النظام القطري يستخدم المال لإحياء وضعه الدبلوماسي المنهار

عدن24 | الاتحاد

أكدت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن الدوحة تسعى إلى إعادة ضبط نفسها على الساحة الإقليمية من خلال استخدام ثرواتها المالية، وإحياء وضعها الدبلوماسي المتدهور منذ نحو 18 شهراً، وخاصة بعد المقاطعة التي أعلنتها السعودية والإمارات ومصر والبحرين، مما جعلها تعيش في عزلة إقليمية ودبلوماسية.
وأوضحت في تقرير كتبه «آندرو انجلاند» أنه في ضوء تجدد الثقة بدعم من «البترو دولار»، استقبلت الدوحة هذا الشهر عدداً من المسؤولين الساعين للحصول على المال، مشيرة في ذلك الإطار إلى عرض نظام الحمدين تقديم 500 مليون دولار إلى لبنان في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه بيروت، بجانب استضافتها للمحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان، حيث أشارت الصحيفة إلى أن المال القطري لعب دوراً كبيراً في ذلك الإطار.
وقال نيل كويليام الخبير في الشؤون الخليجية في المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية «تشاتام هاوس» لـ «فاينانشيال تايمز» «بدأوا في الظهور مرة أخرى. ستكون هناك خطوط حمراء حول المكان الذي يمكن أن يذهبوا إليه، لكنهم يشعرون بالثقة حاليا».
وقالت الصحيفة إن قرار المقاطعة الذي اتخذته الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، جاء نتيجة رعاية الدوحة للجماعات المتطرفة والإرهاب، ومحاولة قوية لكبح ما اعتبروه تدخل الدوحة الشنيع في الشؤون الإقليمية وإضعاف علاقاتها مع إيران.
وأضاف الكاتب أنه خلال العام الأول من المقاطعة العربية، حافظت الدوحة على سياسة البقاء بعيدا عن أعين المجتمع الدولي، بسبب تركيزها على إنهاء أزمتها الاقتصادية الخانقة، مضيفاً أنها أعادت أكثر من 30 مليار دولار من الخارج من قبل هيئة الاستثمار القطرية لتحقيق الاستقرار في النظام المالي. كما بحثت عن شركاء تجاريين جدد، وأنفقت بشكل كبير على جماعات الضغط في واشنطن لتغيير سياسة الولايات المتحدة ضدها، بجانب استغلال نظام الحمدين لقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بشكل سياسي لصالحها.
وتابع: النظام القطري حالياً بدأ في استخدام أمواله في بناء علاقات مع دول «بحاجة إلى المال». وأعلنت قطر الأسبوع الماضي أنها تعتزم شراء 500 مليون دولار من السندات اللبنانية في الوقت الذي تواجه فيه البلاد أزمة مالية.
وقال مايكل ستيفنس المتخصص بشؤون قطر في معهد الخدمات المتحدة الملكي،: في الآونة الأخيرة يحاول النظام القطري أن يكون له دور على الساحة الإقليمية، مستغلاً حاجة بعض الدول للمال.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن محلل خليجي القول إن قطر «نمر من ورق، لا عمق له أو قوة حقيقية مستدامة». وأضاف أن «العنصر المشترك في كل هذا هو دولار، وليس هناك نفوذ سياسي فعلي أو تدخل».
وقال الكاتب إن الدوحة تعزز علاقاتها أكثر مع النظام التركي ورئيسه رجب طيب أردوغان، بجانب النظام الإيراني، التي تعتمد قطر حاليا على مجالها الجوي بعد المقاطعة، لافتا إلى أن القطريين بدأوا أيضا في محاولة فرض نفوذ في غزة، التي تسيطر عليه حركة حماس.
وقال ستيفنس «عندما تلعب قطر مباريات سياسية، فهم يخطئون. لقد عادوا إلى ما يعرفونه، وهو ضخ الغاز، وكسب المال، ومحاولة أن يكونوا أصدقاء للجميع». وأضاف «أشك كثيراً في أنهم سوف يتطلعون للتدخل بشكل علني في شؤون الآخرين في أي وقت قريب»، مشيراً الى أن سياسة الدوحة أثبتت فشلها خلال الفترة الماضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى