اليمنيون يفرون إلى الأعراس الجماعية هربًا من التكاليف المرتفعة

عدن24 ـ إرم نيوز

تحولت الأعراس الجماعية من ظاهرة مجتمعية نادرة، إلى شكل من أشكال التعاون المجتمعي، التي دأبت عليها الكثير من المناطق في اليمن، لتكون سمة بارزة أنتجتها ظروف الحرب.

ويتسع نطاق هذه الظاهرة كلما اقترب موعد موسم الأمطار خاصة في المناطق الريفية التي تصل إلى ذروتها في فصل الصيف.

وحول ذلك، قال الباحث الاجتماعي مروان الصباري: ”يدرك أولياء الأمور في اليمن أن تكاليف الزواج وتقاليده تمثل معضلة كبيرة تدفعهم لتحمل تكاليف كبيره تفوق طاقاتهم“.

وأشار في حديثه لـ“ارم نيوز“ إلى تشارك الكثير من الأسر اليمنية في تنظيم الأعراس الجماعية هربًا من التكاليف المالية الكبيرة للأعراس الفردية، والتي تمثل معضلة للكثير من الشباب اليمني خاصة في ظل هذا الوضع المعيشي الصعب الذي تعانيه غالبية الأسر اليمنية.

وأضاف أنه ” في بعض المناطق اليمنية وفي مقدمتها شمال ووسط اليمن تتجاوز أعداد المشاركين في الأعراس الجماعية مئة شاب وفتاة، وباتت تقليدًا سنويًا اعتاد عليه الأهالي هناك“.

وتتلخص الفائدة من تنظيم الأعراس الجماعية في ”التخفيف من التكاليف المالية والحد من مظاهر البذج والإسراف التي ترافق الأعراس“، ولم يعد يقتصر تنظيم هذا الشكل من الأعراس على المؤسسات الحكومية أو الأهلية والجمعيات الخيرية، بل وصل إلى مشاركة شخصيات اجتماعية ورجال أعمال في تنظيم الأعراس والمساهمة في جزء من تكلفتها المالية.

موسم التزاوج

في أرياف محافظات أب وتعز وذمار وصنعاء والبيضاء وعمران، تنظم الأعراس الجماعية بعد عيدي الفطر والأضحى، حتى بات الزواج في بعض المناطق الريفية مرتبطًا بموعد محدد من الصعب أن يقام عرس في موعد آخر فردي.

وبلغة ساخرة، قال عبدالله المسعدي من أهالي ريف محافظة إب، إن الشباب في منطقته ينتظرون عيدي الفطر والأضحى بفارغ الصبر وطوال العام، لأنه يمثل موسم التزاوج لهم.

وأضاف المسعدي في حديث لـ ”إرم نيوز“ أن الأعراس الجماعية يشارك فيها الشباب ممن تجاوزوا الثامنة عشرة من الشباب والسادسة عشرة من الفتيات، وفي العادة يكون الزواج بين الأقرباء أكثر من غيره.

 

تكاليف أقل

وتصل تكاليف الأعراس الفردية إلى نحو ثلاثة ملايين ريال (نحو خمسة آلاف دولار) وهو مبلغ كبير مقارنة بدخل الأسرة اليمنية، مستثنيًا من ذلك مهر العروس، الذي يختلف من منطقه إلى أخرى والذي يقارب في مناطق ذات طابع قبلي 4 آلاف دولار أمريكي.

فيما يختفي ذلك الرقم في الأعراس الجماعية والتي تكون فيها حفلات ومراسيم وطقوس العرس جماعية وتخفف بشكل كبير من العبء المالي الذي يتحمله العريس.

ظاهرة الأعراس الجماعية في اليمن تظل إيجابية وذات طابع خيري وديني واجتماعي في المقدمة، خاصة مع ارتفاع نسبة العنوسة وسط النساء اليمنيات، وطريقة ينظر إليها على أنها الأنسب في مجتمع ما زالت الأعراف القبلية هي السائدة فيه وبشكل كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى