خطوةٌ عملية نحو تقرير مصير الجنوب وانتصارٌ للمجلس الانتقالي الجنوبي

  • اتفاق الرياض يجعل الجنوب تحت حكم أهله
  • هاني مسهور: الجنوب لديه مجموعة من المهام الواجب اتخاذها بعد حسم اتفاق الرياض
  • مواطنون: عَبَرَ الانتقالي بأمان إلى منطقة العمل السياسي مسنوداً بواقعه العسكري والشعبي على الأرض
  • اتفاق الرياض وضع حجر الأساس لمشروع استعادة الدولة
  • راهن تنظيم الإخوان على الخلاف بين التحالف وشعب الجنوب ولكنهم فشلوا
  • أكاديمي: أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي نداً قوياً وممثلاً شرعياً للجنوب

 

عدن24 |خاص

اعتُبِر اتفاق الرياض – الذي سيتم التوقيع عليه بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية يوم غد الثلاثاء وسط حضور دولي كبير – خطوة جيدة حققها المجلس الانتقالي الجنوبي لصالح قضية شعب الجنوب في أحقيته باستعادة دولته كاملة السيادة، رغم الحملة الإعلامية الممولة من حزب الإصلاح الإرهابي لجهض الجهود المبذولة من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية، لإنجاح الحوار بين طرفي الخلاف “الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي”.

فقد وصفت تلك الأبواق الإعلامية المأجورة ذلك الاتفاق بأنه بيع للقضية الجنوبية، وأنه لا يصب في مصلحة الجميع محليا، كما اعتبروه يخدم ما أسموها أجندة الإمارات والسعودية في البلاد.

إلا أنه في لقاء صحفي أجرته الصحفية والكاتبة الإماراتية نورا المطيري مع القائد عيدروس الزبيدي قال فيه: “إن اتفاق الرياض لا يتعارض مع وثائق وأهداف المجلس الانتقالي الجنوبي، بل هو خطوة أساسية استراتيجية في قضية مصيرية ونحو تحقيق هذه الأهداف، ونحن قبل وأثناء وبعد الحوار لن نفرط أبداً في أهدافنا الوطنية المشروعة، والتزاماتنا تجاه شعبنا وتضحياته”.

فيما قال عضو هيئة رئاسة الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة أنه: “بعد التوقيع على اتفاق جدة، بات الانتقالي القوة الجنوبية سياسيًا وعسكريًا معترفًا بها إقليميًا ودوليًا، وكل ما سيبنى لاحقًا نحو الوصول إلى الحل النهائي واستعادة دولة الجنوب، سيكون مبنيًا على هذا الاعتراف الذي حاولت عدة قوى عرقلته؛ الأمور ستستقيم الآن في عدن ومحافظات الجنوب كافة”.

“الاتفاق”.. خطوة عملية

تحدث محللون سياسيون على أن اتفاق الرياض يعد خطوة عملية نحو تقرير مصير الجنوب، وجعله تحت حكم أهله، كما يعطي المجلس الانتقالي الجنوبي شرعية دولية نحو تحقيق أهداف قضيته واستعادة الدولة، حيث قال المحلل السياسي الأمريكي أندرو كوريبكو: “إن اتفاق السلام الذي ترعاه السعودية بين حكومة الشرعية اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي، والمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزُبيدي، يعد خطوة عملية نحو تقرير مصير الجنوب”.

وأضاف: “إن المجلس الانتقالي الجنوبي سيحصل على شرعية محلية ودولية لقضيته بعد إبرام اتفاق لتقاسم السلطة مع حكومة هادي كجزء من اتفاق سلام يهدف إلى إنهاء الغموض حول الوضع السياسي للجنوب بعد الأحداث المأساوية في أغسطس”.

وكتب أندرو كوريبكو في مقالة له: “إن الجنوب مستقل فعليًا حتى لو لم يتم الاعتراف به على هذا النحو” بعد التحرير الذي قام به المجلس الانتقالي الجنوبي لعدن منذ أكثر من شهرين، لكن الدولة الجنوبية اكتشفت الطريقة الصعبة التي كانت هناك في رسم حدود جغرافية سياسية حقيقية لمهمتها.

كذلك وصف الباحث والمحلل السياسي والرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط “أمجد طه” إعلان الشرعية موافقتها على توقيع اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي بأنه انتصار للجنوب وسقوط للإخوان ومشروع نظام قطر في اليمن، وانتصرت مناطق الجنوب المحررة وعلى رأسها عدن على المخططات الخبيثة.

ومن جهته قال المحلل السياسي الجنوبي هاني مسهور: “إن الجنوبيين ناضلوا لأجل الحصول على الحامل السياسي لقضيتهم منذ هزيمتهم في عام ١٩٩٤. وبتوقيع اتفاق الرياض يكون المجلس الانتقالي الجنوبي قد وضع القضية الجنوبية في موضع جدير بالتقدير، والأهم استيعاب المرحلة السياسية المقبلة بتحدياتها والبدء بضخ الكوادر السياسية والاقتصادية في كل المؤسسات”.

وقال أيضا: “إن اتفاق الرياض جاء لهيكلة الشرعية كخطوة أولى، ويجب أن تستكمل بإدراج الإخوان والحوثي كتنظيمات إرهابية، هذا هو المحك القادم الذي يدركه حزب الإصلاح، وأهمية إفشال الاتفاق ولو في مرحلة قادمة، فالمبادرة الخليجية أفشلها الإخوان بمحاولتهم اغتيال الرئيس صالح في جامع النهدين”.

فيما قال نائب رئيس الانتقالي هاني بن بريك: “إن التوقيع يُعد انتصاراً عظيماً للجنوب وأبنائه، فالجنوب كلما واجه محنة وتحدياً وقف محتمياً بأبنائه وحَوّل التحدي إلى فرصة.. الخير قادم والمستقبل أفضل والجنوب بيد أهله”.

وأضاف نائب رئيس الانتقالي: “سيدي الرئيس عيدروس الزبيدي أدرى منا جميعاً بمصلحة الجنوب، والتصالح والتسامح يبدأ مع رأس هرم الشرعية، وتفويت الفرصة على الإخونج وأنصارهم ممن يعيقون التسوية السياسة”.

حجر الأساس

لم يكن رأي الشارع الجنوبي ببعيد عن الرضا من اتفاق الرياض رغم عملية التشويه الممنهجة لبث الفتنة بين الجنوبيين والمجلس الانتقالي الجنوبي، ورغم أن بنود الاتفاق لم يُفصح عنها رسمياً، فقد قال المواطن عزوز باحسن: “إن الانتقالي عَبَرَ بأمان الى منطقة العمل السياسي مسنوداً بواقعه العسكري والشعبي على الأرض، فـ(جدة) أعادت ترتيب الأوضاع لتكون وفق واقعية مخرجات الحرب. الاتفاقية أعطت الانتقالي حق الفيتو على أي قرار قد تتخذه الشرعية، لذلك ناشطوهم يعزفون على نغمة (الانتقالي باع القضية بمنصب)”.

وقال يونس محسن: “إن اتفاق الرياض خطوة جبارة في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، واعتراف أن المجلس الانتقالي الجنوبي الممثل الوحيد للشعب الجنوبي رسمياً وتليها خطوات مستقبلية، حفظ الله قائد مسيرتنا عيدروس الزبيدي، وعاش الجنوب حرًا أبيًا بإذن الله”.

كذلك قال علي قدار: “الحمد لله وضع اتفاق الرياض حجر الأساس لمشروع استعادة الدولة، فعلى كل أبناء الجنوب الشرفاء الوقوف مع المجلس الانتقالي، الممثل الشرعي للجنوب، صفًا واحدًا في سلام أو حرب”.. كما قال سالم العمودي: “إنه إذا صحت هذه النقاط فهذا شيء طيب ومقبول”.

ومن جهته قال سعد الضالعي: “إن أهم نقاط الاتفاق هو خروج القوات الشمالية من الجنوب، وهذا يعد مكسبا كبيرا بحد ذاته”.

وقال نبيل الحريري: “إنه من خلال ما نتابعه عن الاتفاق نرى أن الأمور مبشرة بالخير”. كما قال زين اليافعي: “إذا صحت النقاط المسربة عن الاتفاق فهو انتصار عظيم يسير نحو تحقيق هدف استعادة الدولة”.

ومن جانبه قال غسان قائد: “إذا صح كل ماورد حول الاتفاق فهو لصالح الجنوب، وأهم بند فيه هو طرد القوات الشمالية من أرض الجنوب”.

“الحوار” انتصار للمجلس

اعتبر الكثيرون التوقيع على اتفاق الرياض نصراً حققه المجلس الانتقالي الجنوبي يصب في مصلحة القضية الجنوبية، فقد قال صالح سعيد: “إن هذا الاتفاق شيء جميل، إذا تم التوقيع عليه ستكون خطوة إيجابية للانتقالي”.

وقال جلال ناصر: “إذا كانت مخرجات حوار جدة بالشكل الذي خرج إلينا، فقد حقق المجلس الانتقالي الحد الأدنى للقضية الجنوبية، وهو مقبول شعبيا، وهذا متوقع؛ لأن كفة الانتقالي والشرعية على الأرض متوازية، ولا أحد يملك منهما القرار الأحادي لإملائه ولفرض قراراته على الطرف الآخر. كما أن الانتقالي حقق الكثير للشعب الجنوبي خلال فتره وجيزة عندما يقاس بالنسبة لأي مكون هلامي ولقياداته الذين أزعجونا عشرات السنوات، فالانتقالي لم يقصّر، ولولا خذلان بعض المشايخ في القبائل من شبوة وبعض ألويه النخبة، لما ذهب الانتقالي جدة ولفرض واقعاً على الأرض”.

ومن جهتها قالت أم نهى: “نحن لن نخذل الرئيس عيدورس وسنقول له: موافقون، فنحن نريد وطنًا جنوبيًا لا غير، ولا نريد حوارًا إلى ما لا نهاية، فبالتأكيد هم سيماطلون في تحرير الشمال حتى لا نستعيد دولتنا، ومكائدهم لن تنتهي، لأنه لم يعد لهم أمان، فنحن نحتاج لفترة بسيطة، من ثم يأخذ كلٌ منا بلده؛ لأننا قد تعبنا من هؤلاء، فقد آن الأوان للجنوبيين أن يعيشوا بسلام ويقطفوا ثمار جهدهم وتضحياتهم”.

فيما قال حسين اليافعي: “إن حوار جدة انتصار حقيقي للمجلس الانتقالي ولشعب الجنوب الذي فوّضه على المستوى المنظور والبعيد والمسودة التي يتم تداولها ليست المسودة التي سيتم التوقيع عليها، وسيتم نشر المسودة الأصلية التي تحتفظ بها المملكة بعد التوقيع عليها تحت إشراف وضمانات إقليمية ودولية”.

مصداقية الحليف

بقي المجلس الانتقالي الجنوبي الحليف الصادق لدول التحالف منذ تأسيسه، وهذا ما جعل الأشقاء في كلٍ من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك دول التحالف العربي، يضعون كامل ثقتهم بالمجلس وقياداته. حيث قالت أمل محمد: “راهن تنظيم الإخوان على الخلاف بين التحالف وشعب الجنوب، ولكنهم فشلوا في ذلك وسيفشلون، وذلك لأن التحالف العربي يدرك مدى مصداقية الحليف على الأرض، وعليه فإن اتفاق الرياض يعد انتصارا للجميع، ويعد ضربة قوية للتنظيمات الإرهابية مثل تنظيم الإخوان والحوثيين والقاعدة وداعش”.

ومن جهته قال الأكاديمي والكاتب في جامعة عدن بكلية التربية الأخ/ ردفان فارس العيسائي: “في اعتقادي، وحسب قراءتي لبنود الاتفاقية، فهي تعتبر انتصارا للمجلس الانتقالي، وكذلك تلبي تطلعات وآمال السواد الأعظم من أبناء الجنوب الذين خرجوا إلى ساحات النضال السلمي للبحث عن جنوب آمن ومستقل بعيداً عن حكم وصراعات القبيلة في الشمال”.

وأضاف: “هي أيضا تعد انتصارا للجنوب وللانتقالي بشكل خاص بمجرد دعوته لهذا الحوار النديّ بينه وبين الشرعية المتمثلة في سلطة صنعاء التي كانت قبل أشهر قليلة لا تعترف بوجود حتى مسمى (انتقالي) أو أي تمثيل لشعب الجنوب، واليوم أصبح المجلس الانتقالي نداً قوياً وممثلاً شرعياً للجنوب في كل المفاوضات القادمة بشأن مستقبل الجنوب وعلى مستوى الصعيد الداخلي والخارجي، وهذا بحد ذاته مكسب كبير حققه المجلس الانتقالي لكل القوى السياسية الجنوبية الساعية للاستقلال، وكذلك القضاء على الفساد والفاسدين ومراقبة مرافق الدولة الخدمية والحيوية التي عشعش فيها الفساد.. وكذلك عدم عسكرة المدن والدفع بالوحدات العسكرية إلى موقعها الأصلي، وهو تأمين الحدود ومواجهة المد الفارسي المتمثل بالحوثي وحلفائه”.

كذلك علق رئيس تحرير صحيفة السياسة وعميد الصحافة الكويتية أحمد الجارالله على اتفاق الرياض بين الانتقالي والشرعية، حيث قال: “إن الاتفاق الذي جاء بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي صيغته كانت وفق ما أراده أهل عدن وما باركته الإمارات وما سعت له السعودية وما رضي به أهل الشمال وأهل الجنوب”.

وتابع قائلا: “السعودية والإمارات فيها عقول تعرف كيف تتعامل مع العالم، فمحمد بن زايد ومحمد بن سلمان تعرضا لحرب إعلامية طاحنه لكنهم انتصروا”.

مهام الجنوب بعد التوقيع

أكد المحلل السياسي هاني مسهور، أن الجنوب لديه مجموعة من المهام الواجب اتخاذها بعد حسم اتفاق الرياض والتوقيع عليه، حيث قال: “إن الجنوبيين أمامهم استحقاقات سياسية وأمنية بعد اتفاق الرياض”.

وأشار إلى أن “مكافحة الإرهاب والسعي لحظر جماعة الإخوان والحوثيين، من أولويات الجنوب على كافة الأصعدة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى