حاضر مشترك.. ومستقبل آمن

 

  • حضور ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي توقيع اتفاق الرياض يبرهن المكانة التي وصل إليها الجنوب
  • غدًا الثلاثاء ٥ نوفمبر ٢٠١٩م ستجري مراسيم توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية الشرعية
  • برهن المسؤولون في الانتقالي الجنوبي على حسهم بالمسؤولية الوطنية واستطاعوا الوصول لاتفاق مشرف ضامن لمستقبل الجنوب
  • نائب الرئيس: نحن في الجنوب قيادةً وشعبًا اخترنا المشروع العربي بقيادة السعودية وسنمضي معها لتحقيق الأمن القومي العربي
  • الشرعية عبر حزب الإصلاح الإخواني تتواصل مع الدوحة وتُنفِّذ تعليماتها التي تستهدف التحالف العربي في المقام الأول
  • القوات الجنوبية سطَّرت الكثير من البطولات في مواجهة المليشيات الحوثية على أكثر من جبهة بينما “إخوان الشرعية” جمَّدوا الكثير من الجبهات وسلّموا مواقع استراتيجية للحوثيين
  • سياسي أمريكي: “اتفاق الرياض” خطوة عملية نحو تقرير مصير الجنوب

 

عدن24 | خاص

قال محمد آل جابر، سفير خادم الحرمين الشريفين والمشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، بأن مراسم توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي ستجري يوم غد الثلاثاء ٥ نوفمبر ٢٠١٩ بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – وحضور كل من: فخامة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وسمو ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.

وأشار مراقبون أن حضور ولي العهد السعودي وولي عهد أبوظبي التوقيع لاتفاق الرياض يبرهن المكانة التي وصل إليها الجنوب، ويدل على توجهات مستقبلية من شأنها تأسيس علاقات جنوبية سعودية إماراتية متينة ومستدامة في كل القضايا المشتركة، بما فيها مساندة حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.

وبرهن المسؤولون في الانتقالي الجنوبي على حسهم بالمسؤولية الوطنية واستطاعوا الوصول لاتفاق مشرف ضامن لمستقبل الجنوب، والذي من أهم ثماره السياسية الاعتراف الرسمي بالمجلس الانتقالي الجنوبي كطرف أساسي وشريك قوي مع التحالف العربي وفي أي تسوية سياسية نهائية، وهذا ما تتهرب منه مليشيات الإصلاح الإخونجية.

علاقات الأقوياء

وحمل اتفاق الرياض علاقات استراتيجية قوية ومتينة بين ثلاثي السلام (السعودية والإمارات والجنوب) هذه الدول الثلاث التي حمل أبناؤها معاً همّ الدفاع عن الأمة وعقيدتها الإسلامية، من التآمر الحاقد لقوى الشر من عينة قطر وتركيا وإيران.

وبرهنت التطورات المتلاحقة والمتسارعة، خلال الفترة الأخيرة، على أنّ الجنوب يقف في ميدان واحد مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إزاء التحديات الضخمة والمتسارعة على أكثر من جبهة.

تجلّى هذا الأمر جيدًا في تعامل القوات الجنوبية مع الاعتداءات الإخوانية المستعرة ضد الجنوب على أكثر من جبهة، والتي يردّ عليها الجنوب بضبط النفس، وهو ما عبّر عنه نائب رئيس المجلس “هاني بن بريك” الذي أكّد أنّ التزام القوات الجنوبية باتفاق الرياض وعدم الانجرار وراء الاستفزازات العسكرية التي تقوم بها حكومة الشرعية، إلى خيار المجلس بالمشروع العربي الذي تقوده وتتبناه السعودية، من خلال اتفاق الرياض المقرر توقعيه.

لا خوف بعد اليوم

كما أشار نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي “هاني بن بريك” في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” إلى أنه “بات غير خافٍ على أحد بعد أن اتضحت المشاريع: مشروع عربي بقيادة السعودية، وفارسي بقيادة إيران وبمال دولة قطر”.

مضيفا: “نحن في الجنوب قيادة وشعبًا اخترنا المشروع العربي بقيادة السعودية وسنمضي معها لتحقيق الأمن القومي العربي”.

وأضاف: “أدوات المشروع الفارسي – بالمال القطري – الجماعات الإرهابية وأمها جماعة الإخونج”.

اتفاق فضح المؤامرات

المحادثات التي جرت في مدينة جدة، والتي أفضت إلى اتفاق الرياض المنتظر التوقيع عليه، مثّلت نقطة كاشفة للمؤامرة الإخوانية على التحالف، ففي الوقت الذي برهن المجلس الانتقالي على تقديره للمملكة وانخراطه معها في محاربة الحوثيين فقد عملت حكومة الشرعية على إفشال هذه المحادثات بعدما امتنعت عن المشاركة في بادئ الأمر، ثم شاركت بشكل معلن وعملت على إفشالها بعدة مسارات.

حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، أظهرت كذلك معاداتها للتحالف العربي، بعدما ارتمت طوال السنوات الماضية في أحضان المليشيات الحوثية من جانب، كما عملت على عرقلة جهود المملكة العربية السعودية للتوقيع على اتفاق الرياض، بعدما ارتكبت الكثير من العراقيل، تمثّل أبرزها في التصعيد العسكري ضد الجنوب.

وبينما تقاطع السعودية، إلى جانب الإمارات ومصر والبحرين، دولة قطر بداعي دعمها للإرهاب، فإنّ “الشرعية” – عبر الجناح النافذ بها، وهو حزب الإصلاح الإخواني – تتواصل مع الدوحة، بل ويُنفِّذ إخوان الشرعية تعليماتها التي تستهدف التحالف العربي في المقام الأول.

بطولات على الأرض

على الأرض، فإنّ الميدان برهن كذلك على هذه الحقيقة، فالقوات الجنوبية سطَّرت الكثير من البطولات في مواجهة المليشيات الحوثية على أكثر من جبهة، بينما “إخوان الشرعية” جمَّدوا الكثير من الجبهات وسلّموا مواقع استراتيجية للحوثيين.

وتُشير كل هذه الحقائق إلى قرب الجنوب من التحالف في وضوح الرؤية المتعلقة بالحرب على المليشيات الحوثية، بالإضافة إلى مواجهة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان، المُصنّفة إرهابية لدى المملكة العربية السعودية أيضًا.

ناشطون يشيدون

وقال فهد طالب الشرفي: “سجل الجنوب وأهله موقفاً عظيماً في دحر المشروع الفارسي وأذنابه الحوثيين؛ ومازال، وسيظل هو عمق العروبة، ويجب الحفاظ عليه بعيداً عن سيطرة جماعات الكهنوت والظلام وسيكون بـ”اتفاق الرياض” منصة صلبة لتحرير ما تبقى من أرض يمنية تحت الاحتلال الحوثي بإذن الله تعالى. #الإمارات_السعودية_الجنوب”.

أما د. صدام عبدالله – الأكاديمي الجنوبي – فقال: “تحالف قوي ومتين بين #الإمارات_السعودية_الجنوب، أساسه الوفاء والإخلاص وتحقيق الأهداف على أرض الواقع من خلال طرد المليشيات الحوثية من الجنوب والمشاركة في تحرير الشمال عكس بعض القوى التي هدفها الابتزاز والغدر والجحود دون أي نتيجة على الواقع؛ خدمةً لقوى خارجية هدفها إفشال التحالف”.

الصحفي صالح أبو عوذل قال: “(اتفاق الرياض) يحارب الإرهاب ويوحد الجهود نحو انتصار مشروع التحالف العربي، فمن يغضبهم الاتفاق، لأنه يؤسس لمعركة اجتثاث للحوثيين والتنظيمات الإرهابية”.

مضيفا: “الجنوب، أصبح بعيداً عن قوى الإرهاب والابتزاز”.

النشاط السعودي أبو وليد الغامدي قال: “السعودية العظمى أرسلت (الصميل) على الأرض قبل الإعلان الرسمي لاتفاق الرياض لمعرفتها بحكومة الشرعية أنها إذا ما رأت (الصميل) فلا حوار ولا معاهدة ولا توقيع ينفع معها، خصوصا أن حزب الإصلاح الإخواني الشمالي مسيطر على مفاصلها من الألف إلى الياء”.

الناشط هاني مسهور قال: “تسجل الشعوب مواقفها من ملاحمها الخالدة وما عاصفة الحزم إلا ملحمة خضبت الدم السعودي والإماراتي والجنوبي بتراب عربي طاهر، تظل الملحمة العربية ميثاقًا سترويه أجيال لأجيال”.

وأكد مسهور أن الجنوبيين ناضلوا لأجل الحصول على الحامل السياسي لقضيتهم منذ هزيمتهم في ١٩٩٤.

وقال مسهور: “بتوقيع اتفاق الرياض يكون المجلس الانتقالي الجنوبي قد وضع القضية الجنوبية، في موضع جدير بالتقدير”.

وأضاف مسهور “إن الأهم استيعاب المرحلة السياسية المقبلة بتحدياتها والبدء بضخ الكوادر السياسية والاقتصادية في كل المؤسسات”.

الإعلامية الجنوبية ليلى بن بريك قالت: “لن ننسى من ضحى بحياته فداءً للعروبة ولدحر المشروع الفارسي من الجزيرة العربية، فأبناء الإمارات بمشاركة السعودية، وأبناء الجنوب قدموا أروع التضحيات، فهنيئاً لكم الشهادة يا أبطال”.

جمال بن عطّاف قال: “أظهرت الأيام الماضية أن #الإمارات_السعودية_الجنوب كتلة واحدة ضد كل مؤامرات الإخوان المسلمين والقاعدة وتجار الحروب والمصالح الضيقة داخل الشرعية”.

وأضاف: “لقد تبين كذب التصريحات غير المسؤولة والطائشة للخارجية والداخلية اليمنية، والتي استغلها وروّج لها خصوم التحالف العربي وأعداء الاستقرار”.

تنسيق يغيض الأعداء

ولم تكد تعلن دولة الإمارات العربية المتحدة، عن عودة قواتها العاملة في العاصمة عدن، حتى انفجر “إخوان الشرعية” فرحًا بهذا القرار، تعبيرًا على الحالة الجنونية التي تنتابهم من الدور العظيم الذي قدَّمته أبو ظبي على الأصعدة العسكرية والإغاثية والسياسية طوال السنوات الماضية.

الإعلان الإماراتي جاء على لسان القيادة العامة للقوات المسلحة التي أعلنت عودة قواتها العاملة في العاصمة عدن بعد إنجاز مهامها العسكرية المتمثلة في تحرير العاصمة عدن وتأمينها.

وقالت القيادة العسكرية الإماراتية، إنَّ عملية تسليم عدن إلى القوات السعودية واليمنية تمت بمسؤولية ووفقًا لاستراتيجية عسكرية ممنهجة.

بعيد هذا الإعلان، أعرب ذيول الإخوان النافذون في حكومة الشرعية، والذين تُحرِّكهم قطر وتركيا كـ”قطع دومينو”، فرحتهم بهذا القرار ثم استعرت هجماتهم، تعبيرًا عن الكم الكبير من الأحقاد التي ملأت قلوبهم ضد أبو ظبي.

هجوم غير مسبوق

الهجوم الإخواني المستعر على الإمارات يكشف على ما يبدو أنَّ أبو ظبي وقفت كشوكة في حلوقهم، نغَّصت عليهم تحركاتهم وأفشلت كل مؤامراتهم التي استهدفت التحالف العربي في المقام الأول وعملت على تفكيكه.

في المقابل، أشعل الجنوبيون ثورة شكر ووفاء لدولة الإمارات تقديرًا للجهود التي قدّمتها على مدار السنوات الماضية، والتي تطرَّقت إلى مختلف المجالات.

دولة الإمارات أسهمت عسكريًّا في تحرير أجزاء واسعة من اليمن وتطهيرها من مليشيا الحوثي، من خلال دعم المقاتلين وتجهيزهم وإسنادهم برًا وبحرًا وجوًا.

وسجلت الجبهات التي أشرفت عليها دولة الإمارات، بحسب مصادر عسكرية، انتصارات متسارعة وعلى أكثر من صعيد، إذ كانت البداية من العاصمة عدن في منتصف مايو 2015 عندما بدأت طلائع القوات الإماراتية تصل المدينة وتقاتل إلى جوار المقاومة الجنوبية لتحرير العاصمة عدن ثم تحرير لحج وأبين وصولًا إلى الساحل الغربي والحديدة.

القوات الإماراتية كان لها كذلك دور بارز في إعادة ترتيب صفوف المقاومة الجنوبية وتسليحها ودعمها وتشكيل الألوية العسكرية، وهو الأمر الذي سهّل تحرير محافظات الجنوب وباب المندب وسد مأرب وصولًا إلى المخا وتلاها مدينة الحديدة.

وخلال معارك دحر المليشيات الحوثية، قدّمت الإمارات تضحيات جسمية واستشهد عددٌ من جنودها البواسل في هذه المعارك، ولم يقتصر الأمر على تحرير المحافظات من مليشيا الحوثي، بل كانت المهمة الأصعب هي تأمين المحافظات المحررة وتطهيرها من الجماعات الإرهابية.

وفي هذا الجانب، لعبت الإمارات دورًا محوريًّا بدعم قوات خاصة لتأمين محافظات الجنوب وتطهيرها من عناصر القاعدة وداعش.

وشهدت محافظات الجنوب تراجعًا كبيرًا لتواجد الجماعات الإرهابية فيها، إذ تمّ طرد تنظيم القاعدة من مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، بالإضافة إلى مطاردة فلول التنظيم في شبوة ولحج وأبين والعاصمة عدن، وهو ما ساهم في تراجع رقعة سيطرة الجماعات الإرهابية وانعكس بشكل إيجابي على الأمن في المحافظات المحررة بتراجع العمليات الإرهابية بنسبة تصل إلى أكثر من 90%.

ولم يقتصر دور الإمارات على العمليات العسكرية، بل كانت بنفس الوقت ومنذ بداية عاصفة الحزم تقوم بدور إنساني كبير لإنقاذ المدنيين والتخفيف من معاناتهم وعلى مسارات مختلفة، حيث ساهمت، ومن خلال أذرعها الإنسانية المتمثلة في هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة خليفة بن زايد، بإغاثة المواطنين، وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة منذ الساعات الأولى لتحريرها.

واتبعت دولة الإمارات استراتيجية واضحة في العمل الإغاثي والإنساني تمثلت في تكثيف نشاطها وجهودها منذ اللحظات الأولى لتحرير المحافظات ودحر عناصر المليشيا الحوثية منها.

هذه الاستراتيجية التي بدأتها الإمارات في العاصمة عدن امتدت اليوم لتصل إلى الحديدة، حيث كثّفت هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد جهودهما ليس فقط لإغاثة أبناء المحافظات المحررة، بل لتطبيع الحياة في هذه المحافظات من خلال دعم القطاعات الخدمية الأساسية كالكهرباء والماء وقطاعي الصحة والتعليم.

وساهمت هذه الجهود في استقرار المناطق المحررة وعودة الحياة فيها إلى طبيعتها، رغم محاولات بعض القوى السياسية الانتهازية تعطيل تلك الجهود أو التقليل منها.

كل هذه الجهود الإماراتية المقدرة، يبدو أنّها لم ترق إلى “إخوان الشرعية” الذين عملوا ليل نهار على تشويه دور أبوظبي، ووجّهوا إليها الكثير من الافتراءات والأكاذيب، في محاولة لتفكيك التحالف العربي؛ تنفيذًا لمؤامرة قطرية وتركية.

الإخوان.. إرهاب بلباس الشرعية

وبرهن حزب الإصلاح الإخواني بممارساته الإرهابية، على أنّ بقاءه في حكومة الشرعية ونفوذه المتوغل أمرٌ يمثل قنبلة بارود متجدّدة الانفجار، يدفع ثمنها التحالف العربي.

وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، توارى حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية في اليمن، وراء عباءة “الشرعية”، لكنّه في الحقيقة ارتمى في أحضان الانقلابيين، وطعن التحالف العربي من الظهر على الرغم من الدعم الهائل الذي قدّمه التحالف لهذه الحكومة.

وبينما كان من المنتظر التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، صباح أمس الخميس، ليكون الخطوة الأولى على طريق ضبط مسار الحرب على الحوثيين، إلا أنَّ عراقيل إخوانية حالت دون إتمام هذه الخطوة، ما كشف النقاب عن إجرام هذا الفصيل.

العراقيل الإخوانية السياسية تزامن معها تصعيد عسكري على الأرض، بهجوم إرهابي غادر شنّته المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، مدعومة بعناصر من تنظيم القاعدة، على محافظة أبين، في تصعيد فضح النوايا المفخخة لحزب الإصلاح الهادف إلى عرقلة هذا المسار.

وهناك الكثير من الأسباب التي تدفع “الإصلاح” لإفشال اتفاق الرياض، أهمها أنّه يقضي على مستقبل نفوذه في الحكومة، كما أنّه يضبط مسار الحرب على الحوثيين، وهو ما يعتبر ضربة قاسمة للحزب الإخواني الذي ارتمى في أحضان الانقلابيين فاتفقت مصالحهما على الأرض، وبالتالي يمثّل استمرار الحرب أمرًا مهمًا لهما.

وإزاء العراقيل الإخوانية المستمرة لإفشال اتفاق الرياض، فإنّه بات من الضروري العمل وبشكل فوري على استئصال نفوذ “الإصلاح” سواء من الحكومة سياسيًّا، أو من الجبهات، لا سيّما أنّ الحزب ضمّ الكثير من عناصره لما أسماه بـ”الجيش الوطني”، وبالتالي فإنّ استمراره سيُمثّل الكثير من الخطر في الحرب على الحوثيين.

وتضمَّن الاتفاق في أحد بنوده تشكيل حكومة كفاءات، وهو ما يمثّل صفعة سياسية قاسمة لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي الذي استطاع على مدار سنوات أن يخترق حكومة الشرعية وينخر في عظامها كسرطانٍ خبيث، ارتكب الكثير والكثير من المؤامرات.

ولجأ حزب الإصلاح إلى الدولتين اللتين تحتضنان إرهابه، وهما قطر وتركيا، وعمل على تكثيف أعماله التي تستهدف تفكيك التحالف العربي على النحو الذي يخدم المليشيات الحوثية، وهو ما تجلّى في لقاءات وتحرُّكات زادت من معدل العداء للتحالف وضد الجنوب أيضًا.

وتوارى قادة حزب الإصلاح الإخواني وراء عباءة الشرعية، في وقتٍ عملوا فيه على تكثيف تقاربهم مع المليشيات الحوثية من جانبٍ وكذا تنظيمات إرهابية أخرى من جانب آخر، في تحركات كان الهدف النهائي لها هو عرقلة التوقيع على اتفاق الرياض، الذي كان من المنتظر أن يتم التوقيع عليه صباح الخميس الماضي.

اللافت أنّ هجوم المليشيات الإخوانية الأخير في محافظة أبين تزامن مع أكبر هجوم للمليشيات الحوثية على محافظة الضالع، والذي سطّرت فيه القوات الجنوبية بطولات ملحمية وتمكَّنت من صد المهاجمين، إلا أنّ هذا التزامن فضح تنسيقًا (إخوانيًّا – حوثيًّا) استهدف النيل من الجنوب وأمنه واستقراره.

وإزاء هذه التحديات الضخمة، فإنّ القيادة الجنوبية لن تترك الوطن أمام هذه المؤامرات التي تُحاك ضده، وهو ما عبّر عنه نائب رئيس الانتقالي هاني بن بريك برسالة مختصرة موجزة شافية قال فيها: “الشعب الجنوبي جاهز لكل الاحتمالات”.

قوات جنوبية رادعة

الجنوب يملك قوة ردع، جاهزة على مدار الوقت أن تتصدَّى لكافة الأعداء الذين يتربصون بأرضه وشعبه وأمنه، وتجلّى ذلك في بطولات القوات الجنوبية أمام المليشيات الحوثية من جانب، وأمام نظيرتها الإخوانية من جانب آخر.

ولعل الرسالة التي لم تفهمها المليشيات الإخوانية التي يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، أنّ مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في اجتماعات جدة، عبَّرت عن خوف أو على الأقل عدم رغبة في أي مواجهة عسكرية، لكنّ الوقائع على الأرض تُفضي إلى غير ذلك.

وعلى الرغم من ضخامة التحديات الراهنة وتكالب الكثير من الأعداء على الجنوب، إلا أنّ إحدى أكثر النقاط المضيئة والتي ستُسطر بأحرف من نور في التاريخ، هي التلاحم غير المسبوق بين أضلاع المثلث الجنوبي، وهي: الشعب الواعي بقضيته، والقيادة المحنكة سياسيًّا، والقوات المسلحة الجنوبية التي ترسم أعظم اللوحات العسكرية في ميادين الدفاع عن الوطن، وهو تلاحم لا شك أنّه سيتم البناء عليه في مرحلة ما بعد اتفاق الرياض.

قيادة سياسية واعية

الجنوب يملك قيادة سياسية واعية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على كاهله مسؤولية الحلم الجنوبي الكبير، وهو استرداد الدولة وتحريرها سواء من الاستهداف الحوثي أو الاستهداف الإخواني، وقد كان المجلس عند المأمول منه بعد مشاركته الفعالة في المحادثات التي أفضت إلى اتفاق جدة مع حكومة الشرعية.

ونجح المجلس في نقل القضية الجنوبية إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، كما استطاع أيضًا أن يجعل الجنوب جزءًا من الحل السياسي الشامل، مما سيضع الحلم الجنوبي على الطاولة، وصولًا إلى اتخاذ خطوات فاعلة على الأرض من أجل تحقيق هذا المطلب الشعبي العام، المتمثّل في فك الارتباط عن الشمال.

“الضلع الثاني” في مثلث القوة الجنوبي يتمثَّل بالقوات المسلحة الجنوبية، أسود الميدان الذين كانوا على قدر المسؤولية، سواء في مواجهة العدو الحوثي أو العدو الإخواني، وهما عدوَّان استهدفا السيطرة على الجنوب واحتلال أراضيه.

القوات المسلحة الجنوبية استطاعت على مدار سنوات أن تدحر المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية، لتؤكّد أنّ للجنوب درعًا يحمي الأرض وسيفًا يصون أمن الوطن، وقد أثبتت القوات الجنوبية عن شراكتها مع التحالف العربي في الحرب على المليشيات الحوثية، على عكس حزب الإصلاح المخترِق لحكومة الشرعية، والذي ارتمى في أحضان المليشيات وكبّد التحالف تأخُّر حسم الحرب.

الضلع الثالث وهو الأهم في “مثلث القوة”، وهو وعي الشعب الجنوبي والتفافه حول قيادته السياسية وإدراكه لحجم التحديات الراهنة، وهو على استعداد تام لتقديم كل التضحيات فداءً لوطنه وتحقيقًا لحلمه الكبير.

نحو تقرير المصير

وقال محلل سياسي أمريكي: “إن اتفاق السلام الذي ترعاه السعودية بين حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، يعد خطوة عملية نحو تقرير مصير الجنوب”.

ونقلت صحيفة “ميلة تايمز” الهندية عن أندرو كوريبكو، وهو محلل ومعلق سياسي أمريكي: “إن المجلس الانتقالي الجنوبي سيحصل على شرعية محلية ودولية لقضيته بعد إبرام اتفاق لتقاسم السلطة مع حكومة هادي كجزء من اتفاق سلام يهدف إلى إنهاء الغموض حول الوضع السياسي لجنوب اليمن بعد الأحداث المأساوية في أغسطس”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى