مليشيات الحوثي تعلن نفاد مخزون الديزل في مناطق سيطرتها

عدن24-العرب اللندنية

أعلنت مليشيات الحوثي المسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء أخرى من اليمن الجمعة نفاد مخزون الديزل في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مطلقة بذلك صفّارة إنذار بشأن كارثة إنسانية غير مسبوقة ستترتّب على أزمة الوقود وتمسّ مختلف الأنشطة بما في ذلك ما يتعلّق منها بإمدادات الأغذية والمياه والصرف الصحيّ وتشغيل المستشفيات.

وجاء الإعلان عن نفاد الديزل على لسان أحمد عبدالله دارس وزير النفط في الحكومة غير المعترف بها دوليا والتابعة للجماعة، خلال وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة بصنعاء طالب المشاركون فيها بالسماح بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة غربي البلاد.

ويشكّك خصوم الحوثيين وفي مقدّمتهم الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة الرئيس عبدربّه منصور هادي في صدقية الجماعة بشأن أزمة الوقود ويتهمونها باستخدام الأزمة لابتزاز المجتمع الدولي وإلقاء تبعات الأوضاع الإنسانية على الحكومة الشرعية والتحالف العربي الداعم لها بقيادة السعودية.

ويقول هؤلاء إنّ الأزمة لا تؤثّر على الجهد الحربي للجماعة وهو متواصل بنفس القوّة والزخم.

وقال دارس وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام حوثية خلال الوقفة الاحتجاجية إنّ “كميات الديزل انتهت من مخزون شركة النفط”، محذرا من “تعطل الحياة” في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعته نتيجة لذلك.

وأضاف أنّ وزارة النفط في صنعاء أطلقت نداء استغاثة وما من مجيب، وأنّ “الاجتماعات والوقفات والمؤتمرات الصحافية لم تف بالغرض، وأن الأمم المتحدة والعالم لم يسمعا صوتنا”. وطالب المسؤول الحوثي المنظّمة الأممية بـ”القيام بمهامها وواجبها الإنساني تجاه أكثر من 26 مليون يمني”.

وتستهلك المناطق الخاضعة لسلطة الحوثيين قرابة 60 في المئة من الوقود باليمن. وتتهم جماعة الحوثي التحالف العربي بقيادة السعودية باحتجاز قرابة 20 سفينة نفطية ومنع دخولها ميناء الحديدة، فيما يقول التحالف إنه حريص على تدفق المواد التجارية والإنسانية إلى اليمن، متهما الجماعة بممارسة انتهاكات بحق العمل الإنساني.‎

وتزيد أزمة الوقود من تعميق الأزمة الإنسانية التي باتت في حكم الواقعة بالفعل في عدد من مناطق اليمن التي أصبح سكانها يواجهون الجوع بعد نفاد مخزوناتهم الضئيلة من الطعام وعدم تجدّد الإمدادات من قبل الجهات المقدّمة للمساعدات بسبب شحّ التمويلات وتعقيدات الوضع الأمني، والمخاوف من وباء كورونا، وندرة الوقود الضروري لعمليات نقل المساعدات خصوصا نحو المناطق النائية والوعرة.

كذلك لا تنفصل أزمة الوقود عن الأخطار الصحية المحدقة بالسكان كون الوقود ليس ضروريا فقط لطهي الطعام وتسيير وسائل النقل وتشغيل الورشات، بل هو ضروري أيضا لتوليد الكهرباء اللاّزمة لتشغيل المراكز الصحية والمستشفيات، كما أنّه أساسي في تشغيل منظومة الصرف الصحّي في المدن، وفي توفير المياه النظيفة أحد أساسيات الوقاية من وباء كورونا.

وقال مدير منظمة أوكسفام في اليمن محسن صدّيقي في وقت سابق إنّ نقص الوقود الذي طال أمده قد يؤدي إلى تعريض الملايين في اليمن لخطر الإصابة بفايروس كورونا والأمراض المنقولة بالماء مثل الكوليرا، لأن الوقود ضروري لتوفير المياه النظيفة. وجاء ذلك في وقت شكت فيه إدارة مستشفى الثروة في صنعاء من أنّ الكهرباء لم تعد تصل بشكل منتظم إلى المستشفى محذّرة من تضرّر قسمي العناية الفائقة وغسيل الكلى، ومن عدم تمكّن الأطباء والممرضين من الوصول بسهولة إلى مواقع عملهم، فضلا عن الارتفاع الهائل في أسعار المعدّات والمنتجات اللاّزمة لعمل أقسام المستشفى.

وتوالت خلال الفترة القريبة الماضية التحذيرات من اقتراب المنظومة الصحية الهشة في اليمن من الانهيار، حيث تلقّت تلك المنظومة ضربة قاصمة في نواتها الصلبة الممثلة في كادرها البشري الذي لم يعد يستطيع إنجاز مهامّه بسبب ضعف الوسائل وانعدامها في بعض الأحيان ما اضطرّ أعدادا من العاملين في القطاع الصحي إلى ترك مواقع عملهم بسبب عدم توفّر وسائل حمايتهم من وباء كورونا.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود مؤخرا أن العديد من العاملين الصحيين في اليمن، تركوا وظائفهم خشية إصابتهم بالفايروس ما أدى إلى إضعاف النظام الصحي الهش.

وقالت المنظمة الإنسانية الدولية في تقرير لها “ترك العديد من العاملين في مجال الصحة وظائفهم بسبب ارتفاع احتمال إصابتهم بالعدوى خلال عملهم، ما أدى إلى إضعاف نظام الرعاية الصحية الهش أصلا”. وأوضحت أنّ “خطر إصابة العاملين الصحيين بكورونا باليمن أثار مخاوف شديدة بشأن سلامتهم، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى ترك وظائفهم والبقاء في منازلهم، مما يجعل المستشفيات تعاني من نقص في العاملين”.

وشكت المنظمة من أنّ إمكانات فحص فايروس كورونا المستجد في اليمن “محدودة للغاية” وبالتالي فإن الفايروس ينتشر في جميع أنحاء البلاد “دون أن يتم تتبع الحالة الوبائية”.

وتابعت “بعد سنوات من الحرب، كان النظام الصحي يعاني من ضغط كبير بالفعل قبل انتشار الجائحة، والآن يبدو أن الناس قد فقدوا الثقة في النظام الصحي والعاملين الصحيين”. وحثّت كافة الدول على توفير موارد لليمن للمساعدة في حل الأزمة، مطالبة السلطات اليمنية بالسماح للناس بالوصول بشكل آمن إلى الرعاية الصحية والمساعدات. وكانت نقابة الأطباء والصيادلة في اليمن قد أعلنت قبل ذلك عن وفاة 45 طبيبا بفايروس كورونا منذ بدء انتشار المرض في العاشر من أبريل الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى