مؤتمر المانحين من أجل اليمن

كتب- محمد خليفة
بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لليمن الشقيق 22 مليار درهم، خلال الفترة من أبريل 2015 حتى فبراير 2020.

منذ أن حدثت الفتن في اليمن جراء استيلاء جماعة الحوثي على السلطة، وقفت دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلى جانب هذا البلد الشقيق، وتدخلت عسكرياً لإنقاذه من المنحى الخطر الذي وقع فيه، وحققت كثيراً من الإنجازات واسترجعت معظم الأرض اليمنية، وقدمت مساعدات كثيرة للشعب اليمني في مختلف المجالات، حتى استطاع هذا الشعب أن يعاود الوقوف ومتابعة الحياة في المدن والقرى المحررة.

وفي خطوة تعكس حرص دول التحالف العربي على الاهتمام باليمن، أعلنت المملكة العربية السعودية تنظيم مؤتمر المانحين لليمن 2020 في 2 يونيو، بمشاركة الأمم المتحدة، وسيعقد المؤتمر افتراضياً.

وقد رحبت الإمارات العربية المتحدة بهذا المؤتمر، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان «أن الدعوة لهذا المؤتمر، تأكيد لدور المملكة العربية السعودية الريادي في رفع المعاناة الإنسانية عن الأشقاء اليمنيين». وشدد البيان على أن «دولة الإمارات تدعم جميع المبادرات والجهود الرامية إلى إنجاح هذا المؤتمر الإنساني الكبير الهادف إلى دعم مسيرة التنمية في اليمن».

وكان التمويل العام العالمي للشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قد توقع أن احتياجات اليمن ستكون بين 2 و3 مليارات دولار لعام 2020. ولاشك في أن دول تحالف دعم الشرعية في اليمن ستقدم الجزء الأكبر من المبلغ المطلوب لاستمرار تعافي اليمن ونهوضه، وهذه الدول، وخصوصاً دولة الإمارات، قدمت منذ عام 2015 كثيراً للشعب اليمني، وكان دورها هناك مميزاً، حيث سار تدخلها في اليمن عبر مسارين: أحدهما عسكري والآخر إغاثي إنساني، وقد ضحى كثير من شباب الإمارات بأرواحهم على التراب اليمني، من أجل ولادة غد يمني أفضل، وفي نفس الوقت كانت المساعدات الإماراتية تصل تباعاً إلى المدن والقرى التي يتم تحريرها، وكان الهلال الأحمر الإماراتي يقوم بالتعاون مع أبطال الجيش في إيصال تلك المساعدات إلى مستحقيها، ما دفع غائلة الجوع عن الملايين من أبناء الشعب اليمني. وعندما أدركت القيادة الحكيمة أن المسار العسكري وصل إلى خواتيمه الحميدة، تم تخفيض الوجود العسكري على الأرض اليمنية، بينما استمر المسار الإنساني قائماً عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي ما تزال مستمرة في تقديم خدماتها للشعب اليمني، وقد قامت بتنفيذ حملة المير الرمضاني في اليمن التي وجّه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث تم توزيع 1000 سلة غذائية تزن 42 طناً، و800 كيلوجرام، استفاد منها 5000 فرد من الأسر غير القادرة في مديرية الضليعة بمحافظة حضرموت، بهدف التخفيف من معاناتها وتحسين ظروفها المعيشية.

إن ما تقوم به هيئة الهلال الأحمر يعد طريقة مثلى لإيصال المساعدات إلى محتاجيها؛ لأن تسليم مبالغ مالية كبيرة لمنظمات عالمية أو محلية، قد يدفع تلك المنظمات إلى الغش والتلاعب وتقديم القليل من المال لليمنيين والاحتفاظ بكثير منه في جيوبها. أما هيئة الهلال الأحمر الإماراتي فإنها كانت وما تزال أمينة على الشعب اليمني تقدم له الإغاثة في حينها ومن دون تأخير، دفعاً للمضرة عن هذا الشعب.

وقد بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لليمن الشقيق 22 مليار درهم خلال الفترة من أبريل 2015 حتى فبراير 2020. ولن توقف الإمارات مساعداتها لليمن حتى يتعافى بشكل كامل ويصبح قادراً على العطاء، ومشاركتها في مؤتمر المانحين من أجل اليمن، دليل على أنها لا تفوّت أية فرصة من دون تقديم ما يتوجب عليها تجاه هذا البلد الشقيق، بالتعاون مع الدول المانحة ومع المنظمات الدولية ذات الصلة. إن سنوات الحرب التي مرت على اليمن، أبرزت قيم العروبة الحقيقية، فلم يهن على دولة الإمارات أن ترى جارها القريب يقع ضحية مؤامرة حيكت في غفلة من أبنائه، فسارعت إلى نجدته وقدمت الغالي والنفيس لديها حتى تمكنت بالتعاون مع دول التحالف العربي من إيقاف تلك المؤامرة وإعادة البهاء إلى معظم الأرض اليمنية، ولولا ذلك التدخل الإماراتي المبارك في حينه، لكان اليمن قد وقع في كارثة حقيقية، ولربما تم تهجير الملايين من شعبه.

واليوم وصل اليمن إلى مشارف التعافي بمساعدة الإمارات، وسيكون مؤتمر المانحين خطوة مهمة من أجل تثبيت الإنجاز الذي تحقق بسواعد الأبطال المخلصين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى