تقرير| صراع الأجنحة الحوثية يطفو الى السطح ويحصد قيادات رفيعة

عدن24| خاص

عاد الحديث حول الصراع بين اجنحة المليشيات الحوثية يطفو الى السطح مجددا بعد مقتل عدد من القيادات الحوثية بظروف غامضة.

ففي مارس الماضي ومطلع ابريل الجاري أُعلن عن وفاة قيادات حوثية رفيعة المستوى بفيروس كورونا ظاهرا ، لكن لا يزال الكثير من الغموض يلف حول الأسباب الحقيقية للوفاة.

إذ طالبت عددا من القيادات الحوثية تشريح جثث المتوفين ومعرفة السبب ،بينما رفضت قيادات اخرى ،وذلك ما أرجعه محللون الى حالة الصراع الدائرة بين اجنحة المليشيات والتي بدأت منذ أعوام.

      ظروف غامضة

في مارس الماضي توفي القيادي الحوثي زكريا الشامي وزير النقل بحكومة الحوثيين ، ونجل مستشار المجلس السياسي للأعلى للمليشيات يحيى الشامي.

حيث تم الإعلان عن وفاته بفيروس كورونا ، لكن ذلك ما رفضه والده رفضا قاطعا وشكك ان يكون ولده قد توفى بالفيروس.

وبتاريخ 21 مارس طالب الشامي تشريح جثة ولده زكريا لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة.
ولكن المفاجئة كانت حينما تم الإعلان عن وفاة يحيى الشامي ايضا الى جانب نجله زكريا ، وكانت تلك الشرارة التي اشعلت صراع الأجنحة مجددا في صفوف المليشيات الحوثية.

إذ ما يزال الغموض سيد الموقف حول وفاة اللواء زكريا الشامي ووالده اللواء يحيى الشامي واللواء زابن مدير البحث الجنائي ، واعتبرها مراقبون انها عملية تصفية داخلية بين الأجنحة على غرار ما حدث لحسن زيد والمتوكل وشرف الدين والخيوني وإبراهيم الحوثي وغيرهم.

    اغتيالات علنية

تطورت الصراعات الداخلية بين فصائل المليشيات الحوثية الى مرحلة جديدة فيما بينها.

ونتجت عن تلك الصراعات سلسلة من التصفيات طالت قيادات من الصف الأول والثاني في الجماعة.

ففي الأشهر الماضية توافدت حشود مسلحة من قبائل أرحب إلى شمال صنعاء بعد إقدام مسلحين حوثيين على قتل الشيخ علي حزام ابو نشطان وثلاثة من أولاده وشقيقته فيما أصيبت زوجته بجروح خطرة، إثر اقتحام منزله في منطقة الروضة بصنعاء.

وكان قذ قاد عملية اقتحام المنزل وإغتيال الشيخ ابو نشطان المدعو علي حسين الحوثي شقيق زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي.

ولكن المليشيات كعادتها أطفأت تلك التحركات بالتحكيم القبلي ، وتدخلت وساطات قبلية للتهدئة.

وتأتي عملية التصفية تلك ضمن سلسلة طويلة من التصفيات تشهدها الجماعة منذ أعوام.

      اتساع الصراع بين الأجنحة

تشهد صنعاء حرب داخلية هائلة بين فصائل مليشيات الحوثي، وبحسب معهد بيانات النزاع المسلح فقد تم رصد 40 معركة بين فصائل مليشيا الحوثي والمقاومة الداخلية لها خلال العام 2020 الماضي .

ويأتي مقتل الشيخ ابو نشطان ضمن سلسلة التصفيات تلك ، لا سيما وانه كان احد القيادات المتحركة والنشطة داخل الجماعة.

وليست تلك العملية هي الأولى- ولن تكون الأخيرة – حيث تعرضت قيادات كبيرة للتصفية خلال الاعوام الماضية على رأسهم ابراهيم الحوثي شقيق زعيم المليشيات وأحمد شرف الدين وجدبان والخيواني والمتوكل وحسن زيد وعدد من القيادات الكبيرة.

وقال سياسيون ان نظرية المؤامرة تحضر مع كل حادثة اغتيال تودي بحياة قائد بارز في الميليشيات الحوثية كما حدث عند مقتل القيادي البارز ورئيس الجناح الأمني في الجماعة طه المداني الذي لم يعلن الحوثيون عن مصرعه إلا بعد عام.

واضاف السياسيون أن حالة الصراع بين أجنحة حوثية خلال الاعوام الماضية انعكست على التعيينات التي أطاحت برئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، بعد فترة وجيزة من تولي الرجل القوي في الجماعة وعم زعيمها، عبدالكريم الحوثي لوزارة الداخلية في حكومة الانقلاب بعد أن ظل الحديث يدور منذ 2014 عن دوره القوي من خلف الكواليس.

وتابع السياسيون انه جاء تعيين عبدالكريم الحوثي وزيرا لداخلية الانقلاب في أعقاب إعلان حوثي دراماتيكي عن وفاة الوزير السابق عبدالحكيم الماوري في العاصمة اللبنانية بيروت في الوقت الذي لم تكشف أي تفاصيل عن طبيعة موته وطريقة نقله إلى لبنان.

وكشفت مصادر ان عبدالكريم الحوثي خاض صراعا مبكرا لإحكام قبضته على مفاصل الملف الأمني في الجماعة الحوثية الذي كان يتولاه الجناح الأخر الذي يتزعمه طه المداني وأبوعلي الحاكم، وعبدالحكيم الخيواني المكنى بأبي الكرار نائب وزير الداخلية الذي تحدثت مصادر إعلامية عن اعتقاله قهريا بناء على أوامر من وزير الداخلية المعين حديثا عبدالكريم الحوثي وتجريده من صلاحياته.

    إعادة ترتيب مراكز القوى

تشهد الحركة الحوثية عملية تنقلات وتعيينات كبيرة في صفوفها على أعقاب سلسلة من الاغتيالات الغامضة التي استهدفت قيادات ميدانية حوثية من الصف الثاني خلال الفترة الماضية تندرج ضمن سياسة إعادة ترتيب مراكز القوى داخل الجماعة الحوثية وإضعاف القوى والتيارات التي تدين بالولاء للجناح الموازي داخل الجماعة.

وذكرت مصادر سرية ان هذا الجناح خسر العديد من أبرز قادته لصالح الجناح المهيمن الذي بات يقود الملف السياسي والعقائدي فيه عبدالملك الحوثي بينما يتولى عمه عبدالكريم الحوثي قيادة الملف الأمني بعد تعيينه وزيرا للداخلية، في الوقت الذي أسندت فيه قيادة الملف العسكري لعبدالخالق الحوثي وشقيقه إبراهيم الحوثي الذي تعرض لعملية الاغتيال الغامضة في صنعاء.

وأشارت المصادر أن التراتبية في البيت الحوثي لا تخضع للسن أو المكانة والخبرة، حيث يتولى الشقيق الأكبر لزعيم الجماعة، يحيى بدرالدين الحوثي ملف التعليم والحرب الثقافية بعد تعيينه وزيرا للتربية والتعليم في حكومة الانقلاب.

وتؤكد مصادر مطلعة أن العلاقة بين رموز الجناح القوي داخل الجماعة ليست مثالية كما يصورها الإعلام، مع ظهور مؤشرات على صراع مؤجل قد يطفو على السطح بعد الانتهاء من إحكام هذا الجناح سيطرته التامة على مفاصل الجماعة الحوثية وعند تلاشي المخاوف من تداعيات الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى