هل يشعر التحالف بأنه طعن من الشرعية؟

مقال لـ  أ.د فضل الربيعي *

دون شل الأزمة اليمنية لم تكن أزمة يمنية خالصة ، بل باتت أزمة إقليمية تتجاذبها أطراف دولية، وهذا لا يعني أن الداخل اليمني غير متواجد فيها. إلاّ أنَّ المتابع الحصيف ، والمتبصر سوف تشده ذهنيته إلى تجاوز سطحية التعاطي للأزمة من الداخل اليمني !
إذ لم نستطع حصر الأزمة بين طرفيها المعلنة وهم ( الشرعية الإنقلابيين)، لإنَّ حقائق الواقع تقول غير ذلك؟ حيث تتعدد أطرافها وتتقاطع مصالحهم وأجنداتهم السياسية وارتباطاتهم المتعددة بل والمزدوجة ، وذلك على المستويين الداخلي والخارجي معاً.
ملامح إرباك المشهد وتعقيدات الأزمة هو صفة لازمتها منذ الوهلة الأولى بغض النظر إنْ كان هذا الإرباك متعمد أو تلقائي إلا أنه حصيلة واقعية للأزمة، يدعم توجهات جديدة نحو رؤية الأطراف في حلها والواقع بين إحترافية الخارج ولاسيما المجتمع الدولي الذي يرى فيها آفقاً جديدة تتدرج نحن خدمة أجندته بالمنطقة. وبين برجماتية الأطراف الداخلية التي ترى فيها فرصاً آنية لتحقيق مكاسب شخصية يجنيها أُمراء الحرب وحلفائهم ، وهذا الموقف دون شك أبعدهم عن التفكير الاستراتيجي الموازي للتفكير الخارجي. وهنا تتضح الرؤية أكثر بين ذكاء وإحترافية الخارج وسذاجة وغباء الداخل حيث استطاع المبعوث الدولي عبر برنامجه الذي يعمل عليه منذ أكثر من سنة إذ جمع كل المعلومات بمنهجية احترافية من خلال تلك المقابلات التي أجراها مع عددٍ كبيرٍ من الأطراف اليمنية ، وعبر ورش العمل المختلفة التي استعان بها والتي تجري هنا وهناك ، فضلاً عن التصريحات والتلميحات التي كان يطلقها قبل لقاء سويسرا والسويد وتركيزه يهدف إدخال طرفي الصراع الأساسية المعلنة للجلوس والتفاهم معا مما يشكل مدخلاً نحو السير بالحل السياسي. بدءاً بالحديث عن قضايا محددة تتعلق بموضوع الحديدة وتبادل الأسرى
ويحملون رؤى متباعدة عندها إلاَّ أنَّ ما جرى كان مخالف لمنطق الأحداث وهو ما جعل من الشرعية أن تقر بشرعية الإنقلابيين وتفضل تسليمهم الحديدة بدلاً من أي طرف آخر … !!!؟
الحوثيون وحدهم استطاعوا إلى حد ما التمييز في المواقف والرؤى لكنهم لن ينجحوا بحسب ما يردون…
إذا هل نستطيع القول بانهم جميعاً أدخلوا اليمن وأزمته في التدويل… من خلال ذلك البيان الذكي جداً والذي قرأه كل طرف بأنه لصالحه …
سوف تأتي عملية السلام تبعاً كمدخل يعالج ما أفرزه مسرح عمليات الحرب من واقع على الأرض ..
هل يفهم جنوبيين الشرعية إلى أين ذاهبون بعد السويد ؟؟

*رئيس مركز مدار للدراسات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى