تحليل نقدي للمسرحيات المشاركة في مهرجان عدن المسرحي

 عبدربه الهيثمي-       كاتب وناقد مسرحي

 للمسرحية  الثالثة –(الطوق سجن الرؤؤس))-إعداد وإخراج/محمد اليافعي

النقد المسرحي هوا بنا لا هدم هوا تحليل وتبين لمكامن القوة ومكامن الضعف لا تجميل لما لم يكن جميل ولا هوا نعت واللقاء لجهود الأخر وعلى شبابنا الكرام تقبل الرأي والرأي الأخر

العمل في ثيمته الأساسية دعوه للتنازل عن حياة المثل العليا والتخلي عن تطلعات المستقبل ويدعوا للعيش تحت شعار ((نريد إن نعيش)) وسوا اقتنعت بالفكرة أو لم اقتنع ففي الأخير نحن من أجاز هذا النص كلجنة نصوص يشاركني في ذلك زملائي من أعضاء اللجنة احمد عبدالله ومحمد زيد وفؤاد هويدي  وتقع علينا مسؤولية أي إخفاق عل صعيد  النص الذي عكس نفسه سلبا على العملية الإخراجية برمتها ومع هذا  سنحاول إن نناقش  العرض الذي إمامنا قبلنا او لم نقبل علينا بالأول والأخير احترم وجهة نظر مخرجنا ورغبته في إن يدعوا لما دعا إليه بعرضه بعيداً عن أي مثل يراء أنها زائفة وغير واقعيه .. فاستخدم أو اتخذا من المدرسة الواقعية منهجا إخراجيا له ومن مشهدا البداية الرومانسية  التي كانت على إيقاع  أغنية ابوبكر سالم بن الفقيه كخلفيه والتي انتهت بمشهد اندلاع الحرب مررنا بمحطات متعددة صبت جميعها في إثبات أو تبرير الفكرة الأساسية نريد إن نعيش ولا داعي للتعلق بأوهام القيم الإنسانية الثابتة فطغت الأغاني المصريه وغير المصريه على مجمل العرض فأحبطنا أحيانا وفي أحيان كثيرة أطربنا بهذه الأغاني فشكرا لمحمد اليافعي على أدائه التمثيلي وجهده الإخراجي وتحيه لفريق عمله جميعا على ((البطن سجن الرؤؤس)) الذي حشرنا في سجنها ولم نستطيع الهروب من طوقها

 المسرحية الرابعة

((إغراء السنابل تأليف// خالد القحوم إخراج//التميمي)) محافظة حضرموت

النص:((الحياة نظرات وكل منا ينظر وتختلف النظرات باختلاف ما يدور في نفوسنا))فهل يتحدث النص عن نظرة القائد للأمور وتقيميه أو عن خطاء القائد    في اعتقادي قدم النص فكرتين متوازنتين الأولى تقول بان نتبع القائد ونثق في حكمته وقراره أين كان  هذا القرار والثانية تقول لا يجب إن نتبع القائد عند اتخاذه أي قرار متهور ولكن بلا جدوا اتبعوه

فكيف يتركون الأرض التي اخضرت وأينعت بالسنابل ويرحلون هل أراد المؤلف والمخرج إن يقول لنا لماذا تتبعون قادتكم وتذعنون للأخطاء القاتلة…هل عبارة إن شبع اليوم لا يسد جوع سنين الأمس ويبقى ألتسال الكبير للنص هل رحلوا بادرتهم أو إذعان لقائدهم .فترددوا الناس وما أنقذهم ترددهم استشاروا شيختهم أو عرافتهم التي كانت غير راغبة بالرحيل ولكنها رحلت لأنها لم تجد من يقاوم هذا القرار وهنا يبرز السؤال التالي..من المسئول عن ترك الأرض الخصبة المثمرة هل القائد أو الشعب؟؟؟ ن عدم قناعتنا كمتفرجين بقرار القائد أبا زيد بالرحيل هوا ما يعبر عن عدم قناعة الشعب أيضا بذلك القرار فالمؤلف لم يقنعنا بمسالة الرحيل، وإذا كان القائد على سبيل الافتراض دكتاتور فلما  يقنعنا بدكتاتوريته وإذا كان قائد حكيم  فلما لا يقنعنا بحكمته؟ لماذا لم تقف المرأة الحكيمة بوجه أبا زيد وتحاوره بشان الرحيل وتنقل له رأي الشعب في مثل هذه المسألة بعد استشارتها؟؟..لماذا يجعل المؤلف دورها لا يهش ولا ينش ولماذا يتم استشارتها أساسا؟ وما الداعي لاعتبارها محور من محاور العمل فلقد همشها المؤلف كما همش أبا زيد شعبه …

الإخراج

اتخذ المخرج عبد الهادي التميمي من المدرسة الواقعية مبدأ أساسي من مبادئ إخراج العمل وعبر عنها بواقعية اللوحتين في الخلفية التي عبرة في البداية عن الجدب والتصحر والجفاف وفي المشاهد الأخيرة عن الاخضرار والنماء وارتواء الأغصان والإزهار ووفرة الثمر فوفق بذلك وترجم فكرة النص ترجمة مباشرة..ولقد افتتح عرضه بنعش رمزي حمله الممثلون من داخل الصالة إلى خشبة المسرح …فامتعونا ممثليه بأدائهم التمثيلي الرائع وهدوئهم المنقطع النظير وكانوا فعلا واثقين من أدواتهم ومسيطرين على محراب خشبتهم من بداية العرض حتى نهايته لم يسقط إيقاع العرض عنهما إلا في حالات نادرة ومع إن أدائهم في أحيان كثيرة هيمن عليه الطابع التلفزيوني والإذاعي لا إن رسوخ خطاهم وفصاحة ألفاظهم وصدق أداهم أجبرنا على احترام كلاسيكيتهم وجرونا معهم إلى ميكرفون إذاعتهم وأخرسونا من إن نعاتبهم فشكرا لهم على هذا الوقار..شكرا للمثل الرائع سالم عمر والممثلة الأروع افراء محمد جمعة خان ..شكرا لحسن…شكرا من الأعماق لكل طاقم العمل وباسم كل ممثلين ومسرحيو عدن نعتذر لهم عن أي تقصير واجهوه من قبلنا…نعتذر لهم عن عدم استضافتهم من بداية المهرجان حتى نهايته….وشكرا للمخرج /عبدالهادي التميمي على هذه المشاركة الرائعة وله مني خالص الود والمحبة…شكرا لحضرموت الفن والثقافة والحضارة… فانتم بناة الأرض بالماضي وانتم موطن التاريخ علمتم العالم وأسستم مداميك التطور وحولتم مسارات العصور… انتم  لمن يجهل من  انتم….انتم رسل المعرفة والأغنية… والفن انتم رهبانه وانتم اسقفه

 

المسرحية الخامسة (الجوال) –تأليف /إبراهيم الشاش –إخراج ياسر علي سلام

النص:الصديق ابراهيم الشاش مؤلف متمكن  له العديد من  الإعمال المسرحية  لا مجال لحصرها وفي هذا العمل المسمى الجوال يتحدث فيه عن بطش القوي للضعيف أو انتهازية الإنسان في بطش أخيه الإنسان. وتدور إحداث هذا العرض  في المنطقة العربية إلا إن إيحاء المطر افسد خصوصيتها  العربية وفتح النص أكثر وكنت أتمنى إن يتخذ من العاصفة الرملية مؤثر العمل الأساسي وليس المطر، وعليه فقد كان إبطال العمل الثلاثة محملين  بثلاث دلالات أساسيه  صاحب البيت ذوا السجايا الطيبة إلى درجة السذاجة والشخصية الثانية الجوال الفهلوي لدرجة اللصوصيه والثالث جاره الذئب أو الثعلب الماكر..فيبدأ الخطر من الجوال أو الغريب العابر ولكنه ينتهي بالأخطر  منه الجار الصديق الماكر الذي استولى على كل أملاك جاره بعد إن قتله ومات الجوال اثنا التحقيق معه واستولى هذا الجار على أمواله وأموال جاره المسكين الذي أرده قتيلا وبصمه على وثائق البيع وهوا ميت العرض…ما يهمنا بهذا العرض هوا الممثل كون هذا العرض لا يقبل  أي مفاهيم دلالية غير دلالة الممثل ..فصاحب الدار:: كان صاحب الحق  الأرض والوطن  والجوال: هوا الاستعمار الأجنبي من جيوش وشركات عابرة للقارات فيسقط صاحب البيت بسذاجته وطيبته ويسقط الجوال بتهوره وغروره ويستولى الجار البلطجي على كل شي… أملاك الأجنبي المالية وأملاك الرجل  صاحب الأرض والبيت بما حوا من كنوز وتحف أثريه ومن هنا أصبح الديكور أو العلامات المكانيه غير ذو أهميه بعد ان حمل الشخوص الرئيسين دلالات العمل الأساسية

التمثيل:::عمر مكرم  هامه فنيه كبيره ومدرسه في التمثيل ومخرج متمكن أتمنى له التوفيق في عمله الإخراجي القادم

ياسر سلام: احترف الإخراج وبدا يجيد هذه ألحرفه  وبالذات في هذا العمل فكان موفق في التعامل مع ذاته كمثل ومخرج محمد ناجي بن بريك :::ممثل ممتاز أجاد دوره وأقنعنا بغتطرسطته… وشكر للجميع

 

المسرحية  السادسة ((زبد)) استطيع القول إن

هناك إعمال مسرحية تدخل إليها من بوابة النص وهناك إعمال تدخل إليها من بوابة العرض وفي هذا العمل((زبد)) الذي أعده وأخرجه الأستاذ عمر مكرم  عن قصيدة شعرية للشاعر المرحوم  عمر محمد عمر

سنتحدث عن هذا العرض الرائع الذي حلقنا في أجوائه التعبيرية الرمزية العبثية بميعة المخرج الملهم عمر مكرم الذي استهل عرضه بدخول جميع الممثلين من بين الجمهور يحملون فوانيسهم  ليضيئوا وجوههم ويضيئوا سفينتهم التي كانت تتهاطل عليها الجثث من جميع الاتجاهات…فسارت بنا رغم العواصف حتى أرست على شطئان الأمل في عشر شخصيات تبحث عن وطن …عشر شخصيات هما طاقم سفينة معطله في بحر الدموع والدم والألم…أبحر قبطان العرض عمر مكرم في أجواء هادئة أحيانا وعاصفة في أحيان أخرى…ساربنا بين المد والجزر وبين اليسر والعسر وإذا ما أتى الطوفان فلم ينجو منه غير اثنان واحد يجيد لعبة الألوان والثاني قائد جبان …فخالد حمدان كان يعبر في مضمونه عن القائد الجبان الذي لا يدرك إلى أين يتجه بسفينته …وائل…الفنان أو المثقف صاحب الرداء الأبيض الملاك الطاهر الذي لم يتلوث بمستنقع الحياة….الفتاة…أو الفتاتين  صاحبة الرداء الأبيض والرداء الأسود هن أيضا وجه أخر للسلطة… ابوبكر المرنح…انفصام الانسان عن المكان والزمان

الطفل اليأس ..كان المستقبل الذي يبحث عن دور في هذه المسرحية ولم يتاح له المجال كان فعلا ملاك العمل وحلم غدا …

سمير سعيد…. العجز والاستسلام والرحيل قبل الأوان

.تحيه للممثل خالد حمدان والممثل وائل الذين كان نجمان متلألأن في فضاء المسرح اليمني والدراما بشكل عام أمتعونا بأدائهم الجميل والرائع ولهم مني كل المحبة والتقدير ….الطفل اليأس ممثل واعد وسيكون له مستقبل في التمثيل بإذن الله

الفتاتين…تؤم العرض وروحه أدائهم جميل وحركته ورشاقتهم أجمل من الجمال نفسه

المرنح…وسميرسعيد…. رائعين في أدائهم أقنعونا بادروهم فتحيه لهم من الأعماق

تحيه من الأعماق لمن صمم  مكان الإحداث الفنان التشكيلي والديكورست  الفنان علي عبدالكريم العبدلي الذي اشبع نظرنا بتصميمه التعبيري لسفينة العرض المكرميه           

 

هذا اختصار لما يمكن إن أقوله عن هذا العرض الجميل الذي يقبل التأويلات المتعددة وهذه هيا ميزة عرض زبد للمخرج الرائع عمر مكرم تحيه له ولإفراد ولطاقم جميعا من كل قلبي وعلى الود والحب نلتقي

المسرحية السابعة ((هاملت يستيقظ متأخرا))

تأليف:: ممدوح عدوان

إعداد: شوقي الخمري

إخراج: عدنان ناشر

تمثيل فرقة المسرح الوطني الحديدة

((كالسمك المذعور ندور في بحيرة يجف منها الماء وظهره المطعون ينزف في أحلامنا الهوجاء كابوسا على السطور ونحن كالأسماك في بحيرة يجف مائها ندور))لن نتحدث عن هاملت شكسبير ولا هاملت ممدوح عدوان بل عن هاملت عدنان ناشر وشوقي الخمري بدءها مخرجنا عدنان ناشر بالتعريف عن المسرحية وعن إبطالها بمفهوم العرض التفاعلي ثم يعد الجمهور بأنه سيعود لهم نهاية المسرحية  ليس لكي يصفقوا وإنما ليطلب منهم إن يشاركوا بوضع خاتمه أو نهاية  مناسبة يرتئونها للعمل والتفاعلي  في مجال المسرح والثقافة بشكل عام يسعى لتوسيع نطاق الفن ومفهومه، وتحويل العلاقة بين المبدع والمتلقي من علاقة تأثير وتأثر إلى علاقة إبداعية تفاعلية بين الطرفين… انه مسرح التغيير والمشاركة، حيث يتحول المتفرج فيه إلى متلقٍ ومحاور ومشارك في إنتاج رسالة العرض»، مً ان المسرح التفاعلي يقوم على مبادئ، من أبرزها الاختلاف عن المسرح التقليدي في كونه يتعامل مع الجمهور شريكاً في العرض، وهو ما يقود إلى المبدأ الثاني وهو توريط المتفرج في الحالة المسرحية، والمشاركة في إنتاجها….لا انه في نظري ان هذا النوع من المسرح لن يكتب له النجاح في وطننا العربي ولازال في طور بدايته اما نحن في اليمن بالذات فلم ننجح في المسرح المدرسي ولا المسرح الاجتماعي والسياسي  ولا الكوميدي ولا التجاري ولا النخبوي فأي تفاعل سنحدثه إن كنا أصلا بلا مسرح

لقد أراد المخرج إيصال ثيمه أساسيه مفادها إن الخيانة هيا دمار الشعوب والممالك والدول فأهملت هنا رمز للخنوع والاستسلام فعمه استولى على عرش أبيه  بعد ان مات مسموما او مقتولا واستولى على أمه ..وصديقه خانه وكل شيا كان جميل تحول إلى قبيح فيقول في احد حواراته…ممن سأثر من عمي أو أمي أو صديقي فكلاهما أردوا تحطيمي…ان هاملت شوقي الخمري وعدنان ناشر لم يتغير فضل ذلك المتردد  المدمر من الداخل الغير غادر على إحداث أي تغير ..الممثلين جميعهم ارتدوا السواد والخشبة توشحه بالسواد والاحمرار بالون الدم فار العرض من البداية إلى النهاية والكل في دائرة يدور ولم يقدم العرض أي رواء أو حلول…فهل كانو منتظرين منا كمشاهدين إن نقدم لهم تلك الحلول ان نقول ما لم يقله هاملت على أساس المسرح التفاعلي

يا ساده لازلنا في طور المسرح الاجتماعي البسيط …لازال جمهورنا يتعلم أبجديات المسرح الدرامي الاجتماعي الذي يغيب عنه عشرات السنين فيظهر عرض أو عرضين ويغيب مرة أخرى ….عموما تريثوا واقتربوا بمسرحنا من معانتنا ولا تسرفوا  في نقل التجارب الحديثه ألينا لأننا بمسرحنا لازلنا نحبوا لنتلمس طريقنا …

 

التمثيل::خالد حمدان :وأمل إسماعيل.. عادل حبيشي .. وعادل العامري والمخرج عدنان ناشر /وسليمان الزبيدي كانوا جميعهم رائعين في  أدائهم يستحقون منا كل الحب والتقدير…واخير تحيه لمصمم الديكور العماري ولعازف الكمان  بموسيقاه  التأثيريه الحيه ولكل الطاقم التحيه

والمحبة والشكر والتقدير فالحديده تنزف دما في هذه الحرب الجائره وطاقم مسرحية هاملت ينزفون عوزا وفاقه ومعاناة وتشرد في عدن

 

المسرحية الثامنة((ميس)

تأليف هائل المذابي

إخراج احمد جباره

تمثيل وأداء وغناء فرقة المسرح الوطني ((تعز))

في حضرة جلالة الملكة ((ميس)) تخرس الألسن وتفقد الكلمات معانيها واعجز عن الحديث فيما يمكن إن أقول وماذا أقول عن هذه السيمفونية الرائعة التي عزفوها فرقة المسرح الوطني تعز بقيادة المستروا الأستاذ المخرج احمد جباره… إننا في هذا العمل نكتشف السخاء والعطاء لعرضهم الذي فضلوه على أنفسهم فأعطوه فأعطاهم وأشبعوه فأشبعنا وأمتعنا…لم يبخلوا عن عرضهم بشي وكانوا  فعلا رسلا للمحبة والسلام ..رسل الإبداع والفن القادمين من تعز العز والمحبة والوئام …فيستهلون عرضهم بأغنية البداية بآهات وهمهمات تهينا  للاستماع للحكاية حكاية ملكة تحكم بالحب والحكمة على الرغم من إغراءات الشيطان والشر في نفوس القوم إلا أنها تنتصر على شرهم بسماحة قلبها وبحبها لهم …فياتي الشعراء لمدحها فطلب إن يمدحون أولا شعبها…ومن خارج الأسوار يتربص الأعداء فيها ويجيشوا الطغيان والشيطان ضدها فتهزمهم ليس بصدهم بل بفتح أبواب المدينة لهم ومقابلة مدافعهم بالحب والورد ((قمة المثالية)) أيمكن إن يكون هذا ياجبارة؟؟

العرض::: أقولها بكل وضوح إن هذا العمل الاستعراضي الغنائي الشاعري المأسوي الكوميدي قد جمع فيه من الأفعال والدلالات مالم استطيع حصره وقراءته وسنبدأ من علامتين ايقونيتين لقمرين صناعيين يرقبونا على يسار ويمين المسرح تتوسطهم خارطة لشبه الجزيرة العربية ..فاتخذ من تلك العلامتين منبر للخطابة أحيانا ولاقطات للبث في أحيانا أخرى وحينما تدور هذه العلامات تتحول إلى عروش للملكة وأخوها الأمير  إما علامة  الوسط فقد حملها ثلاث دلالات الأولى خارطة شبه الجزيرة العربية والثانية عرش للملكة والثالثة حرائق ملتهبة  تعبر عن أهواء ومأرب الشيطان

شدنا المخرج بمفاجئته برشاقة استعراضه طوال العمل وكان الإدهاش والفرجة المسرحية

 سمه من سمات العرض الرئيسية ..فشوقنا وأضحكنا ونقلنا من مشهد إلى مشهد بلا عنا او تكلف  ..لم يختل ميزنسين العمل  لم تتعطل المايكات لم يتعثر الممثلين لم نعاتب التجهيزات والفنين ونتهمهم بالتقصير  لان طاقم مسرحية ميس كانوا بقدر المسئولية…كانوا فنانين محبين لعملهم لا لجيوبهم

الممثلين ::كانوا ممثلين بمفهوم الممثل الشامل يجيدون التمثيل والغناء والرقص أدهشوني بعذوبة أصواتهم وفصاحة نطقهم ورشاقة حركتهم…. والحديث عنهم يحتاج متسع ممن الوقت أو وقت أخر  تحية لطاقم العمل ولفرقة المسرح الوطني تعز تحيه من الأعماق لمدير مكتب الثقافة تعز وللأستاذ المخرج احمد جباره ولكل الفنين والمشتغلين في هذا العمل الإبداعي

تبدأ المسرحية بالدم وتنتهي بالدم وبين فعل الدم في البداية وفعل الدم نهاية المسرحية تتالى الإحداث ومن زفة اخو سالم  في بداية العرض الذي يسقط العريس مقتولا فيها تبدأ قصة الثار وتبرد قصة الحب…هذه القصة التراثية المستقاة من الموروث الشعبي الذي حاول مؤلف العمل  إن يعالج من خلالها مسالة الثار والتطرف الفكري والإصرار على الانتقام …

اعتمد المخرج في الربط بين المشاهد على الراوي على الرغم من خلو النص من هذه الخاصية إلا انه ابتدعها لعله يريد تحقيق فعل أخر أو تأثير من نوع جديد  قد يكون كسر حاجز الإيهام او منعنا من الاندماج في العرض أو انه أرد إن يوضح لنا خطورة المسالة بتعليقاته الجانبية او كانت له رؤية أخرى تتعلق بتكنيك الربط بين المشاهد لان استحداث الأغاني والرقصات في هذا العمل قد غيب الفعل الدرامي أو جزاءه مما يفقد المشاهد التركيز ويشتته ومن هنا ارتئ المخرج ان يتدخل كراوي  بعد كل رقصة أو أغنية يتدخل ليوضح ما سبق من فعل وأين توقف الفعل الدرامي انه يذكر فيه أحيانا ويهيئنا لما سيحصل مستقبلا… هذا الإجراء اعتبره البعض تقطيع للخط الدرامي المتصاعد وذبح للنص بينما أراه ممكنا طالما ونحن بصدد عرض مسرحي غنائي استعراضي راقص فان لم يفعل ذلك سيغيب الربط  بين المشاهد وتصبح مشاهد العرض جزر متباعدة من الصعب الربط بينها…بقي إن اقو ل ان الرقصات كانت جميله وبالذات رقصة الرمح والدرع  أو رقصة الحرب ولو كان اكتفى برقصتين وأغنيتين فقط لكان العرض أجمل وأكثر إمتاعا فعندما تتجاوز الرقصات والأغاني حدودها في العرض المسرحي تحتوي فعله وتغيب دلالته وتزحف على ثيمته الأساسية فتقتل إيقاعه ومع هذا فقد أمتعنا مخرجنا محمد الرخم بعرض البريئة او الدوداحية والفن تجارب ومحاولات ومن الجديد يخلق الابداع…تحية لطاقم العمل جميعا  واخص بالذكر الثنائي الناشئ أو الذين لأول مره يصعدون على خشبة المسرح الفنانة ألناشئه صمود اليافعي التي لأول مره تمثل وكان أدائها جيد وصوتها الغنائي جميل وعذب  وتحيه أيضا لاكرم المقطري  الذي كان تمثيله جميل  وسيكون أجمل لو كان خفف من نبرة التشنج تحية إجلال وتقدير لهامات التمثيل الأكاديمي والمتقن الممثل المبدع سمير سعيد والممثل المبدع محمد ناجي بن بريك وتحيه أخيرة للفنان الكوميدي عيدروس الذي أجاد دور الشر واعذره في أي هفوات كوميديه انزلق فيها فمن الصعب ان تطلب من ممثل كوميدي ان يكون جاد ومع هذا فقد أقنعني بشره وتفوق على كوميديته

تحية لكل من شارك بهذا العمل وشكر لمؤلفه  الأستاذ مختار المقطري  والشكر ايضا لقائد فريق هذا العمل الغنائي الاستعراضي الراقص المخرج محمد الرخم  وعلى الود والحب نلتقي

وادعوا محافظ عدن ومدير مكتب الثقافة ووكيل المحافظة إن يفكروا بإعادة عرض هذه المسرحيات وبالذات المحافظات القريبة من عدن والمسرحيات التي تخص عدن فيوم بالأسبوع يكفي لتقديم احد تلك العروض

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى