اتفاق الرياض.. خيار السلام في اليمن

 

كتب – يحيى التليدي

منذ أن قادت السعودية التحالف العربي في اليمن، كانت استراتيجية التحالف هناك واضحة منذ البداية، وهي أن تحل الأزمة سياسياً على أساس الثوابت الوطنية والقومية التي يعرفها الجميع. وكان ذلك واضحاً من خلال رعاية قادة التحالف، السعودية والإمارات، لجهود صناعة السلام في اليمن، ودعمهم لجهود الأمم المتحدة، وتأييد دعوات المجتمع الدولي للحوار للوصول إلى حل سلمي للأزمة اليمنية متى ما أبدى الانقلابيون الحوثيون حسن نواياهم وجديتهم في تحقيق السلام. وسيبقى ذلك نهج التحالف في اليمن إلى حين يتحقق الأمن والسلم والاستقرار والازدهار والإعمار في اليمن الشقيق.

وانطلاقاً من هذه الرؤية، فإن كل تطور في اليمن، وكل ما يرتبط به إقليمياً ودولياً، يؤكد للمرة الألف، أن “اتفاق الرياض”، الذي حشدت كل من السعودية والإمارات الجهود للتوصل إليه، هو الأساس لأي حل سلمي للأزمة اليمنية. هذا الاتفاق الذي وضع النقاط على الحروف، وحدد المسار للمستقبل ولتحرير اليمن من الميليشيات التي اختطفت الدولة اليمنية والشعب اليمني. ولكن تنفيذ الاتفاق تأخر وواجه بعض العقبات مما أسهم في تفاقم الحالة على الساحة الداخلية في اليمن. ومع ذلك لم تتوقف لا الرياض ولا أبوظبي عن العمل على الصعيد السياسي مجدداً، لوقف الخلافات بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، فالحل الشامل في اليمن، لا يمكن أن يتحقق إلا بنهاية سريعة للخلافات -إن وجدت- بين الحلفاء على الأرض أولاً، ومواصلة التحرك لحل يضمن حقوق الأطياف المختلفة كلها شرط أن تكون توجهاتها وطنية تستهدف المصلحة الوطنية ولا شيء غيرها.

وقد قدمت السعودية، وبمشاركة فاعلة من الإمارات، آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض وحل المشكلات بين الحلفاء على الأرض، ولقطع الطريق أمام دول إقليمية كانت تسعى لاستثمار هذا الخلاف لتحقيق مكاسب سياسية على الساحة اليمنية. وافق طرفا اتفاق الرياض على نقاط هذه الآلية التي تضمنت التشديد على وقف إطلاق النار في محافظة أبين، وإعلان المجلس الانتقالي إلغاء الإدارة الذاتية، وتعيين محافظ ورئيس للأمن في عدن، وتكليف رئيس الوزراء اليمني ليتولى تشكيل حكومة كفاءات سياسية خلال 30 يوماً.

إنها نقاط تحسم كل خلاف بين الأطراف الفاعلة على الأرض، الأمر الذي يحتاج إليه اليمن اليوم أكثر من أي وقت مضى، ويطلبه الشعب اليمني، بعد أعوام من الحرب التي نالت منه ومن مستقبله. التحالف العربي يهمه مستقبل الشعب اليمني، ويؤكد ذلك حرصه الدائم على وقف كل المواجهات والخلافات الجانبية، وتوجيه البوصلة اليمنية بكل ممثليها للخلاص من ميليشيا الحوثي واستعادة الدولة وفرض الاستقرار السياسي والشروع في التنمية والبناء.

اتفاق الرياض، هو القاعدة المثلى للحل في اليمن، وتنفيذه هو الضامن الوحيد لإعادة هذا البلد الشقيق إلى حالته الطبيعية، لأنه يؤكد الالتزام بتوحيد الصف وتوحيد الجهود لاستعادة الدولة اليمنية، ويؤكد الالتزام بنبذ التمييز المناطقي والمذهبي والفرقة والانقسام، وإيقاف الحملات الإعلامية المسيئة بأنواعها كافة بين جميع الأطراف.

اليوم أصبحت الكرة في ملعب الأشقاء في اليمن، فلم تقصر السعودية والإمارات أبداً في دعم الدولة اليمنية والشعب اليمني، بدءاً بعاصفة الحزم وإعادة الأمل ثم مؤخراً اتفاق الرياض، والباقي يجب أن ينجزه الأشقاء بأنفسهم داخل بلادهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى