المخدرات موت وخطر يتربص بالجميع

كتب / جهاد عوض :

في أكثر دول العالم يعتبر الإنسان من أهم الثروات والمدخرات التي تمتلكها وتفتخر بها الدولة بين الأمم، حيث أعطته الأولوية في سياساتها وخططها لكونه أهم استثمار وتنمية لها للمستقبل, بفتح كل الأبواب والخدمات لتعليمة وتطوير مهاراته وقدراته, حتى يكون مواطنًا صالحًا ورجلًا نافعًا, يتمكن من أداء واجبه وخدمة وطنه في شتى المجالات, فجعلت منه مصدر قوتها وباني حضارتها ومجدها.

 هذا هو السائد والمنطق المتعارف عليه عالميًا ما عدا اليمن, فما يجرى فيها شيء محزن ويشيب له الولدان, حيث حرم من خدماته وانتهكت حقوقه الإنسانية والقانونية, وهُمِّشَ وغُيِّبَ وجُعِلَ يدور في دائرة مغلقة, بين أزمات وضغوطات لا حصر لها ولا نهاية, حتى أصبح أسيرًا للهموم وتأثيره معدوم بين محيطه ومن حوله.

وما زاد المصيبة والطين بلة, ثقلاً ونارا على المواطن في اليمن, أن تتكالب جهات وأطراف عديدة على تدميره ومسخه أخلاقيا وإنسانيا, بنشر وترويج المخدرات بين فئات المجتمع المختلفة, في ظاهرة تثير القلق والريبة عن أصحاب وكمية المخدرات الكبيرة, المتحركة والمضبوطة في النقاط الأمنية والمنافذ الحدودية, والتي لا نسمع أو نعرف عن أحدهم أنه تمت محاكمة أو حكم عليه في هكذا قضايا هامة وحساسة, لخطرها وضررها كونها تمس حياة الناس ومستقبل الأجيال وتهدد الأمن الاجتماعي والقومي للبلد.

والغريب والعجيب الذي لا يمكن  فهمه وإدراكه, هو صمت الحكومة وأجهزتها الأمنية، خاصة وزارة الداخلية، المعنية بمكافحة وتجارة المخدرات, عن تنامي وتفشي هذه الظاهرة الدخيلة والخبيثة في بلادنا, وما تسببه من انتشار العنف وجرائم يندى لها الجبين في المجتمع, وآخرها عثور المواطنين قبل أسابيع على كميات وأكياس كبيرة من المخدرات في سواحل محافظة أبين, دون أن تحقق وتكشف المستور عن أصحابها وطريقة إدخالها للبلد, مما  يؤكد للقاصي والداني, أنه يوجد جهات محلية وإقليمية نافذة متورطة بهذه الجريمة الكبرى, التي هدفها الأول والأخير نشر هذه الآفة والفساد, لتدمير الإنسان اليمني بكل ما يحمله من قيم وأخلاق إنسانية واجتماعية.

تغافل وتجاهل السلطات التنفيذية والأمنية, عن التصدي الحازم لقضية المخدرات, يضعها محل اتهام وقصور في أداء عملها وواجبها, لإنقاذ البلاد والعباد من هذا الوباء الخبيث والمدمر.

 فمتى يستفيق هؤلاء يا قوم؟ فالموت والضياع محدق ويتربص بالجميع, ومصير المواطن والبلد في خطر أكثر من أي وقت مضى, فهل من مستجيب؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى