سعيٌ تركيٌ لتمدد أنقرة في اليمن .. الأبعادُ والطموحُ

عدن24/ خاص

تابعت الأوساط السياسية والإعلامية استقبال رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك ، أمس الثلاثاء في قصر معاشيق الرئاسي بالعاصمة عدن نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتاكلي والوفد المرافق له ، والذي أرسله الرئيس التركي رجب طيب أردوجان وما تمَّ بحثه من أمور تتصل بمجمل المستجدات السياسية ، والعسكرية التي تشهدها البلاد.
هذا التطور المفاجئ أصاب كثيراً من الأوساط السياسية بالدهشة والذهول خاصة وأن تركيا تُشكل واحدة من أهم الداعمين للإرهاب الذي اِستهدف اليمن برمتها والجنوب بصفة خاصة.
ووفقاً لمحللين ومراقبين سياسيين اِنتاب غضب شديد أوساط سياسية عقب نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل جكتلا ، بزيارة رسمية إلى العاصمة عدن إلتقى خلالها رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك ، ثم نائب وزير الداخلية اليمنية أحمد الميسري.
وحسب تقارير المراسلين والمحللين السياسيين فالزيارة ورغم أنَّها ناقشت “مجمل المستجدات السياسية والعسكرية التي تشهدها اليمن”، وكذلك “سُبل تقديم الدعم والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في المجال الأمني والتأهيل والتدريب ، والتجهيز وتفعيل اللجنة المشتركة” إلاَّ أنها أغضبت دول التحالف وفي مقدمتهم الإمارات، التي اعتبرت الزيارة بأنها تأتي تجاوباً مع رغبة مشتركة، لمكون فاعل في جسم الشرعية في إشارة إلى حزب الإصلاح، لإعادة تفعيل المحور التركي القطري، لمنافسة التحالف العربي الذي تقول أبوظبي والرياض أنه منهمك بدعم معركة الشرعية ضد الإنقلابيين الموالين لإيران القريبة من قطر وتركيا.

ويقول قادة رأي وأوساط سياسية أخرى أنه وعلى نحو مفاجئ أعلنت الحكومة اليمنية الثلاثاء الماضي استقبال نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل جكتلا ، وذلك في أرفع زيارة يقوم بها مسؤول حكومي تركي إلى عدن منذ سنوات .
وفاجئت هذه الزيارة المراقبين للشأن اليمني كونها جاءت من مسؤول حكومي تركي رفيع المستوى .
وعززت تركيا حضورها بعدن خلال العام الماضي عبر أعمال خيرية يقوم بها الهلال الأحمر التركي ومنظمة تيكا التركية العالمية .
وألتقى إسماعيل جكتلا برئيس الوزراء معين عبدالملك ، ووزير الداخلية أحمد الميسري .
وقالت الأنباء الحكومية الرسمية أن رئيس الوزراء، ثمن جهود الحكومة التركية وما تقدمه من دعم لليمن على مختلف الأصعدة مُشيدة بحجم الدعم الذي تقدمه لليمن في مختلف المجالات الإغاثية والإنسانية، من خلال الهيئات الإغاثية ممثلة بالوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) والهلال الأحمر التركي مؤكدة أن ذلك سيظل محل تقدير وترحيب واعتزاز من جانب الحكومة والشعب اليمني.
وبحسب الوكالة فقد أشار نائب وزير الداخلية التركي ، إلى أن اليمن تحظى دائماً بحرص واهتمام القيادة التركية مشيراً إلى صدور توجيهات مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتكليف فريق تركي للتواجد في اليمن لدراسة ورصد أهم الاحتياجات التي تتطلب تدخلاً إغاثياً وإنسانياً سريعاً مؤكداً أن هدف الزيارة يتمحور في تقييم الإحتياجات في المجال الإنساني وتعزيز ورفع مستوى الترتيب والتنسيق لتنفيذ عدد من المشاريع الإغاثية في اليمن.
وتعني هذه الإشارة أن تواجداً تركيا قادماً سيتواصل في عدن وسيستمر ولن يتوقف .

وهنا يستقر في الأذهان إلى أن هناك سعياً تركيا حثيثاً للابتزاز السياسي إذ أنه معلوم أن أنقرة تُعد أحد أركان محور الشر الذي يسوق الإرهاب لليمن وخاصة الجنوب بالإضافة إلى أن هذا المحور الشرير قد دخل في تحالف ثلاثي يضم إيران وقطر والذي اتضح جلياً للعيان بأنه تحالف يرعى ، ويدعم الإرهاب الداعشي والحوثي ، ومن منا لا يعرف ذلك العداء التركي الذي أصبح مكشوفاً اليوم كالشمس في ضحاها لقيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية لتعزيز نفوذ أنقرة وهيمنتها على مقدرات اليمن بمعية شركائها في حلف الشر إيران وقطر
وقد أماط اللثام عن ذلك المحللون السياسيون وعن توقعاتهم في سعي تركي لتعزيز حضورها في عدن خلال الفترة القادمة الأمر الذي ربما يسعر حالة المواجهات ويعقد الوضع في اليمن .
ومعلوم كذلك أن هذه أول زيارة لمسؤولين أتراك إلى اليمن بهذا المستوى منذ إندلاع الحرب مطلع العام 2015م، كما أن وصولهم إلى مدينة عدن له أبعاد وطموحات تركية تتعدد وتتنوع ليست في مصلحة اليمن بقدر ماهي تعكس رغبة ومصلحة تركية تتماهى مع أدواتها وركائز حلف الشر
قد باتت سياسة تركيا العدائية واضحة المعالم من خلال محاولاتها ضرب قلب التحالف العربي بمقتل من خلال محاولات استهداف أنقرة للعائلة الحاكمة في السعودية لكنها بعد أن أصيبت بخيبة أمل حاولت تغيير تكتيكاتها السياسية تجاه عاصفتي الحزم والأمل وكان آخرها الدعوة لإيقاف الحرب من خلال الدعوة لعقد قمة إسلامية نكاية بالسعودية قضية خاشقجي وإستغلالها من قبل الأتراك للابتزاز السياسي والمالي واضحة للعيان ، ومع ذلك فانقرة وحلفتيها يفشلون في كل مرة وتسعى مرات ومرات إلى تغيير تكتيكاتها فإذا بها اليوم تدخل مجدداً إلى عدن لبسط نفوذها والغريب أنها تلقى تفاهماً وآشادة من قبل قيادة هذه

الحكومة ، ألم تدرك بعد أم أنها تعلم يقيناً وتتجاهل بأن العشرات من قيادات تنظيم الإخوان في العالم” وجدوا مرة أخرى في مدينة إسطنبول الحضن الدافئ لإحياء ذكرى تأسيس التنظيم الذي يسعى منذ عقود لضرب مفهوم الدولة الوطنية في المنطقة، ومن ضمنها اليمن وبوجه خاص الجنوب وهذا ما يسلط الضوء مجدداً على دور أنقرة في دعم جماعات مصنفة بأنها إرهابية لتحقيق ما يبدو أنه حلم توسعي تركي للسيطرة على العرب بصفة عامة واليمن بصفة خاصة لإستعادة هيمنتها وبسط نفوذها بما يحمل ذلك من أبعاد ودلالات تعري المحاولات التركية الدؤوبة وسعيها من خلال الإبتزاز السياسي والإنساني والعسكري والغريب في ذلك من يتجاوب ويتماهى معها في حكومة ما يسمى بالشرعية لكن الأيام القادمة ستجيب عن تساؤولات الأوساط السياسية والشارع اليمني عن هذا التعامي والتماهي والتجاوب مع مشروع المخطط التركي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى