“ومضة نضال داخل نيران لافحة “

بقلم / شوق عبدالله

فوهاتُ أسلحةٍ تُشهر نحو رؤوسِهم تجهز أنفسها لإطلاق مخزونتها وزج فضلاتها لانتزاع روح أحدهم دون أن يرف لها جفن ، صوتٌ عالٍ يخرم طبلة الأذن عاجل .. نقاشات .. تحاليل .. مساومات، بينما في ظل هذه الصراع الفقر والداء يستبدان ، ضباب القبلية يهبط ليشد خيله من جديد ، مفاوضات على توسيع المقابر .. أقفلت شاشة التلفاز بعدما اتسع جفناي وتسمرت أطراف قلبيّ من هول ما رأيت، اِزدادت نبضات قلبي كما لو أني في وسط الجبهة كاد كوب الشاي الموضوع على منضدة بطني أن يسقط ليحرقني كما حرقت نيران الحزن الأمهات الثكالى، مادة باردة ذات مفعول كالنار تلتهم سكينة صدري ، انتقام القبَّارين لم يقتصر عليهم إنما يتربص بالمهاجرين أيضاً ، القضاء على الأرواح المتوهجة ، زيادة وزن الحزن على القوة المبتورة حشود بليدة تقود معاركَ خاسرة، خنفساء من أعلى المنبر تناشد باسم الجياع ، تعطي أوامر حاسمة ممسكة بيد امرأة بشعة تبدو كعجوز شمطاء بدينة ، فتيان كأنهم لحم فاسد يجوبون الطرقات، ذوي رؤوس يانعة اجتاحها العفن، أجساد فارغة من الحياة تختبئ خلف بنيان المنازل، ذكور من على التل يصدحون بصوت نشاز وفي الأسفل أجساد تتراقص ملأت المكان .. طفل بآمال هائمة، شاب يافع تتطاير الأفكار من عقله يبحث بعينيه الدائرتين عن مخرج فيقرر الانتحار، مثلما قررت فتاة أن تعلو سطح منزلها وتقول قصائد للمارة لتبعث روح النضال .. هرعت لأكتب تغريدة وأنتقد ، وجدت العالم ينتفض وتصريحات من عقلاء الأمة ، رفرفت روحي وعلمت بأن الحبر وحده من ينتفض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى