الإصلاح اللعب في المساحة الممنوعة

كتب: خالد سلمان

عدنان العديني المتحدث بإسم الإصلاح، حاول ان يلعب لعبة خلط الأوراق ، وبيع مواقف غير حقيقية عن حزبه، لنا نحن الذين خبرناه طويلاً واكتوت ابداننا بعدوانيته ،وذهنيته الإقصائية ،كما حاول ان يقدم صورة ملتوية لدولة تمتلك اجهزة استخبارات، ومؤسسات رصد، كالسعودية.
العديني في حديثه لصحيفة الشرق الاوسط، سعى الى التخفف من الضغوط التي يواجهها حزبه ،وضيق الرياض من ازدواجية المواقف، وتحالفاته الملتبسة ،حيث يقف الى صفها وصف اعدائها في الوقت عينه.
ينفي العديني علاقات حزبه بتركيا وقطر، فيما يقيم معها اوثق العلاقات والصلات ،من السياسة الى الدعم ،الى التجييش بسلاح قطري في اجزاء محررة كتعز ،يتنصل الاصلاح من صلاته بالمحور المقابل للسعودية، في وقت تقوم قياداته المتواجدة في انقرة والدوحة، بتنسيق السياسات والمواقف على اعلى مستوى، ويتحول الإصلاح الى كاسر اجماع ،وداعية لتوسيع التدخلات، وتعظيم مكاسبه السياسيه، عبر الإستقواء بخلافات وتعارضات المتداخلين في الشأن اليمني ،ومحض الولاء لتركيا من موقع ايدلوجي عقدي ،يتسق مع منهج الاصلاح وايمانه بالدولة الاسلامية لا الوطنية.
الأصلاح رغم رفضه الإعتراف ،الا انه بتقارير اكبر المؤسسات الاستخبارية ،بندقية ايجار ،ولاعباً في الصراعات الإقليمية والتوترات في المنطقة.
لا يكفي ان يفر الاصلاح الى الامام بالنفي، بل عليه ان يقر بواقع اخوانيته ،ودمويته في ادارة الخصومة ،ولعبه على كل الاحبال والتعارضات السياسية لدول الجوار، ومن ثم الإنتقال من طابعه المليشاوي ،الى حزب مدني حقيقي ،لا يكفر ولا يغتال ولا يستأثر بالقرار،وهو مالم ولا يبدو انه سيفعله على المدى المنظور.
من المواقف على الأرض الى ادبياته السياسية، الاصلاح حزب اخواني ،لا يؤمن بالوطن ككيان نهائي ،ولاءه ليس لليمن بل لخارطة عالم اسلامي ،مترامي الأطراف ومتخيل.
الإصلاح في ظل تركيبته المتشدده ووثائقه التنظيمية ، وسيادة صف الفتوى ،وإقصاء شباب السياسة عن القرار،ان تقاربت معه او تباعدت ،في الحالتين يمثل خطراً وجودياً ،على مجمل الحياة السياسية في اليمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى