القلب يدمع.. عليك يا جواهر

كتب: يسلم العسل

لا يخفى على أحد وضع البلاد، وما يمكن أن يحدث حال – لا سمح الله – انتشر فيروس (كورونا) عندنا، إذ لا تسمح بذلك الظروف ولا الأوضاع الصحية، ولا وجود لمستشفيات مؤهلة (ولا أمة محمد يحزنون). لكن ما يغص في القلب ويدمعه أن يتم استخدام طفلة صغيرة لا يتجاوز عمرها أربعة أعوام وسيلة للتسول (الشحت) تحت اسم الكورونا.

لا أظن أن أحداً لم يسمع او يرى ما نشر قبل أيام على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) من منشور و(مقطع فيديو) يظهر ابنتنا جواهر عبدالله على أنها ماتت بعد إصابتها بالكورونا، ولست أدري كيف لم يسمح لأهل الطفلة بدخول غرفة العناية ورؤية طفلتهم إلا من (الطاقة)، وسمح لذلك الشخص بالدخول لا بل التصوير على مرأى ومسمع.. عجبي!!.

والمضحك المبكي في الأمر هو كلمة (ادعمونا).. لا يعلم هؤلاء المتسولون (الشحاتون) أنهم بذلك تسببوا بكارثة للطفلة، ففضلاً عن كونهم أماتوها ولم يقبروها لم يقبل أي مستشفى علاجها لأن أطباءنا الأجلاء في المستشفيات اتخذوا الفيسبوك مصدراً لتلقي المستجدات بشأن الأمراض، وظن كل من رأى الطفلة أنها قريبة للـ(متوفاة) وأنها هي الأخرى مصابة.. حتى أن مدير أحد المستشفيات قال لأسرة الطفلة (روحوا عشان ما يطيروا علينا الزبائن)!!.

تعبت أسرتها من إخبار كل مستشفى أن الطفلة عندها حالة ربو مزمنة ولاتحتاج إلا إلى عناية وجهاز تنفس صناعي فقط لكن لا حياة لمن تنادي وتدهورت حالة الأسرة النفسية وحالة الطفلة الصحية.. إذ بقيت الطفلة مع أسرتها أسبوعاً كاملاً تتنقل من مستشفى لآخر علها تجد أوكسجيناً تتنفس به، هذا فضلاً عن الضرر النفسي الذي قاساه كل من رأى المنشور والفيديو من أهل الطفلة سواء أكان في البلاد أو خارجها..

بعد مضي أربعة أيام حضر مندوبون عن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية لأخذ عينة لفحص الكورونا.. ومرت 34 ساعة إلى أن تم إحضار نتيجة الفحص وإدخال الطفلة العناية المركزة في أحد المستشفيات بعد التأكد من عدم إصابتها.

حالة الطفلة الآن صعبة جداً نتيجة تأخر دخولها العناية لمدة أسبوع والسبب (مقطع فيسبوك).. ولا نعلم ما الذي سيحدث بعد هذا لكنني لا أحمل سوى رسالة واحدة (اتقوا الله ياشحاتين.. ما هكذا يورد الشحت)..

رحم الله القائد البطل أبو اليمامة، إذ لو كان حياً يرزق ما بقي من نشر (المقطع) هكذا من دون مساءلة ولا (…)، وبإذن الله سننشر تقريراً صحفياً مفصلاً لما جرى خلال الأيام السابقة وما عانته ابنتنا وأسرتها، والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى