«مكامن الموت المدفون».. ألغام الحوثي تطارد اليمنيين منذ 6 أعوام

عدن24| العين:

مكامن الموت الحوثي المدفون تستمر في حصد اليمنيين الأبرياء مخلفة أرقام مفزعة من الضحايا والخسائر في نحو 13 محافظة، على مدى 6 أعوام.

ففي أحدث ضحاياها، أصيب 10 مدنيين خلال الساعات الماضية بجروح مختلفة عقب 4 انفجارات منفصلة لألغام زرعتها مليشيات الحوثي في تعز والبيضاء والحديدة.

ووفقا لتقرير حديث صادر عن الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في اليمن، تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه، فأن ألغام مليشيات الحوثي أزهقت أرواح 1219 من المدنيين خلال السنوات 2018-2024، بعد أن أصبح البلد مستنقعا للألغام.

التقرير الصادر اليوم الأحد، قال إن الأضرار التي خلفتها ألغام مليشيات الحوثي خلال الفترة من يناير/كانون الثاني 2018 وحتى فبراير/شباط 2024 بلغت (3607) حالات تضرر بشرية خلفتها الألغام الأرضية المضادة للدروع والمضادة للأفراد المحرمة دوليا التي يزرعها الحوثيون.

ووثق التقرير 1219 حالة قتل جراء حوادث انفجار الألغام المضادة للأفراد والدروع في المحافظات التي شملها التقرير بينها 317 حالة قتل تعرض لها أطفال دون سن الـ17 و108 حالات قتل نساء.

وبحسب التقرير فقد تصدر محافظة تعز قائمة المحافظات المتضررة من حيث عدد القتلى إثر الألغام وذلك بواقع (214) حالة قتل، تلتها محافظة الحديدة بــ(154) حالة قتل، ثم محافظة مأرب بــ(148) حالة قتل، ثم محافظة الجوف بــ(102) حالة قتل، فيما توزع بقية العدد على المحافظات الأخرى.

وأشار التقرير إلى أن الأضرار الناتجة عن الألغام الحوثية توزعت على (13) محافظة مرتبة حسب حجم الأضرار التي تعرضت له وهي (مأرب، البيضاء، الحديدة، لحج، تعز، إب، صنعاء، أبين، الجوف، الضالع، عمران، صعدة، حجة).

وأكد التقرير سقوط 1624 مدنيا مصابا بانفجار ألغام مليشيات الحوثي بينها (403) حالات تعرض لها أطفال و(236) حالة تعرضت لها نساء.

مطالبات بتحقيق عاجل

التقرير أكد أن عدد الجرحى الذين يعانون من إعاقات دائمة بسبب الألغام الأرضية بلغ (764) حالة إعاقة بينهم (272) حالة بترت أطرافهم، بالإضافة إلى حالتيّ فقدان للبصر.

وطالبت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقريرها الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل وشفاف حول الاستخدام المفرط للألغام المضادة للأفراد في اليمن وبكميات هائلة.

ودعت الأمم المتحدة لاستخدام الصلاحيات المخولة لها بموجب المعاهدة الدولية الخاصة بحضر الألغام لسنة 1997م، بما يضمن الوقف الفوري لزراعة واستخدام الألغام في اليمن تحت أي ظرف واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل من ثبت استخدامه لها خلال الفترة الماضية.

كما طالبت الشبكة الأمم المتحدة القيام بمسؤوليتها القانونية والإنسانية والأخلاقية تجاه ضحايا الألغام في اليمن وتوفير الدعم والمساعدات اللازمة لحمايتهم والتخفيف من معاناتهم وإنقاذ حياة ذوي الإعاقات الدائمة والإصابات الخطيرة والإسهام بأي شكل في دعم الجهود المحلية والإقليمية والدولية الرامية إلى اكتشاف ونزع حقول الألغام المنتشرة في عدد من المناطق اليمنية والتي لا يزال معظمها مجهولة حتى اللحظة.

ودعا التقرير مليشيات الحوثي الإرهابية إلى سرعة تسليم خارطة الألغام التي زرعتها حتى اللحظة أو على الأقل وضع لوحات تحذير في الأماكن التي تعتقد أنها مزروعة عشوائيًا بالألغام بما يضمن حماية وسلامة المدنيين وعدم سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.

كما دعت مليشيات الحوثي إلى احترام التزامات وتعهدات اليمن الدولية بشأن حظر الألغام وعدم استخدامها أو تداولها او تخزينها وتدمير أي ألغام ما زالت بحوزتها إلى الآن وتحمل مسؤوليتها القانونية أمام القضاء المحلي والدولي عن كل التجاوزات السابقة لتلك الاتفاقيات والمعاهدات.

وطالب التقرير الهيئات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية بدعوة الأطراف في معاهدة حظر الألغام القادرة على المساعدة في تأهيل الأشخاص وتوفير الآليات اللازمة لكشف الألغام ونزعها والإسهام في التوعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحروب.

وأعربت الشبكة في تقريرها عن أملها في أن تقدم الهيئات والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية، العون والمساعدة لضحايا الألغام والعمل على إعادة تأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، والإسهام في توعية السكان والأهالي في مناطق النزاع المسلح باليمن بمخاطر الألغام كضرورة وأولوية ملحة.

أماكن زراعة الألغام الحوثية

وكان تقرير سابق لفريق الخبراء المعني باليمن المقدم إلى مجلس الأمن مؤخرا، قال إن الألغام الأرضية التي تقوم بزراعتها مليشيات الحوثي الإرهابية، والقذائف غير المنفجرة، تسببت بإصابة 440 مدنياً، بينهم 149 حالة قتل، خلال العام الماضي.

وأكد التقرير أن مليشيات الحوثي تقوم بزراعة الألغام المضادة للأفراد والعبوات الناسفة يدوية الصنع، في المدارس والمساجد ومنازل المدنيين والطرقات، بما في ذلك تحت الفرش وفي الآبار ومصادر المياه الأخرى.

ووفق خبراء نزع الألغام باليمن فإن مليشيات الحوثي تقوم بزراعة الألغام بأشكال مختلفة على “شكل صخور”، ويقومون بزراعتها في المناطق الجبلية، وعلى شكل “كتل رملية” تزرع في الصحاري والوديان، كما صنعت “عبوات ناسفة وألغاماً” لتتناسب مع زراعتها داخل العلب والأكياس الغذائية لتحقق أكبر قدر من الخسائر في الأرواح.

ويحظر القانون اليمني رقم 25 لسنة 2005، استخدام الألغام، والذي يسمى قانون (حظر إنتاج الألغام المضادة للأفراد وحيازتها واستعمالها ونقلها والاتجار بها).

ويمثل استخدام وزراعة ونقل الألغام انتهاكاً صارخاً لمعاهدة حظر الألغام الفردية المعروفة باتفاقية “أوتاوا” 1997م، وللقوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.

وسبق وأن أعلن اليمن في عام 2009، الانتهاء من إزالة الألغام في عدن بعد تنظيف المناطق التي كانت متضررة من الألغام واسترجاعها، لكن مليشيات الحوثي ومنذ بدء حربها على اليمنيين عاودت استخدام الألغام مما خلف آلاف الضحايا المدنيين خاصة في صفوف النساء والأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى