بالعطــاء نكتــمل..

كتب: تغريد البارعي

نخلق على هذه الأرض بقدر مقدر، باسم وجنس، بعائلة وانتماء. يعطينا الله من رزقه وفضله بتعب وأحياناً بلا طلب ضمن حكمة خفية لا نفهمها وييسر لنا الطرق دون أن ندري وقد نصبح أفضل من غيرنا مالاً وعلماً وسعادةً أو أقل، ويبث فينا الرغبات والأحلام ونتساوى جميعاً بالمطالب لكن يسلك كلا منا طريقه.

على أرض تتسع لأضعاف من عليها وجدنا بعدد ليس قليل نتكاثر بالرخاء والحب ونقل بالحروب والمجاعات بنسب متفاوتة في مكان عن مكان. عليها علم لا يدرك وأسرار لا تفهم ودروس وعبر. لو خطفنا ساعة ما من أسبوع مرهق مكتظ بالأشغال والازعاج لرأينا حاجتنا المميتة لبعض وكيف كل منا يشغل نقطة على الحافة لتكتمل دائرة الحياة مهما كان لون النقطة وقطرها لن تكتمل الدائرة بدون غيرها.

ننسى هذا مع انجازاتنا، في الحقيقة لا نحتاج لأحد لكن فعلياً لولا وجود الأغلب لما أستطعنا انجاز ذك الشيء.

فلنأخذ المدرسة كمثال، التخرج منها جهد شخصي يختلف كمه من شخص لآخر، لكن قيام المدرسة بحد ذاته جهود مجتمعة لأجل الطالب حتى عامل النظافة يلعب دوراً مهم في هذه الحلقة ولولاه لما اكتملت. ولتوجد المدرسة نحتاج لجهود مجتمعة غير السابقة ولكي تتم هذه الجهود نحتاج للجهود حكومية. وبشكل ما لولا احتياجات هذا الطالب لأمسى الكثير منهم فارغين بلا عمل نهاية اليوم. وكل هذا يدل على أن الحياة مجموعة من المساعدات والحاجات المتبادلة. نعرف ذلك منذ ولادتنا ابتداء بحاجتنا لأمنا لولا ما قدمته لنا ما كانت أغلى شخص علينا فالمقابل لولا وجودنا لما أصحبت أماً.

مهما علا شأن منصب أي أحد منا ما هو إلا نقطة لاكتمال الحلقة وكل ما كان الإنسان ذا منفعة لغيرة كل ما زاد تواجده وزادت قيمته في الحياة. تتخالف الأيام سنين وراء سنيين فيقل احتياجنا لأحد ويكثر لآخر تبايناً ويسد الله حوائجنا ببعض فيسخر أحدنا للآخر رحمة بكلينا ويسري الرزق عبرنا لغيرينا لتحل السعادة على كلينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى