تقرير خاص | وزراء في حكومة الشرعية اليمنية يقودون انقلابًا خفيًا على اتفاق الرياض

  • لم تمضي سوى بضعة أيام على توقيع اتفاق الرياض حتى قاد وزراء في حكومة الشرعية اليمنية انقلابًا مبطنًا على نصوصه بالمجاهرة بالعداء للتحالف العربي وللجنوب
  • مصادر سياسية أشارت إلى أن ما يقوم به الوزراء “الميسري و الجبواني وبن عطية ومن على شاكلتهم” هو شعور العاجز الذي لا يملك من أمره شيء بعد أن أقر اتفاق الرياض عدم مشاركة كل من ساهم في التحريض بالأحداث الأخيرة وبالتالي فقدهم لمناصبهم السياسية

 

عدن24 | خاص

دأب حزب الإصلاح الإرهابي على زرع العراقيل الإخوانية في طريق اتفاق الرياض  بأكثر من مسار، سواء عبر تحشيد مسلح بغية العدوان على الجنوب استمرارًا لخرق التهدئة، أو الإقدام على استفزازات ضد الجنوبيين عبر إزالة علم الجنوب من أعلى بعض المنشآت.

تصعيد إخواني آخر ضد اتفاق الرياض، تجلّى في تصريحات عدائية ضد الجنوب وضد التحالف العربي، من قِبل قادة بارزين في حكومة الشرعية ويتبعون حزب الإصلاح، وعلى رأسهم المدعو أحمد الميسري.

اتفاق الرياض ينص على تشكيل حكومة جديدة، ما يعني أنّ الميسري سيخسر منصبه، وهو ما قاد هذا الرجل المتطرف إلى تصعيد الخطاب العدائي ضد السعودية، بعدما ركَّز عداءه في وقتٍ سابق على تشويه الأدوار والجهود الإماراتية التي شهد بخيرها القاصي والداني.

صمت مريب

اللافت أنّ هجمة المدعو الميسري العدائية على السعودية قوبلت بصمت مريب من حكومة الشرعية، على الرغم من اعتباره أحد العناصر النافذة فيها، ما يعني أنّها توافق على “السفه” الذي يتبوأ بها الميسري ليل نهار.

الميسري الذي تورّط في قضايا فساد وله علاقات نافذة مع تنظيمات إرهابية وعلى رأسها داعش والقاعدة، يعتبر أحد الأذرع شديدة التطرف في معسكر الشرعية، ويدرك جيدًا أنّ دخول اتفاق الرياض حيز التنفيذ سيفقده منصبه على الفور.

إزاء ذلك، عمل المدعو الميسري ومن على شاكلته، مثل المدعو صالح الجبواني، على زرع المفخخات في مسار اتفاق الرياض، وحاولا العمل على إفشاله؛ تحقيقًا لمصالح حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية التي يستوجب قطعها على الفور.

انتهاكات متنوعة

ولا تتوقف انتهاكات مليشيات الإصلاح في شبوة والتي تتنوع ما بين الاختطاف والنهب والتخريب، في وقت يسعى التحالف العربي لتثبيت أركان اتفاق الرياض عبر بدء تنفيذ بنوده، فيما يبدو واضحًا أن استمرار تلك البؤرة قد يهدد استقرار الجنوب المنتظر بعد المفاوضات السياسية مع حكومة الشرعية والتي جرت في الرياض على مدار الشهرين الماضيين.

ويحاول الإصلاح أن يتخذ من شبوة رأس حربة لتنفيذ مخططاته الساعية لإفشال الاتفاق، ويعوّل على القوات العسكرية التابعة له والمحتلة للمحافظة منذ ثلاثة أشهر تقريباً، ويسعى أن يجعل تلك المنطقة بؤرةً يُجرى من خلالها تفريخ العناصر الإرهابية إلى أبين تارة وحضرموت تارة أخرى، ولا ينفصل عن محاولات زعزعة استقرار العاصمة عدن.

وقبل أيام أفصحت مصادر محلية في شبوة، عن استحداث المليشيات الإخوانية معسكرًا تدريبيًّا في منطقة بعيدة عن السكان في ساحل محافظة شبوة لتدريب عناصر جديدة تم استقطابها من محافظات الشمال.

يقع المعسكر في منطقة النقة بساحل شبوة، ويُسمى “معسكر النصر”، وقد أوضحت المصادر أنّه يتواجد فيه العشرات من المسلحين الذين يخضغون لتدريبات يومية، ويرجح أن يكون وجهتهم إلى أبين وعدن لافتعال فوضى أمنية.

وبحسب مصادر مطلعة فإنّ المليشيات الإخوانية تهدف من وراء تأسيس هذا المعسكر إلى ترقيم عناصر إرهابية إخوانية واعتبارهم قوات أمن رسميين وتمريرهم ضمن اتفاق الرياض، من أجل استهداف الجنوب في مرحلة لاحقة.

شبوة المحك

ويرى مراقبون أن المقاومة الجنوبية تدرك جيداً أن بقاء الأوضاع في شبوة على هذا الحال يشكل انتكاسة لاتفاق الرياض الذي حاز على رضىً دولي من جميع البلدان تقريباً، وبالتالي فإنه يتعامل بكل قوة مع أي محاولة تستهدف إثارة الفوضى.

وكشفت مصادر مطلعة عن تفاصيل جديدة بشأن القصف الذي شنته المقاومة الجنوبية على معسكر خمومة الذي تتمركز فيه عناصر تابعة لمليشيا الإخوان في مديرية مرخة بشبوة، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة 6 من عناصر مليشيا الإخوان بينهم قتيل من محافظة مأرب.

ولفتت المصادر ذاتها، إلى أن القتيل يدعى ناصر سالم المرادي، وجرى نقله على متن سيارة إلى محافظة مأرب، وأنه من بين المصابين شخصين، هما: أحمد عبدالهادي لكسر، وعلي اليويبي، وتم نقلهما بعد الإصابة إلى مستشفى عتق المركزي.

الجهود العسكرية تواكب معها جهود أخرى شعبية في محاولة لتضييق الحصار على العناصر الإخوانية الموجودة في المحافظة، وللتقليل من آثار تحركها باتجاه إفشال أي توافقات سياسية جرت في الجنوب.

رص الصفوف

ودعا أبناء محافظة شبوة المشاركون في أربعينية الشهيد سعيد تاجرة القميشي، كل الجنوبيين الذين يعادون القضية الجنوبية إلى العودة للصفوف، وطالبوا في الكلمة التي ألقاها الشيخ لحمر علي لسود العولقي نيابةً عنهم، الخميس الماضي، ما يسمى السلطة المحلية بسرعة الإفراج عن الأسرى والمختطفين لديها.

وشدد العولقي على أن أبناء شبوة سيعملون ما في وسعهم في سبيل إطلاق سراح جميع الأسرى، ولفت إلى أن المقاومة الجنوبية بشبوة ستبقى حريصة على رعاية أسر الشهداء، لأن أبناءهم هم الطريق السويّ الذي يسير عليه الجميع، موضحاً أن المقاومة تعد صمام الأمان للثورة الجنوبية ووريث الحراك الشعبي الجنوبي.

شرعية خارج السيطرة

وتبرهن تحركات عدد من وزراء الشرعية على أنهم يشكلون العائق الأول أمام تثبيت اتفاق الرياض وتنفيذه على أرض الواقع، ويبدو أن عدم قدرة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي السيطرة على كثير من وزراء حكومة الشرعية وتلقيهم لأوامر قطرية لإفشال الاتفاق، أدت إلى جملة من الخروقات التي تثبت غدر مليشيات الإصلاح التابعين لها.

وخلال الأيام الماضية أقدم عدد من وزراء الشرعية على الخروج عن التوافق السياسي الذي جرى من خلال اتفاق الرياض، وإن كان الأمر قد يبدو واضحاً بالنسبة لكلٍ من المدعو الجبواني والميسري فإن دخول وزراء آخرين على نفس الخط يبرهن على أن هناك اختراقاً لجهات خارجية تسيطر على الشرعية وتسيرها كيفما تشاء.

بن عطية على خطى الميسري

ويحشد وزير الأوقاف اليمني، المدعو أحمد عطية، بمحاضراته في معسكرات ميليشيا الإخوان، ضد التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي، ووصف – خلال لقائه قيادة وضباط وصف  وضباط المنطقة العسكرية السادسة – أبناء الجنوب بـ”المتمردين”، وهو ما يعد مخالفة لكل الاتفاقات التي جرت في الرياض على مدار الشهرين الماضيين.

وعلّق المدعو أحمد عطية على اتفاق الرياض من منظور الإصلاح الذي يركز على عدم إنشاء أي تشكيلات مسلحة خارج وزارتي الدفاع والداخلية، باعتبار أنه يهيمن عليهما ويُمنّي النفس بأن يستمر الوضع على ذلك لإطالة أمد الحرب أطول فترة ممكنة في ظل التحالف العلني مع المليشيات الحوثية.

وقال الناشط السياسي أحمد الربيزي: “علمنا من مصادر موثوقة في مدينة مأرب أن وزير الأوقاف اليمني الحالي أحمد عطية يلقي محاضرات تعبوية يومية، في معسكرات تابعة لمليشيات الإصلاح (إخوان اليمن) جوهرها التعبئة ضد التحالف العربي (المملكة والإمارات)، وضد ما يسميهم بـ(الانفصاليين) الجنوبيين في المجلس الانتقالي الجنوبي”.

وأضاف في تغريدة أخرى: “وقالت المصادر نفسها أن أغلب المساجد في مدينة مأرب اليمنية عند أداء الصلوات في المساجد التي يسيطر عليه أئمة تابعون للإخوان المسلمين يتم توجيههم بالقنوت، وخاصة في صلوات المغرب والعشاء، ويدعون جهاراً ضد التحالف العربي وضد اتفاق الرياض، ويدعون على المجلس الانتقالي الجنوبي بالزوال”.

قناعة تامة

فيما أكد الشاعر عبدالله الجعيدي، أن التحالف العربي وصل إلى قناعة بعدم جدوى حكومة الشرعية، وأنها سبب المآسي والنكبات والخلافات والإخفاقات والفساد، وأنه خلال السنوات الخمس الماضية حالها كمن يحرث في البحر وقريبا قد يغير التحلف من سياسة النفس الطويل مع تلك الشرعية ويُظهر العين الحمراء والوجه الآخر له.

ويرى مراقبون أنه لا يمكن للشرعية أن تساهم في إنجاح اتفاق الرياض الذي يدعو لمحاربة الفساد والدفع نحو التحرير وتشكيل حكومة من غير الملوثين، وهو ما يدفع أعضاءها إلى محاولة إفشاله بين الحين والآخر.

فيما قال المحلل السياسي الدكتور حسين لقور: “إن اتفاق الرياض سيُنفذ”. مشددًا على أنه من أراد عرقلة تحقيق بنوده لن يكون في مواجهة محبي السلام فقط بل في مواجهة التحالف العربي والمجتمع الدولي.

وكتب في تغريدة عبر “تويتر”: “الفشل ممنوع.. اتفاق الرياض سيُنفذ، ومن أراد عرقلة تحقيق بنوده لن يكون في مواجهة محبي السلام فقط بل في مواجهة التحالف والمجتمع الدولي”.

وأضاف: “تجار الحروب أُعطيت لهم خمس سنوات حوّلوا فيها دماء ضحايا هذه الحرب إلى أرصدة خاصة”. وتابع: “اليوم معركة فاصلة إما مصالح الناس أو بقاء غنائم تجار الحروب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى