الحزن يخيم على الطائف بعد فاجعة أسرة يمنية مقيمة في المدينة

عدن24- ارم نيوز

يستعد عدد كبير من سكان مدينة الطائف السعودية، اليوم الأربعاء، للمشاركة في الصلاة على جثماني زوجين يمنيين شابين يقيمان في المدينة منذ سنوات بعد أن قضيا غرقًا في حادثة أثارت مشاعر حزن واسعة في المملكة.

وقضى هاشم عبدالله هاشم وزوجته، يوم الأحد الماضي، عندما كانا برفقة طفليهما تالين (3 سنوات) وعبدالله (أقل من عامين)، في رحلة للتنزه عند غدير البنات الشهير والقريب من مدينة الطائف، ولا تزال تفاصيل ما واجهاه في ساعتهما الأخيرة في إطار التوقعات والافتراضات فقط.

وعاش سكان الطائف أيامًا عصيبة منذ وصول أخبار اختفاء بائع الملابس اليمني وزوجته، بعد ظهر يوم الأحد، لحين العثور عليهما غريقين، وتسليم جثمانيهما للسلطات المختصة في اليوم التالي، فيما تكفل أقاربهما بطفليهما تالين وشقيقها عبدالله اللذين لا يعرفان ما جرى لوالديهما لحد الآن.

وعثرت فرق الدفاع المدني السعودية وفرق بحث وإنقاذ تطوعية محلية على جثمان الزوجة الشابة في مساء اليوم ذاته غارقةً في الغدير، ولم يتم الوصول لجثمان الزوج حتى اليوم التالي، لتظهر بعدها روايات المنقذين وعائلة الزوجين عما جرى.

وعثر شبان سعوديون في البداية على سيارة الزوج هاشم بالقرب من الغدير تماماً، ووجدا فيها الطفلين يجهشان في البكاء، وأبلغا الجهات المختصة بما شاهداه لتتدخل فرق الدفاع المدني وتنتهي من مهمتها وفق رواية مؤلمة تقول إن الزوج سقط أولاً في مياه الغدير وجره السيل الذي كان يمر حينها في الغدير، فيما أمنت الزوجة طفليها في السيارة وحاولت إنقاذ زوجها، لكنها ماتت معه، أو أن الزوجة هي من سقطت أولاً.

الحادثة التي ملأت تفاصيلها الصحف وقنوات التلفزة المحلية، وجدت صدى واسعاً وحزيناً في مواقع التواصل الاجتماعي التي كان هاشم وزوجته يوثقان رحلتهما عبر أحدها، إذ يقول خالد هاشم، إن شقيقه هاشم كان بالقرب من حافة الغدير يصور مقاطع فيديو وينشرها على تطبيق ”سناب شات“ قبل أن يسقط في الغدير.

ووفق رواية الشقيق التي نقلتها صحيفة ”سبق“ المحلية، فإن قدم الزوج انزلقت في المياه وجرفته بسبب قوتها، فما كان من الزوجة إلا أن أبعدت طفليها عن المكان، ووضعتهما في السيارة، وبدأت محاولات انقاذ زوجها التي انتهت بغرقها معه.

ويروي الشقيق أنه كان برفقة هاشم وعائلته في اليوم السابق لوفاته، وأنه قرر اصطحاب عائلته قرب الغدير لتحقيق أمنية طفلته تالين برؤية البحر، إذ يتجمع في الغدير كميات كبيرة من المياه في مثل هذا الوقت، حيث تصب فيه عدة وديان تجري فيها مياه الأمطار.

وفي مواقع التواصل الاجتماعي، تمتلئ مقاطع فيديو لعمليات الإنقاذ، حيث عمل غواصون ترافقهم معدات إنقاذ في الوصول للزوجين، بينما تظهر آثار لمكان جلوس العائلة على فراش قرب ضفة الغدير.

الحادثة أعادت للأذهان قصة اسم الغدير التي تناقلها السكان المحليون برواية تقول، إن سبع بنات كن يرعين بأغنامهن عند الغدير في الماضي، وغرقن فيه، ليتحول اسمه إلى ”غدير البنات“ نسبة إليهن.

ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فالتحذيرات الرسمية التي وردت عقب الحادثة، من خطورة التواجد في أماكن تجمع المياه في مواسم الأمطار، قد تجعل من غدير البنات الذي يعد مقصداً للمتنزهين، مكانًا غير مرغوب فيه، ويهابه سكان الطائف بعد فجيعة الأسرة اليمنية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى