الأنثى عار !

كتب: شوق عبدالله

 

تستوطن المبالغة الفجة بتميّز الذكر عن الأنثى بجميع الأصعدة والمستويات في مجتمعات تقليدية عديدة فهي ظاهرة اجتماعية قديمة الأزل تواجدت مُنذ العصور الأولى، وهدفها ارتفاع أسهم الرجل وزج الانثى في قفص الجاهلية والعيب، حتى إنَّ هناك بعض المجتمعات حرمت الأنثى من أدنى حقوقها، بينما الجنس الآخر يحصل على حقه وحقها وربما أكثر، بدى لبعض الذكور أن الإناث خلقن كجواري للرجال معللين على ذلك أنهن لا يصلحن للميادين وبأنهن خلقن ناقصات عقل ودين فلا يستطعن قبض زمام المسؤولية فالنساء فقط(محلهن المطبخ) عبارة من لم تسمعها من بنات حواء ؟! سواء من الأقرباء أو من الغرباء. مضيفون على ذلك أن المرأة لا تستطيع أن تحل محل الرجل، وأن تفعل فعائله ناهيك أنها رئيسة المؤسسة الأولى والأهم في الحياة، بالتأكيد الرجل شريك معها لكن الدور الأكبر يكون للمرأة، قدرتها الفذة على العمل والاهتمام بأكثر من شيء هو ما يميزها.

 

من أكثر المشاكل التي تواجه الإناث تهميشهن وإذلالهن وتحقير قدرهن وعدم تقدير جهودهن وتحطيم أحلامهن وذروها في مهب الريح ، مثلاً :الأنثى ليس لها أحقية في الميراث وفي اختيار الزوج ، وتقديم دراسة الذكر على الأنثى وهذه من الأمور التي تحصل بطريقة شائعة في اليمن فيحصل الرجل على كل ما يريد من مستلزمات ودعم مادي ومعنوي ولو كان مستواه منخفض بينما لو كانت الأنثى متفوقة وذات طموح يعانق السماء يُقال عنها : “بتتزوج و محلها البيت” أي أنها لا تحتاج لبذل جهد جهيد كي تكمل دراستها في نهاية الأمر ستكون تحت ولاية زوج -يسترها- فهي غير قادرة على أعالة أسرة وتحمل مسؤوليات عدّة.

مستهينون بها وبما نص عليه الشريعة الإسلامية في المعاملة بالإنصاف، فالإسلام ساوى ما بين الجنسين وخطاب الناس جميعاً بصورة عامة ولم يبجل الرجل ويستثنيه عن الأنثى إنّما خاطبهما بنفس الأسلوب.

المرأة كالرجل من حيث خلقها، وانسانيتها، وكرامتها، حيث أن لها حقوق يجب أن لا تهمش، وعليها واجبات مكلفة بها كالرجل تمامًا.

توجد بعض الفروقات في المعطيات مابين الجنسين فيظهر الفرق جلياً من الناحية الجسدية، والنفسية.

تفضيل الذكور على الإناث من خصل الجاهلية وقد عدل الله ما بين الناس جميعًا لكن العدل اضمحل بفعل العادات القاتمة والجهل الذي أستوطن بالعقول السوداء الصغيرة التي اعتبرت أن المرأة التي يذاع صيتها ويرتفع مقدارها أمام الملأ عار وخزي لذويها بل تستنقص من رجولة أهل بيتها، والنساء اللواتي يطالبن بحقوقهن فاسقات متمردات يبعثن الفتن ويبحثن عن خراب البيوت.

شاع هذه الأمر جدًا في مجتمعنا فضلوا إعلاء قدر الرجل ولكأنه خلق من نور يجوبون طرقات الحياة يحملون معهم يافطات كتب عليها الرجل أولاً !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى