أبين.. خاصرة الجنوب ومحافظة التصالح والتسامح الجنوبي

كتب / عادل العبيدي :

ما زالوا يحاولون دس السم في العسل، عسى أن تشربه محافظة أبين، فتتهيأ لهم الظروف التي يحاولون صناعتها لضرب الجنوبيين بعضهم ببعض، عبر ما يكتبونه وينشرونه من أفكار ومفاهيم مغلوطة لبث وترسيخ ثقافة الكراهية بين أبناء محافظات الجنوب، حتى يتسنى للمشروع السياسي الإخواني الشمالي – الداعم لتلك الأقلام التي تربّت على زراعة الفتن، من الذين تم تخصيصهم على ذلك النوع من الكتابة والنشر – السيطرة على أرض الجنوب .

أبناء محافظة أبين الأبية أدركوا أن بداخل ذلك العسل المعروض عليهم ليشربوه سمًا مدسوسًا، فلم يتذوقوا منه نطفة واحدة، وها هم إلى اليوم ورغم تعمد سلطة شرعية الإخوان تصعيب ظروف حياتهم المعيشية يعلنون ولاءهم للانتقالي الجنوبي والثبات إلى جانبه حتى يتم تحقيق النصر العظيم في استعادة دولة الجنوب المستقلة.

المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي ومن منطلق أهمية موقع محافظة أبين كخاصرة لدولة الجنوب، ودور أبنائها الأبطال الذين كان لهم النصيب الأكبر في إنجاح مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي على مستوى كل محافظات الجنوب في فترة حركة النضال السلمي الجنوبي، لم يهمل أبين وأبناؤها، حيث جعل أكثر اتجاهات الانتقالي السياسية والعسكرية والأمنية تتجه نحو أبين، سواء كان ذلك عبر تكليف قيادة الانتقالي الجنوبي في المحافظة للقيام بمهامهم ومسؤولياتهم على أكمل وجه فيها، أو عبر إتاحة الفرصة للكثير من أبنائها المناضلين في مناصب قيادية عليا في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وفي مختلف هيئاته ودوائره، الذين وإلى جانب إخوانهم الجنوبيين الممثلين لكل محافظات الجنوب، كان لأبناء أبين دور ريادي في إبداء آرائهم النضالية وصناعة القرار السياسي العام للانتقالي الجنوبي ودعمه.

لماذا لم يقبل أبناء محافظة أبين تلك الدعوات المشوشة، والكتابات الناعقة في تحريضهم ضد المجلس الانتقالي الجنوبي؟

لأن الواقع السياسي والعسكري الموجود على الساحة الجنوبية واضح لهم وضوح الشمس، وهو أن هناك وعلى ذلك الواقع يوجد اتجاهان متضادان لا يمكن توحيدهما والجمع بينهما، حتى وإن كان ذلك تحت يافطة الدعوة إلى وحدة الجنوبيين، اتجاه سياسة الانتقالي الجنوبي المنتهجة النضال نحو استعادة الدولة الجنوبية، واتجاه ما تسمى الشرعية اليمنية الإخوانية المنتهجة سياسة الاستمرار في توجهها العدواني ضد الجنوب ومحاولة إعادة احتلاله، حتى وإن كان الموجودون على رأس سلطة الشرعية اليمنية الإخوانية هم من بعض الجنوبيين، إلا أنه لا يمكن التوافق بينهما في ظل تمسك أولئك الجنوبيين باليمننة واستمرار عدوانيتهم في دحر مشروع استقلال الجنوب .

أبناء محافظة أبين ومن خلال ما لديهم من خبرات وتجارب نضالية وعسكرية، وفهم غزير في السياسة، لا تستطيع أيٌّ من تلك الأباطيل المبثوثة خداعهم ومغالطتهم وسرقة بديهيتهم وفطنتهم، لهذا نجدهم وبكل ما أوتوا من قوة يقفون مع سياسة الانتقالي وإلى جانبه.

مواقف محافظة أبين كثيرة، أمام تلك المشاريع السياسية والعسكرية والأمنية التي حاولت استهداف خاصرتها الجنوبية وملامح حبها الشديد للتصالح والتسامح الجنوبي، حيث استطاعت هذه المحافظة الشجاعة الانتصار للجنوب ومشروعه الوطني في عودة السيادة الجنوبية المستقلة، في كثير من المنعطفات التي مر بها الجنوب، فقد استطاعت الانتصار ضد الجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش والإخوان، واستطاعت الانتصار للجنوب بالوقوف متوحدين ضد المشاريع السياسية التي حاولت جذب وإبعاد محافظة أبين وأبنائها عن محيطهم الجنوبي العام، كالتي سميت تحت يافطة تجمع قبائلهم، وكالتي سميت بالائتلاف الوطني الجنوبي، وكالتي سميت باسم شرعية الرئيس هادي، وكحرب خيبر في شقرة، وضد الكثير من المؤامرات التي جعلوا من أرض أبين منطلق لها ضد عدن خاصة والجنوب عامة.

صولوا وجولوا في بث ثقافة المناطقية والكراهية بين أبناء الشعب الجنوبي، لن ولن تجدوا من أبين غير التي وجدتم منها سابقا، وكلما زاد بثكم ذاك زادت أبين شدة عليكم وضدكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى