برعاية السعودية والإمارات.. “اتفاق الرياض” تخلص من حقبة الحكومة اليمنية المرتبطة بالإرهاب وفق استراتيجية دولية” تقرير”

عدن24 ـ متابعات

أنهى اتفاق الرياض الذي اقيم برعاية سعودية ومشاركة إماراتية حقبة مريرة وعائق كبير من عوائق السلام وايقاف الحرب في اليمن وتغول تجار الحروب والجماعات الارهابية عبر الاخوان المسلمين داخل سلطة الرئيس اليمني المفترض عنه رئيس شرعي مدعوم دوليا.

وفرضت حالة العجز الدولي في اليمن خلال الفترة الماضية ضرورة التغيير العميق في التوجهات الدولية تجاه الملف اليمني الذي ظل المجتمع الدولي يتعامل معه بجمود في إطار دبلوماسي لم يفضي إلا لمزيد من الأزمة وتعطيل كل مسارات وسبل السلام في اليمن .

وينظر المجتمع الدولي الى الشرعية اليمنية بكونها سلطة ضعيفة ومنتهية ضمنياً وحان وقت تغيير المشهد باليمن بعد نضوج المسار السياسي لقوة جنوبية صاعدة وانخراطها في عملية السلام باليمن.

اتفاق الرياض.:

ونجح اتفاق الرياض بتقليص صلاحيات الشرعية لصالح المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اتفقت قوى دولية على دعمه وجعله بمصاف قيادة دولة وطرف شرعي من خلال عملية تدريجية انتجها اتفاق الرياض وهو ما يتناسب والتوجهات الدولية الجديدة.

ويعد اتفاق الرياض الذي رعته المملكة العربية السعودية هو بداية الطريق وفتح افاق خطوات جديدة تنقل المشهد باليمن الى حالة العمل الدولي بدلاً من الركود والابقاء على مسار الاحداث والحرب كما هو خلال خمس سنوات، إذ ان نتائج الحرب في اليمن منذ اطلاق عاصفة الحزم أظهرت قوى جديدة وفاعلة يجب التعامل معها وخاصة في جنوب اليمن .

ويمثل المجلس الانتقالي الجنوبي بحسب توجهات دولية ركيزة اساسية من ركائز دعم السلام وحمل القضية الجنوبية التي تعد أبرز القضايا في البلد الذي يشهد حرباً منذ خمس سنوات هي الثانية بعد الحرب الاولى في العام 1994 والتي افضت الى واقع مؤقت استمر لسنوات مليء بفشل الوحدة اليمنية التي لم تقم على اسس صحيحة وأدت الى مطالبة شعب جنوب اليمن باستعادة دولتهم وانهاء تلك الوحدة .

ويمضي اتفاق الرياض بالمشهد السياسي في اليمن على مسارين موازين يتمثلان في مسار جنوبي يقابله مسار شمالي سيفضيان وفق الخطة الدولية الى حلحلة الاوضاع والدخول في مفاوضات ندية بين الجانبين الذين يمثلان الوحدة اليمنية ما تشكله من عجز ومشكلة هي الاكبر والاخطر على مستقبل ومصير الشمال والجنوب.

وقال  السياسي الخليجي الكبير وزير الاعلام الكويتي السابق ان دول التحالف العربي حققت هدفها الرئيسي في التصدي لإيران باليمن، ويتوجب اليوم دعم استقلال الجنوب، فالشرعية السياسية ليست أبدية، وأن الرئيس عبدربه منصور هادي- وإن تمتع بالشرعية- فهو لا يتمتع بالشعبية، وعلينا أن نتذكر حقيقة لا يمكن القفز عليها وهي أن اليمن لم يكن موحداً طيلة تاريخه، والوحدة التي فرضها علي عبدالله صالح بالقوة عام 1994 لا يعتد بها، فالوحدة لا تفرض فرضاً، بل تتم طوعاً واختياراً.

وأكد  السياسي ” سعد طفلة بن العجمي ” بصحيفة (إندبندت عربية):  اليوم وبعد أن مرت أكثر من أربع سنوات ونصف على الحملة التي تبدلت من عاصفة للحزم إلى حملة لإعادة الأمل، فإننا مطالبون جميعاً بإعادة التفكير في ما تحقق وما لم يتحقق وما لا يمكن له أن يتحقق. فلقد خلقت تطورات الأوضاع واقعاً جديداً ومختلفاً عما كان عليه الوضع .

خطة دولية شاملة:

شهدت شؤون اليمن حراك دولي مكثف على مستوى صناع القرار الدولي بمعية ممثلين عن دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية لبحث مخارج في اليمن بعد ان تلاشى دور الحكومة اليمنية والتي اضحت عاجزة عن النهوض وتحول اكتفائها بلعب دور ايجابي سياسي تجاه المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي المرتبطة بإيران الى دور سلبي يعرض مناطق حررها التحالف العربي والمقاومة الجنوبية اليمنية للخطر والفوضى والارهاب.

وتكشف تقارير غربية ان ما يجري من تغيرات في المشهد اليمني هو تنفيذ اتفاق دولي بشأن اليمن يقضي بانهاء حالة الركود السياسي وإزالة معيقات السلام تمهيداً لإنهاء الحرب بشكل كامل خلال الفترة الممتدة حتى نهاية العام الحالي.

وكشفت وكالة سبوتنيك الروسية قبل شهر من الان في تقرير لها ان معلومات دبلوماسية تلقتها الوكالة تؤكد على دخول اتفاقاً دولياً تشارك فيه روسيا بشأن اليمن حيز التنفيذ تقليص صلاحيات الشرعية وبداية النهاية لها واحلال محلها شكل جديد من النظام بتمحور حول مراجعة القضايا باليمن بشكل جذري خاصة ما يتعلق بالجنوب الذي يحوي غالبية الثروة والمصالح الدولية.

وكانت تحدثت وسائل إعلام دولية مؤخراً عن اجتماعات سرية عقدت في أكثر من دولة برعاية بريطانية لمناقشة وضع اليمن وأفضت كل الاجتماعات بإيكال الأمر الى  الرباعية الدولية المكونة من ( الولايات المتحدة – المملكة المتحدة – السعودية – الامارات ) بالاضافة الى منح روسيا ممثل في الاجتماعات الضرورية بالرباعية.

ونقلت المصادر الاعلامية الدولية أن الرباعية الدولية بحسب وكالات ووسائل اعلام دولية خارطة طريق جديدة أمام المجتمع الدولي وتم تزويد الأمم المتحدة بها وتفضي لإتباع استراتيجية فكفكفة السطلة القائمة شكلياً والمنفية خارج البلد وتجاوزها بعد ان تحولت الى واحد من مسببات الأزمة استمرار الحرب ومعالجة وضع اليمن بطرق جديدة تتوائم وقضايا البلد السياسية ومصالح دول المنطقة بالاعتماد على ضرورة إحداث تغيير باليمن يتوائم ونتائج واقعية أفرزتها الحرب وغيرت الخارطة السياسية في البلد.

اليمن بلد هش:

نشر مركز دولي يعمل في مجال الشفافية والأداء العالمية ويتبع مجموعة البنك الدولي تقريراً حول اليمن بعد دراسة استمرت اكثر من اربعة سنوات متوالية وأكد ان اليمن بلد هش على كل المستويات ويقودها رئيس ونائب من العسكر ورئيس وزراء مدني لكنهم جميعاً ذات مستويات أقل من تبوأ مناصب بهذا الحجم.

وأوضح ” المركز العالمي لتقييم الدول ”  الذي يهتم بــ«تقييم التنمية والحوكمة والشفافية والفساد » في تقريره ان اليمن من أفشل الدول في الشرق الاوسط فهي بلا قيادة حقيقية حيث رئيسها ونائبه «عسكريين» الاول ضعيف والثاني فاشل فيما رئيس وزراء مدني لكنه أكثر فساداً. معتبراً أن هذا أكبر أسباب ما تعرضت له البلد التي أصبحت من أكثر البلدان فشلاً من دول العالم الثالث.

التقرير الدولي حلل الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري لليمن واعتمد على معايير والعديد من الدراسات التي أجراها المركز ميدانياً طوال أربع سنوات.

ونقلت مجلة (درشبيجل الألمانية ) عن مسؤولين أوروبيين قولهم ان الرؤية الجاري تطبيقها بشأن اليمن تعتبر موفقة من حيث المبدأ إذ تعتمد على وضع حلول وتغيير الوضع الجاري باليمن جذرياً.

وقالت المجلة في تقرير لها نشرته الأثنين 5 اغسطس/ آب 2019  ان التحرك الدولي بشأن اليمن جعل كل الدول متحرجة من مواجهة الحكومة الشرعية بسبب القرارات الدولية سيما القرار ( 2216 ) لكن مؤخراً تمكنت المملكة المتحدة من انجاح قرار سري وغير معلن تم المصادقة عليه بجلسة سرية لمجلس الامن نص على إجراء تعديلات كبيرة في القرار.

وهذا يتطابق مع ما ورد في اخر نشرته ( نيويورك تايمز ) في 15 يوليو/ تموز 2019 أكد على وجود اتفاق دولي بشان اليمن تم تزويد الأمم المتحدة به ويقضي بإتباع استراتيجية فكفكفة الأزمة اليمنية ومعالجتها بطرق جديدة تتوائم وقضايا البلد السياسية ومصالح دول المنطقة بالاعتماد على ضرورة إحداث تغيير باليمن تتوائم ونتائج واقعية أفرزتها الحرب وغيرت الخارطة السياسية في البلد.

الشرعية اليمنية متورطة بالإرهاب:

تجري مسارات العمل الدولي في اليمن لعدة اسباب اضافة الى فشل السلطة الشرعية وتحولها لسلطة فاشلة. غير ان ارتباط الارهاب بالشرعية وتغوله بداخلها اوصل المجتمع الدولي الى اتخاذ خطة معالجة سريعة والتخلص من الشرعية لمحاصرة تمدد الارهاب التصاقه بمفاصل ومؤسسات السلطة باليمن.

وكان كشف تقرير سري للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة الامريكية سربه مسؤول بالمركز تناقلته وسائل اعلام دولية قبل شهرين  ان المعسكرات اليمنية التابعة للحكومة الشرعية تحولت الى معسكرات ارهابية من الخطير الصمت إزائها او التغاضي عما يجري فيها.

ونقل المركز الامريكي عن الخبير الدولي نيكولاس راسموسين مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب بالولايات المتحدة الامريكية ان التقرير الاستخباراتي ان العمليات الارهابية التي ضربت عدن تعتبر اخطر العمليات على الاطلاق وكشفت التحالف الايراني مع الارهاب لضرب عدن وقربها من الممر العالمي باب المندب الذي تسعى ايران للسيطرة عليه.

وكان وجه الكونجرس الامريكي وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين بتقديم تقرير متكامل وبشكل عاجل عن الارهاب في اليمن على رأسها ملف تنظيم الاخوان الارهابي باليمن ( حزب الاصلاح ).

ووفق تقرير نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال ) أن الكونجرس الامريكي يرى أن تنظيم الاخوان في اليمن أصبح أخطر فرع من فروع التنظيم الارهابي في الشرق الاوسط بعد اضعاف التنظيم الأم في جمهورية مصر العربية لكونه أصبح يوفر المأوى والدعم المالي واللوجستي بشكل مباشر لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من مأرب مركزا رئيسيا له.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى