الشرعية تطالب الأمم المتحدة بـالتجارة مع الحوثي .. تفاصيل

عدن24 | متابعات

في رسالة رسمية، طلبت حكومة الشرعية من مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة، السماح لتجار من القطاع الخاص لتزويد المناطق التي تحت سيطرة المليشيات الحوثية بالوقود.

وحصل “المشهد العربي”، على صورة رسالة باللغة الإنجليزية، وجّهها وفد حكومة الشرعية لدى الأمم المتحدة، إلى وكيل الأمين العام، تطلب فيها بشكل مباشر لشركات تابعة لرجل الأعمال أحمد العيسي، المعروف بعلاقاته القوية مع قادة “الشرعية”، وفي مقدمتهم الإرهابي علي محسن الأحمر، من أجل تزويد مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين بالوقود.

المصادر التي زوَّدت “المشهد العربي” بهذه الوثيقة، تقول: “الشرعية التي ترفض كل فرص السلام وتمنع فتح مطار صنعاء وترفض صرف الجوازات شمالًا وجنوبًا، لا مانع لديها بالتجارة بالوقود مع جماعة الحوثي للتربح من الصفقات المشبوهة”.
وكانت حكومة الشرعية قد أصدرت قرارًا حمل رقم 49، نص على “دفع الضرائب والرسوم الجمركية لصالح الحكومة على جميع المشتقات النفطية المستوردة إلى الموانئ، بما في ذلك ميناء الحديدة الذي تديره المليشيات”، وزعمت أنّ الهدف من هذا القرار هو تعزيز الإيرادات وإعادة تنشيط المؤسسات وتحسين الوضع الإنساني.

إلا أنّ هذا الطلب الحكومي الرسمي يفضح حقيقة نوايا الحكومة “الخبيثة”، بحسب مصادر “المشهد العربي” التي قالت: “اتضح الآن بما لا يدع مجالًا للشك أنّ القرار رقم 49 لم يكن يهدف إلى تحصيل الإيرادات ومنعها عن الحوثي الذي سيستوفيها في كل الأحوال عبر ميناء ذمار البري وإنما من أجل الوصول إلى هذا الهدف وهو التجارة بالوقود شماًلا بعد أن احتكروه جنوبًا”.
كما يؤكّد هذا الموقف، بحسب المصادر، أنّ حكومة الشرعية ليس لديها موقف حقيقي ضد الحوثيين، لكن الأمر يرتبط بسلسلة من المصالح المتبادلة، يحقِّقها كل طرف.

وبينما توارى قادة حزب الإصلاح وراء مصطلح الشرعية الزائف، إلا أنّ الحقيقة قد تبيّنت أمام جميع الأطراف، وكيف تعمل حكومة الشرعية على التعاون والتنسيق مع المليشيات الحوثية على مختلف وجميع الجبهات، فيما تحاول غسل سمعتها السيئة عبر سلسلة من التصريحات الكاذبة التي لم تغسل “العار” الذي يطارد هذا الفصيل.

التعاون والتنسيق بين إخوان الشرعية والمليشيات الحوثية لا يقتصر على المجال الاقتصادي حسبما فضحت الرسالة الحكومية إلى الأمم المتحدة، لكنه تطرَّق إلى مختلف المجالات؛ تأكيدًا على حجم المصالح المتبادلة بينهما، وهو ما كبَّد التحالف العربي مسؤولية تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا بعد كل هذه الخيانات الإخوانية.

فمن بين أحدث حلقات هذا التقارب، اتفق حزب الإصلاح، المخترق لحكومة الشرعية، مع المليشيات الحوثية على وقف العمليات العسكرية بشكل رسمي من خلال الحديث عن ضرورات إنسانية، وفيما يتعلق بالحديث عن فتح طريق الحوبان الحوض شمالًا وطريق غراب بيرباشا غربًا.
الاتفاق ينص على أن تعلن مليشيا الحوثي فتح الطرق ونزع الألغام مقابل إعلان قوات “إخوان الشرعية” في تعز وقف العمليات العسكرية في جبهات مسار الطرقات التي سيتم فتحها، كما يتضمّن الاتفاق فتح طريق الحوبان جولة القصر الحوض شمالاً وطريق الغرب غراب الأربعين غربًا، ما يعني إيقاف “الإصلاح” العمليات العسكرية بشكل معلن ورسمي من قبل قوات الشرعية في تعز وانتهاء ما تسمى بمعارك تحرير تعز والتي يتغنى بها “الإصلاح”.

الاتفاق الحوثي الإخواني لوقف العمليات الحربية في تعز سيقتصر على جبهات المدينة، بينما ستكثف المليشيات من وجودها في جبهات محسوبة ضمن مسرح عمليات اللواء 35 مدرع في الصلو والكدحة والأقروض وغيرها.
محافظة تعز كانت قد شهدت مؤخرًا، لقاءات مكثفة بين القيادات الحوثية والإخوانية، حسبما كشفت مصادر “المشهد العربي” التي قالت إنّ مليشيا الحوثي عرضت على حزب الإصلاح المساعدة في مواجهة القوات المسنودة من التحالف العربي، وقد جاء هذا العرض عبر القيادي الحوثي المدعو محمد البخيتي .

وأوضحت المصادر أنّ الحوثيين زوَّدوا الإصلاح في تعز بمعلومات تزعم أن القوات المسنودة من التحالف تستعد للسيطرة على تعز, وعرضت على الإصلاح التعاون ضد ذلك، وأشارت إلى أنَّ القيادي الحوثي المعين محافظًا لتعز أجرى اتصالات مع القيادي الإخواني المدعو عبده فرحان المعروف باسم “سالم” عبر تطبيق “واتسآب” قبل أن يرسل إليه وفدًا حوثيًّا دخل من المنفذ الشمالي للمدينة حيث أجريا مباحثات.
ولفتت المصادر إلى أنَّ القيادي الحوثي المشرف الأمني للمليشيات في شرعب المدعو علي القرشي عقد لقاءات مع قيادات إصلاحية في منطقة حذران غربي مدينة تعز.
هذا التعزيز في العلاقات سيئة السمعة بين الحوثي والإصلاح، هو امتدادٌ لذلك الإرهاب الذي يجمع بينهما، وهو إرهاب استهدف التحالف العربي والجنوب، ودعّم محور الشر الثلاثي، المتمثّل في إيران وقطر وتركيا.
العلاقات الحوثية – الإخوانية (إجمالًا) آخذةٌ في التمدّد، وتمثّل أحد أهم الأسباب الرئيسية التي قادت إلى تأخير حسم الحرب عسكريًّا، بعدما سلّم “الإصلاح” مواقع استراتيجية للانقلابيين وجمّد جبهات أخرى، بإشراف وتنسيق مباشر من محسن الأحمر.

-المشهد العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى