تقرير: كيف تكرس “الشرعية” سلطة المليشيات في الجنوب؟

عدن24 \ اليوم الثامن

منذ أن وصل الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي إلى سدة الحكم في اليمن، وهو يتحدث عن معالجة قضية الجنوب، والتي تأتي من ضمنها معالجة نحو 100 ألف من كوادر الجنوب العسكرية والأمنية، والتي احالها نظام صنعاء إلى التقاعد القسري دون مستحقات.

واحال نظام صنعاء الذي كان هادي جزءا منه نحو مائة ألف قيادي عسكري وأمني ومدني الى التقاعد القسري دون أي مستحقات، قبل ان تطيع جماعات إرهابية تنتمي الى تيار الإصلاح الحليف الأبرز لنظام صنعاء على الجنوب، بالالآف ممن تبقى منهم في السلك العسكري، بعمليات اغتيال يقول جنوبيون انها لا تزال مستمرة الى اليوم. ظن الجنوبيون ان الحرب التي شنها الحوثيون على الجنوب قد افرزت واقعا جديدا خاصة وانهم المنتصرون الوحيدون في معركة التصدي لحلفاء ايران في اليمن، الا ان ذلك لم يشفع لهم في تغيير بقايا نظام صنعاء لنظرته تجاه الجنوب والجنوبيين. إزاحة حكومة هادي كل المسؤولين الجنوبيين الذين قاد بعضهم المقاومة الجنوبية في معركة التصدي للعدوان الحوثي، الأمر الذي فتح باب التساؤلات حول من هي الأطراف اليمنية المستفيدة من محاولة اقصاء الجنوبيين، وجعل تلك المناصب حكرا على من يؤيد مشاريع الأحزاب اليمنية.

تؤكد مصادر عسكرية في عدن ان عملية مننهجة نفذت قبل اشهر في العديد من المعسكرات من بينها معسكر بدر الذي ازاح قائده العميد عبدالله الصبيحي نحو 10 ضباط من قادة الكتائب والسرايا واستبدلهم بقيادات مدنية تنتمي الى حزب الإصلاح، في حين ان القيادات العسكرية التي تمتلك سجلا طويل في الجيش، قام بإخراجهم من المعسكر. وتقول مصادر عسكرية لـ(اليوم الثامن) “إن الجنرال علي محسن الأحمر اشرف في مأرب على تدريب قيادات مدنية تنتمي الى حزب الإصلاح اليمني على كيفية قيادة الجيش اليمني، قبل ان يمنح الزيدية حقيبة الدفاع التي تعد من ابرز الوزارات سيادية.

ويؤكد قاده جنوبيون على ان علي محسن الأحمر بات يفكر جديا في كيفية السيطرة على عدن بواسطة قوات مهران قباطي التي تقول مصادر عسكرية مقربة منه استعداده لمعركة فاصلة مع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي. وتقول مصادر عسكرية في مارب ان الأحمر أشرف على تأهيل العشرات من عناصر حزب الإصلاح قبل ان يمنح البعض منهم ناصب قيادية في السلك العسكري في مأرب، في حين انه وفر ملاذا أمنا للإرهاب في العاصمة السبئية.

ويعتقد الأحمر ان منح القيادات الإخوانية مناصب سيادية سوق يسهل عليه عملية السيطرة على الجنوب مرة أخرى.

وقال السياسي الجنوبي البارز فضل الجعدي “ان الكوادر العسكرية المؤهلة لا زالت مركنة إجبارياً في منازلها .. وحكومة زراعة الفساد و الأفساد يقرر وزير دفاعها تعيين أحد المعلمين (تربوي) و بتوصية من علي محسن الاحمر قائداً للشرطة العسكرية في محافظة الضالع ومنحه رتبة عقيد “.

وأضاف الجعدي “قادة الوية تنهب الناس جباية من الطرقات .. ومعلمين قادة و عقداء، والمؤهلون الحقيقيون مرقدون ربع قرن في بيوتهم .. فساد منظم يمارس من حكومة فاسدة لشرعيةٍ مصابة بعماء البصيرة .. والمتأسلمون يجنوا التعيينات”. ويبدو ان الحكومة الشرعية تسعى من خلال هذه القرارات الى تمكين شخصيات موالية لها في مناصب قيادية عسكرية بارز، الأمر الذي يؤكد مساعي ملشنة عدن وادخالها في دوامة عنف جديدة، وسط ترحيب حكومي رسمي بتدخل حليفة ايران (تركيا) في عدن. وتقول مصادر قريبة من الحكومة لـ(اليوم الثامن) “إن الحكومة الشرعية فتحت علاقة واسعة مع تركيا منذ أواخر العام 2017م، حينما أرسلت ضباطا أمنيين للتدريب في أنقرة”.. مشيرة الى ان الحكومة تبحث من خلال الدور التركي على ابتزاز دول التحالف العربي للحصول على مكاسب مادية واطالة امد الصراع في اليمن”.

وتشير المصادر الى ان الحكومة الشرعية تسعى إلى إيقاف الحرب ضد الإرهاب، وهو ما يوحي بمخطط إعادة تصدير الفوضى والهجمات الإرهابية الى الجنوب، خاصة في ظل الحديث عن ضرورة حل القوات الجنوبية التي تقاتل الإرهابيين.

ويتهم الجنوبيون أطرافا يمنية مدعومة إقليميا من قطر وتركيا وايران بالوقوف وراء الهجمات الإرهابية التي استهدفت قوات الأمن في عدن عقب التحرير، حيث قتل وجرح المئات من المجندين الجنوبيين خلال محاولة التحاقهم بقوات الشرطة والجيش. وترفض حكومة هادي التي يسيطر عليها الإخوان بناء أي قوات جنوبية، لكنها في ذات الوقت بنت قوات طائفية في مأرب، يقودها قادة صنفتهم الولايات المتحدة الأمريكية على قوائم الإرهاب، وازاحة القوات الجنوبية يعني ان البديل مليشيات إخوانية في عدن تدين بالولاء لنائب الرئيس الأحمر الذي يسعد لمعركة واسعة للسيطرة على منابع النفط في حضرموت وشبوة. ويقود قادة “غير عسكريين” قوات تابعة للأحمر في عدن، تقول مصادر أمنية انها تستقبل يوميا العشرات من العناصر المسلحة التي تتدفق سريا الى عدن، وتصل الى معسكر يقوده قيادي إخواني منح رتبة عميد، على الرغم انهم لم يكن عسكريا من سابق. وتؤكد مصادر أمنية في أبين ان قيادات إخوانية بعضها تعمل في السلك التربوي عادت من مأرب أواخر العام المنصرم الى بلدة مودية بأبين، بعد انخراطها في قوات عسكرية ومنحها رتب رفيعة (عقيد ومقدم).

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى