تعز اليمنية.. عبث الإخوان يواجَه بحملة شعبية “كفى صمتًا”

عدن24 | خاص

 قال الناشط اليمني رامز الشراحي: “إن حزب الإصلاح، التابع لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، منح 3.070 رتبةً عسكريةً بين ”ملازم ورائد وعقيد“ لشخصيات ليس لها علاقة بالحرب، في محافظة تعز”. وأشار الشارحي، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك“، إلى أن الرُتَب جاءت ”بمجرد توصيات حزبية لجماعة استغلت ظروف الحرب لترقية أفرادها، في عمل يُشبه تمامًا تصرفات الجماعة التي انقلبت على الدولة“، في إشارة إلى جماعة الحوثي. ويعد الشارحي أحد قادة حملة ”كفى صمتًا“، الهادفة إلى كشف فساد الإخوان في تعز، من خلال نشر معلومات وأرقام ووثائق تكشف حجم العبث والفساد الذي يمارسه قادة حزب الإصلاح الإخواني في مدينة تعز المحاصرة من قبل جماعة الحوثي للعام الخامس على التوالي، وفق بيانات الحملة.

وشهدت مدينة تعز، الأسبوع الماضي، تظاهرة شعبية شارك فيها الآلاف من أبناء المدينة، طالبوا خلالها بإنهاء هيمنة قادة عسكريين مدنيين ينتمون لحزب الإصلاح على مفاصل السلطة في محافظة تعز، بسبب ما قالوا إنه ”تفاقم لحالة الفساد الذي ضرب المؤسسات الحكومية والخدمية وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية والأمنية“.

مؤامرة تستهدف الجنوب

وما أقدم عليه حزب الإصلاح من توزيع هذه الرُتب والترقيات يأتي ضمن مؤامرته التي تستهدف الجنوب من جانب وتوسيع دوائر نفوذه من جانب آخر.

ويتقاضى أولئك الجنود اليمنيون رواتب بعدما عملوا في وقتٍ سابق في مهنة التعليم، وضمَّهم لما يُسمى “الجيش الوطني”، وهو عبارة عن قوات تابعة لحزب الإصلاح الإرهابي، ضم إليها عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش.

مصادر مطلعة كشفت أنّ معظم المعلمين المُعيَّنين تمَّ إلحاقهم في اللواء الرابع احتياط بمديرية قعطبة الذي يقوده معلمٌ كان في مديرية السدة يدعى “فضل عبدالرب”، وهو أحد أذرع الإهابي علي محسن الأحمر، ويضم أعدادًا كبيرة أصبحت لديهم رتب عسكرية مختلفة، وتم التسجيل من داخل مقرات حزب الإصلاح الإخواني، ومثله اللواء83 مدفعية الذي يسيطرون على مفاصله، وكذا الشرطة العسكرية.

وتقول المصادر إنّ هذا العبث الإخواني أدّى إلى عجزٍ في الكادر التعليمي بعدما تحوَّل المعلمون إلى حَمَلة سلاح في صفوف المليشيات الإخوانية.

ولا يمكن فصل هذه الواقعة عن الفساد الذي يمارسه حزب الإصلاح على أكثر من صعيد، وذلك بغية السيطرة على مفاصل الأمور وتوسعة نفوذه بشكل كبير على الأرض.

وما يُسمى “الجيش الوطني” هو مجرد شعار لفصائل موالية لحزب الإصلاح، ألحق إليه الحزب الإخواني الكثير من العناصر الإرهابية والمتطرفة، وعلى رأسها تنظيمَي القاعدة وداعش.

ويمثل الكم الأكبر من هذه القوات، عناصر من “الإصلاح” من أجل أن يضمن الحزب الإخواني السيطرة على مفاصله، وتحريكها كما يحلو له وبما يتفق مع مخططاته الإرهابية على مدار الوقت.

ويُحرك “الإصلاح” مليشياته الإرهابية ضد الجنوب، بغية إشعال الفوضى على أراضيه والنيل من أمنه واستقراره، وتجلّى ذلك في الهجوم الإرهابي الخميس الماضي على محافظة أبين، والتي كشفت مصادر أنّه شهد مشاركة عناصر من القاعدة وداعش إلى جانب المليشيات الإخوانية.

تبادل أدوار

العلاقات بين المليشيات الإخوانية – التابعة لحكومة الشرعية – وتنظيم القاعدة، كثيرًا ما فُضِح أمرها، ويقود هذه العلاقات الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر “الشرعية”، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويتولى التنسيق في علاقات الإخوان والقاعدة.

حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة وهو ما يؤكد العلاقة القوية بين محسن الأحمر وتنظيم القاعدة وخصوصا في عام 2017.

وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.

وفي يناير 2018، كشف الباحث الأمريكي بيتر ساليسبري، في دراسة نشرها معهد الخليج للدراسات ومقره واشنطن، أنّ محسن صالح الأحمر يعتبر لاعبًا مؤثرًا في شبكة من الجماعات القبلية والإسلامية، التي مركز ثقلها هو حزب الإصلاح، كما أنه متهم بالمساعدة في رعاية المجموعات المسلحة التي أصبحت في نهاية المطاف “تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية”.

وتقول الدراسة: “الأحمر تمكَّن من تقديم نفسه على أنَّه آخر أمل لتحقيق النصر العسكري ضد الحوثيين، وكخط دفاع أخير عن اليمن، وفي حال تمكنه من تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، فقد يكون قادرًا على الانطلاق مرتكزا على منصبه الحالي ليهندس لنفسه عودةً غير متوقعة إلى السلطة”.

تشكيل «جيش إخواني»

وعمدت جماعة الإخوان إلى تشكيل ميليشيات خاصة أسمتها «الحشد الشعبي» في أواخر مارس الماضي، ومقرها محافظة تعز، حيث بدأت عملية تخريج هذه القوات بخمس دفعات عسكرية تضم أكثر من خمسة آلاف جندي تم تجميعهم بناءً على انتماءاتهم لجماعة الإخوان، تلتها دفعات أخرى لم يتم الإعلان عنها.

وتحدث مصدر عسكري مطّلع عن تدريبات مكثفة تلقتها هذه القوات التي تدربت على خطط المداهمات وتسلق المباني، وعمليات الاقتحام والتسلل والاستطلاع، كما أنها خضعت لدورات ثقافية ومحاضرات تحكي مسيرة الإخوان في اليمن والمنطقة باعتبارهم «قادة ملهمين» كما يروّج أتباعهم.

وذكر المصدر أن هذه الميليشيا يقودها عملياتياً القيادي في جماعة الإخوان عبده حمود الصغير، وهو أستاذ تربوي قلّدته الجماعة منصباً قيادياً ومنحته رتبة عقيد لكونه من أتباعها، ويتزعم الميليشيا القائد العسكري العام للإخوان في تعز عبده فرحان المخلافي، المعين أيضاً مستشاراً في قيادة محور تعز بإيعاز من القيادي الإخواني علي محسن الأحمر، الذي يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية.

وأكد المصدر أن إجمالي ما تم إنفاقه على هذه الميليشيات حتى الآن بلغ أكثر من ثلاثة مليارات ريال يمني سُلبت من ميزانيات الجيش الوطني وسُخّرت في خدمة هذه الميليشيا، إضافة إلى ميزانيات أخرى تُقدَّم من قطر عبر وسطاء سريين. وأضاف المصدر أن هذه الميليشيات تحظى بتسليح كبير يتم نهبه من الدعم الذي يقدمه التحالف للقوات الداعمة للشرعية، ويتم تأهيلها في معسكر تدريبي بمنطقة يفرس جبل حبشي غرب المحافظة.

وبدأت هذه القوات بعد أسبوع واحد من تشكيلها شن هجمات على المدنيين في «المدينة القديمة» وسط تعز، ما تسبب بمقتل وإصابة العشرات من الأبرياء وإحداث دمار في المنازل والمؤسسات، وتهجير المئات من السكان الأصليين في المدينة بعد اتهامهم بأنهم «خارجون عن القانون».

ويذكر المصدر أن هذه الكتائب، هي: كتيبة الحسن بن علي، كتبة محمد فرحان، كتيبة عزام فرحان، كتائب عبد حمود الصغير، كتائب غدر، كتائب غزوان، إضافة إلى أربع كتائب أخرى يقودها كل: من وهيب الهوري، ويحيى الريمي، وتوفيق عبدالملك، وهي من أكبر الكتائب تدريباً وتسليحاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى