الأزمات السياسية في الوطن العربي ؛ والتجربة السياسية الأمثل للاقتداء بها..

بقلم: محمد يحيى

يشهد الوطن العربي أزمات سياسية بشكل عام، فمعظم الدول العربية لا تخلو من أزمة سياسية باستثناء بعضها، بحيث اصبحت تلك الأزمات متفاقمة وتخدم خطط بعض الدول الإقليمية للسيطرة عليها وإخضاعها طمعاً في مقدراتها، في ظل عجز الدول العربية السيطرة على أوضاعها الداخلية.

هذه الأزمات السياسية في كثير من الدول العربية صنعتها أطراف ثلاثة وهي: النخب السياسية الحاكمة، قيادة المعارضة من الأحزاب السياسية، القبيلة، فالدول العربية بحاجة الى إعادة صياغة أدوارها ووظائفها الحالية (الاستفادة من النهضة السياسية في الدول الغربية بعد الحرب العالمية الثانية) أو على أقل تقدير الأخذ من بعض دول المنطقة (الإمارات مثلاً).

فبعض الأحزاب والجماعات السياسية التي تتخذ من الدين الإسلامي ستار للوصول الى السلطة والثروة والسيطرة على البلد، تسعى الى فرض نماذج سياسية إقليمية على المنطقة العربية برغم أن تلك النماذج السياسية الإقليمية (تركيا – إيران) تعاني أزمات سياسية داخلية وخارجية انعكست على المستوى الاقتصادي، لا تسمح لها بأن تكون نموذجاً سياسياً يحتذى به في منطقتنا العربية.

فإيران التي تعاني من العقوبات الاقتصادية الدولية و أزماتها الخانقة في الداخل والتي تشهد بين الحين والأخرى خروج مظاهرات ضد النظام الحاكم بسبب انتشار البطالة والفقر والتضخم، تسعى وعبر جماعاتها التي تسيطر على بعض عواصم الدول العربية (بغداد – بيروت – دمشق – صنعاء) الى تصدير مشروعها الثوري الهادف الى السيطرة على شعوب المنطقة ليس دينياً (طائفياً) بقدر ما هو سياسياً واقتصادياً ، والتحكم في مواردها وثرواتها.

كما أن وتركيا والتي هي الأخرى تسعى بدروها وعبر جماعات الإسلام السياسي (الإخوان المسلمين) السيطرة على المنطقة العربية وفرض مشروعها التوسعي في استعادة حسب زعمها امبراطوريتها العثمانية، تعاني أزمات سياسية داخلية، حيث عمد الحزب الحاكم بقيادة زعيمه (اردوغان) الى تغيير النظام السياسي الداخلي، الذي كان سائد من بعد انهيار الدولة العثمانية وإعلان الدولة التركية بعد الحرب العالمية الاولى، من النظام السياسي البرلماني الذي يعتبر من انجح الأنظمة السياسية في العالم الى النظام الرئاسي، مما تسبب في أزمات سياسية داخلية للبلاد ادى الى محاولة الإنقلاب على الرئيس والإطاحة به في عام 2016م.

وما نشاهده اليوم من تصريحات وقرارات سياسية صادرة من اردوغان، ما هي إلا لمحاولة السيطرة السياسية الداخلية و مغازلة العرب بالخطاب الإسلامي في محاولة لجرهم الى مشروعه التوسعي.
لكن تبقى التجربة السياسية الإماراتية هي التجربة الفريدة والوحيدة في المنطقة العربية والتي يجب الاقتداء بها، كونها حققت نجاحاً كبيراً في كافة المجالات (السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية) وقد استطاعت في اقل من خمسين عاماً أن تسبق دولاً تتفاخر بتاريخها وحضارتها وقدمها.

فما صنعته الإمارات هو النموذج السياسي الأفضل لتطبيقه في منطقتنا العربية أو على الأقل في تلك الدول التي مازالت تشهد صراعاً سياسياً داخلياً ، قد ربما لا ينتهي على المستوى المنظور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى