خميس .. ولكن !

الشاعر : رعد أمان

مــن الأيــام كـم يـحلو ( الـخميسُ )
وكـــم غـنّـوا لــه ، قـالـوا ( أنـيـسُ )

إذا هَــلَّ ( الـخـميسُ ) فـكلُّ شـيءٍ
جـمـيـلٌ ، والـمـنـى فَــرَحـاً تَـمـيسُ

فـفي ( عـدنٍ ) تـهيمُ الـروحُ نـشوى
إذا الـصـبحُ انـجـلى وبــدتْ شـموسُ

وفـي ( عـدنٍ ) تـرى الناسَ اعتراهم
مـــن الـحـاجـات مَــسٌّ أو مَـسـيسُ

فــذا فــي الـسـوق يـبـتاعُ الأمـانـي
وذاكَ بــجــيـبـه رقـــصَــتْ فـــلــوسُ

وذاكَ يــحـارُ فـــي الأســواق صـرفـاً
ومـــا يـحـويـهِ مـــن نــقـدٍ يـقـيسُ !

وحــتـى فـــي الـمـصالح لا ( دوامٌ )
وتـسـمعُ : قــد تـأخَّـرْنا ( فـحيسوا )

ويـزهـو الـفـلُّ فـي ( الأجـراز ) فـخراً
وتُـسْـتَـحلى ( الـحـلاوةُ والـهـريسُ )

وســـوقُ ( الـقـاتِ ) بـالـروَّاد يـغـلي
وتـحـمى فــي ( مـفارزِه ) الـوطيسُ

فـذا يبغي ( السمينَ ) وذاك يسعى
إلــى ( قَـطَـلٍ ) تـهـيمُ بــه الـنفوسُ

وأمّـــا ( الـمَـطْـوَلُ ) الـغـالـي غــزالٌ
يــغــازلُـهُ الــمــواطـنُ والــرئــيـسُ !

فــإنَّ ( الـشَّـكلَ ) مـنـه ضـعفُ عُـمْرٍ
وإنَّ ( الـكَـيْـفَ ) فـيـه ( لا يـخـيسُ )

( ودســتُ الـزربـيانِ ) جـلـيسُ قــومٍ
وكــلُّ الـخـير مــا أعـطـى الـجـليسُ

عـلـى ( مَــرَقٍ ) كــأنَّ الـلـحمَ فـيـه
إذا مـــــا زُفَّ بـــالأيــدي عــــروسُ !

( خميسُ ) الناس في ( عدنٍ ) حياةٌ
تــزيِّـنـهـا الــمـجـالـسُ والــطـقـوسُ

وفـيـهـا تـخـطرُ ( الأغـصـانُ ) وَلْـهـى
فـتـحـضـنُها وتـمـضُـغُها الــضُّـروسُ !

وكــلٌّ قـاتُـهُ فــي ( الـكـيس ) خَــوْدٌ
يـنـاجـيـها فــــلا يـعـلـو هَـسـيـسُ !

ولـــكــنْ لــسـتـمـو تــبــنـونَ عــــزّاً
إذا يـــا قـــومُ طـــالَ بــكـم جـلـوسُ

ولـيس الـمجدُ ( يُـقطفُ ) في كهوفٍ
ولــكــنْ نــحــوَهُ تــرقــى الــــرؤوسُ

نــصـحـتُ ، وإنــمــا أرجــــو صــلاحـاً
لــكـي لا يــدهـمَ الـلـيـلُ الـعَـبـوسُ

ألا قــومـوا انـهـضوا ، لا خـيـرَ فـيـكم
إذا قــــاتٌ تَـمَـلَّـكـكم و ( كــيـسُ ) !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى