ضريبة الحماقة

كتب: د. عيدروس النقيب

عندما تختلط المعايير وتغيب المسؤوليات المهنية والوطنية والأخلاقية، تقذف الصدف ببعض الحمقى إلى الواجهة فيتبوأون مواقع أكبر من حجمهم ويتولون مسؤوليات ليسوا أهلا لها.
هذه الحالات تتكرر في جميع الازمان والأماكن، وقد قيل على لسان احد حكماء بني أمية عن سبب زوال إمبراطوريتهم إن قال “أمورٌ كبيرة أوليناها للصغار، وأمورٌ صغيرة أوليناها للكبار”.
تنشر بعض المواقع الممولة من قبل القوى المتضررة من اتفاق الرياض، أخباراً وتصريحاتٍ لبعض هؤلاء الحمقى مثل القول “أن الرئيس هادي رهن الإقامة الجبرية في السعودية” أو أن “المغوار الفلاني يحشد قواته لتوجيه الضربة القاضية للإمارات” ولا تبخل هذه المواقع أن تصبغ أسماء هؤلاء بصفاتهم الرسمية، مثل مصدر في الشرعيةيقول،.. . . أو مسؤول رفيع المستوى يؤكد. . .
الحمقى يبتهجون بالألقاب الرفيعة ولمعان أسمائهم على رأس العناوين بالخط الأعرض من العريض ولا يكترثون للعواقب المترتبة على تلك الحماقات ولو حتى على أشخاصهم.
الغريزة البهيمية توجد لدى كل إنسان، لكن الأحمق لا يتعامل إلا معها ويقمع ملكة العقل وموهبة التمحيص بدلا من إحيائها و لا يفكر بما بعد رد الفعل.
كان حكيم القرن الحاديعشر والثانيعشر الميلاديين ابو علي ابن سيناء قد قال إن لدى الإنسان مستويين من النفس: النفس الحيوانية والنفس العاقلة، وكلما قمع الإنسان النفس الحيوانية وطوعها لصالح النفس العاقلة كلما اقترب من مرتبة الحكماء، وبالعكس كلما انساق وراء النفس الحيوانية وأهمل النفس العاقلة كلما اقترب من الحيوان.
رحمك الله أبا علي وطيب مثواك بالمغفرة والرضوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى