عن مدينة لودر

زرت مدينة لودر حاضرة السلطنة العوذلية والعاصمة الثانية بعد مكيراس، زيارة هي الأولى لي منذ اربع سنوات لم ارز مسقط الرأس، لم المس أي تغير للأفضل بل لودر الى اشبه بجزيرة تحاصرها طفح المجاري من كل مكان.
سألت الكثير ممن قابلتهم.. ماذا فعلت السلطة المحلية السابقة والحالية للودر، أجاب احدهم بعد ان ضحك بسخرية “قل ما هو الشيء الذي لم يفعلوه بلودر”.
الكثير ممن قابلتهم يشتاط غضبا من عملية الانتقام التي تمارس ضد لودر، لودر التي هزمت مشاريع صنعاء الإرهابية، لودر التي قدمت مئات الشهداء والجرحى في معركة الكرامة في العام 2012م.
تحدثت مع الكثير من أبناء لودر الذين عبروا عن استغرابهم حيال عملية الانتقام التي تمارسها بعض الأطراف المحسوبة للأسف الشديد على حكومة الرئيس هادي.
الناس في لودر تقاوم كل أنواع القهر وحياة الفقر والبؤس، الجميع يقاوم، جنون الأسعار وانعدام المشتقات النفطية التي أصبح بيعها في لودر بسعر السوق السوداء.. وللمشتقات النفطية قضية أخرى.
في لودر الكثير من القصص التي تؤكد للجميع ان هناك من يمارس سياسة الانتقام.
سألت مواطن عن المدة التي تعاني منها لودر من طفح المجاري، أجاب انه لها أكثر من سنة وان الكثير من المسؤولية والقيادات جعلت من طفح المجاري مصدر للنصب والاحتيال ونهب الأموال العامة.
سألته باهتمام :” ماذا تقصد؟
أجاب :”في مطلع العام الماضي 2018م، أصدر محافظ أبين قرارا بتعيين مديرا عاما للودر (…..)، ومنذ ذلك الحين الى ان تم تغييره قبل أكثر من شهر، تعرض لودر لانتكاسة وتدمر فيها كل شيء.
مديران تعاقبا على لودر (سلف وخلف)، والمجاري لا تزال تغرق المدينة.
واردف “البعض بات يشحت باسم معالجة طفح المجاري، وكل ما يحصل عليه من اموال من المسؤولين يذهب ادراج الرياح، لا يصل الى لودر بل يتم التصرف في تلك الاموال وتقاسمها في عدن”.
يقول ان أموال تم استلامها باسم معالجة طفح المجاري لكنها لم تنفذ أي مشاريع بل ذهبت تلك الأموال الى جيوب المسؤولين الفاسدين.
تعاني لودر من أزمة في مياه الشرب منذ أكثر من عقدين وكذا انقطاع متواصل للتيار الكهربائي، لكن طفح المجاري هي المشكلة الأبرز التي يؤرق حياة الناس.
زعم مواطن من أبناء لودر ان مسؤولا بارزا في السلطة المحلية، تسلم أموال من أحمد مساعد حسين لإثارة الفوضى والخروج في تظاهرات وعصيان مدني”.. متسائلا “ماذا لو استخدم هذا المسؤول تلك الأموال في معالجة طفح المجاري؟”.
في لودر أخبرني ضابط في اللواء 115 ان قائد اللواء (سيف القفيش) قدم نصف مليون ريال يمني لمن يقوم بإنزال علم الجنوب من فوق سارية حاجز أمني شمال شرق لودر.
الضابط عبر عن استيائه حيال ما يقوم به بعض المحسوبين على الشرعية اليمنية في لودر من استفزاز للناس، ومحاولة اخضاع لودر لمأرب التي أصبح نفوذها يزدادا رويدا رويدا في المديرية التابعة لأبين.
قال لي الضابط “ان ما يحصل في وادي حضرموت وبيحان شبوة، هو ذاته المخطط الذي يحصل في لودر ومكيراس”.. مؤكدا ان مكيراس أصبح تابعة لمأرب، التي أطماعها لا تنتهي عند السيطرة على لودر ولكنه قد تصل الى ابعد من السيطرة على زنجبار العاصمة”.
واعتبر الضابط ان مودية تمتلك فيها مأرب نفوذا كبيرا والكثير من وكلاء عاصمة سبأ في أبين ينتمون إلى مودية.
طلب مني هذا القائد العسكري او أوصل رسالة هامة لكل أبناء الجنوب في ذكرى التصالح والتسامح بان يتركوا الخلافات جانبا وان يضعوا مصلحة الجنوب فوق كل اعتبار.. قائلا ان الاحتلال اليمني بات اليوم يمارسة ساسة خبيثة في اسقاط المدن من الداخل والتوغل بشكل ممنهج في الجنوب من خلال السيطرة عسكريا واستيطانيا.
وللحديث عن لودر بقية..
#صالح_أبوعوذل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى