معركة وجود

كتب ـ محمد الغيثي

 

تأمين المنطقة من التهديدات “غير المسبوقة” لن يأتي عبر إجراءات قصيرة المدى وغير دقيقة، خاصة ان الوضع وعامل الوقت لا يحتملان (اجراء تجارب) غير مضمونة

ولا يمكن ان تكون المعركة “مجزأة المبادئ” فالحفاظ على الحلفاء يفترض أن يلغي التعامل مع “خصومهم”، والدفاع عن المشاريع السياسية في هذا الظرف لن ينجح من خلال محاولة استقطاب (أعداء) مرت على عملية تنشئتهم 90 عام .. ويكفي من الاستثمار الخاسر.

المعركة ليست معركة “مصالح وفقط” بل معركة “وجود” فيها تهديد كامل الأركان للأنظمة المستقرة في منطقتنا، أدواتها المال، والمدارس الفكرية، والإعلام، والحركات المسلحة، ولن تجدي سياسة الاحتواء معها نفعا، ما لم يكن هناك تقدم ملموس على نفس الأدوات، وبواسطة “كل الحلفاء”

ومن يحاول إقناع صناع القرار في المنطقة بالقبول بنتائج قاصرة، فهو يمهد لمرحلة قادمة، سيتشجع من خلالها أصحاب مشاريع أخرى “شبيهة بمشروع الحوثي” سيتشجعون لتهيئة أنفسهم لخوض التجربة أملاً في الحصول على نتائج شبيهة بنتيجة الحرب على ميليشيات الحوثي.. والقضاء على المشروعين بات ضرورة !

وقد استطاع هؤلاء (للأسف) ان يغيروا مفاهيم المعركة في اليمن، بطريقة ناعمة … مارسوا على دول التحالف كل أشكال “الابتزاز” السياسي والإعلامي والعسكري، وبالنهاية باتت جهود التحالف تسير نحو إصلاح ما يقوم هؤلاء بتعطيله، والمحصلة بالنهاية (الابتعاد عن الأهداف الرئيسية)

استهداف الجنوب، هو استهداف لأوراق القوة: باب المندب، وخطوط الملاحة البحرية، ومكافحة الإرهاب، وطريق الحرير، ومشروع الدول الحبيسة “هرمز”، وأبعاد الدين والثقافة والطائفة، والموقف، والقوة البشرية، وملفات أخرى .. ومن لا يستبسل بالدفاع عنها سيكون على رأس المتضررين (بل لقمة سائغة)

الوقوف على التفاصيل “مهم”، لكن تحديدها “أهم”،  ومن استطاع الحصول على (((سكوتك)))، حتى استهدف شبوة بدلا عن صنعاء، وأبين بدلا عن صعده، وابوظبي بدلاً عن طهران، والسيسي وحفتر بدلا عن اردوغان وخامنئي ..سيورطك.. وقد قيل ان قيادة التنظيم العالمي “معجبة” جدا جدا بسياسة “إخوان اليمن”

أخيرا، عامل الوقت ليس لصالحنا جميعا، ولديك 5 جبهات مفتوحة في الشرق الأوسط، وان تكون خجولا في عملية دعم حلفائك، سيقابل ذلك تقدم خصومك على حسابك.. بكل بساطة، ومساعدة حلفائك (دول او كيانات) يتضمن حماية جهودهم والبناء عليها وليس اضعافها او هدمها .. قال تعالى {ولا تقتلوا أنفسكم}

رأي شخصي، والله من وراء القصد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى