راى أن دعم السعودية لمجاميع مسلحة معارضة للمجلس الانتقالي يعتبر مؤشراً خطيراً قد يضر المصالح السعودية في نهاية المطاف.

وأضاف اوتاوي، رغم الضغوطات التي تدفع السعودية لمعارضة استقلال الجنوب، علينا أن نتذكر أن السعودية كانت منفتحة في السابق على القبول بجنوب مستقل وهذا قد يحدث من جديد اذا اقتنعت السعودية بأن دعم المجلس الانتقالي الجنوبي لنيل استقلال الجنوب سيصب في صالح أهدافها الأساسية وهذا ما سيشجع الولايات المتحدة على الاعتراف بدولة الجنوب.

ولفت اوتاوي إلى أن السعودية فقدت الأمل في السيطرة على الشمال وهذا ما يدفعها لدعم أطراف مختلفة في الجنوب لضمان امتلاك موطئ قدم لها في الجنوب وهنا يأتي دور الانتقالي في التأكيد لدول الاقليم بأن دولة الجنوب ستحقق الاستقرار للمنطقة وستلبي مصالح المملكة العربية السعودية.
وحذّر أوتاوي من خطورة انعقاد تحالفات بين لاعبين متناقضين لمعارضة مصالح المجلس الانتقالي الجنوبي وخاصة فيما يتعلق بالتحالف المتحمل بين حزب الاصلاح الاخواني والحوثيين.

وقال أنثوني شيمينتي، الباحث في معهد دراسات شبه الجزيرة العربية أن تمكّن المجلس الانتقالي الجنوبي من اقناع السعودية بدعم استقلال الجنوب سيكون عبر ضمان مصالح السعودية في المنطقة وهذا ما قد يفتح الباب لشراكة بين القوات المسلحة الجنوبية و”سينتكوم” مركز القيادة الأمريكي في الشرق الأوسط، حيث ترغب الولايات المتحدة بتقوية قدرتها على مقاتلة تنظيمي القاعدة وداعش الارهابيين بالتعاون مع قوة محلية.
ولكن من ناحية أخرى يعلم المجلس الانتقالي أن الحوثي يتغذى على الحروب والتصعيد من الخطاب الايديولوجي وبالتالي يحاول أن يحل الامور عبر الحلول الدبلوماسية والسلمية

واشار انتوني شيمينتي الى انه بغض النظر عن موافقة الحوثيون من عدمة فان المبعوث الأميركي الخاص الى اليمن يستعرض الان خارطة طريق جديدة وأن الولايات المتحدة تحاول استضافة محادثات بين الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي للاتفاق على مستقبل الجنوب أملاً بتخفيف الاعتداءات الحوثية المتوسعة نحو الجنوب ولكن في حال استمر الحوثي باستقبال الأسلحة وتطوير سلاحه وقدراته العسكرية الاتية من إيران سيتعين على الامارات زيادة الدعم اللوجستي للمجلس الانتقالي الجنوبي وهذا من المتوقع أن تفعله الامارات.
الجنوبيين يريدون حلاً سلمياً ولكن الطموات الجنوبية السياسية تجذرت منذ التسعينات وبالتالي الشعب في الجنوب مستعد للعمل الدبلوماسي والعسكري حتى اليوم لكي لا يعود الى تسلط الشمال عليهم وبالتالي لا أرى العودة الى يمن موحد ولا أعتقد أن الانتقالي سيقبل التفاوض مع الحوثي وفقاً لشروط الحوثيين مثل دفع كل مرتبات الحوثيين من مقدرات شعب الجنوبي
وهناك اليوم مخاوف من تعاملات بين الحوثيين والاصلاح بشكل يصب ضد مصالح الجنوبيين

ودعا عمر البيض عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ، عبر مؤتمر “معهد دراسات شبه الجزيرة العربية” الحكومة الأميركية إلى البحث عن ايجاد الحلول والسبل القادرة على التعامل مع التحديات الأساسية المرتبطة بالصراع في اليمن بسبب تأثيرها المباشر على الأمن والاستقرار العالميين لافتاً الى امكانية ضمان استقرار الممرات البحرية عبر تقديم الدعم الدولي الثابت لدولة جنوب مستقلة قادرة على وقف النشاطات غير القانونية التي تقوم بها جماعة الحوثيين في ممر بندر عباس وغيره حيث تقوم ايران بتهريب السلاح والمخدرات لليمن ليتم نشرها في جنوب اليمن وسلطنة عمان والسعودية ومناطق أخرى في الخليج.

كما أكد عمر البيض على انتباه المجلس الانتقالي الجنوب من احتمالية وجود تحالفات في عدة اتجاهات بين حزب الاصلاح والحوثيي رغم أن الاصلاح يعمل مع الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي، مشيراً إلى معلومات مؤكدة وموثقة عن تحالفات بين الحوثيين وتنظيم القاعدة حيث يستضيف الحوثي قياديين من تنظيم القاعدة في صنعاء حيث جرى التنسيق بين القاعدة والحوثيين لشن عدة هجمات متناسقة ضد مناطق في الجنوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى